خبراء دوليون من أوكرانيا فرنسا هولندا بلجيكا و80 مشاركا في أكاديمية فاس بولمان من أجل الماء والبيئة

خبراء دوليون من أوكرانيا فرنسا هولندا بلجيكا  و80 مشاركا في أكاديمية فاس بولمان  من أجل الماء والبيئة

أكد الدكتور محمد دالي أن مسألة الوعي بالحفاظ على الماء واستدماجه في الذهنية وفي السلوك طبقا لما نصت عليه توجيهات ومؤتمرات الأمم المتحدة حول الماء وكذا  اعتماد المغرب للميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة سنة 2010  تنفيذا للتوجيهات للملكية  اعتراف صريح  بالدور الرئيسي الذي يضطلع به التعليم في رعاية البيئة وترشيد استعمال الماء"   وذلك  في افتتاحه  ملتقى  شباب واد سبو الثلاثاء 08 سبتمبر 2015  بقصر المؤتمرات – فاس  بحضور خبراء وأكاديميين دوليين  و أكثر من 80 مشاركا من خمس جنسيات هي أوكرانيا بلجيكا فرنسا وهولندا والمغرب ،  مضيفا   أن ذلك    شكل منعطفا مهما وإضافة نوعية في عمل وزارة التربية الوطنية في مجال نشر الوعي البيئي، بتبنيها عدة إجراءات وآليات لمواكبة إرساء وتفعيل هذا الميثاق.

واعتبر المسؤول الأول عن الشأن التربوي بالجهة  في كلمته التحسيس والتوعية  من المداخل الأساسية في مقاربة موضوع الماء والمحيط الطبيعي، سواء من خلال الإمكانات التي يوفرها على المستوى الديداكتيكي والبيداغوجي لتعليم المهارات وتنمية الكفايات الخاصة بالوعي البيئي أو على صعيد الحفاظ على الماء وتنميته وتشجيع القيم التي تتصل بقضايا المجال لدى المتعلمين

مدير الأكاديمية أشار إلى المجهودات التي تبذلها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان والنيابات  الإقليمية بالجهة  لدعم وتشجيع ترسيخ ثقافة بيئية مستدامة في المؤسسة التعليمية في إطار المشروع البيئي لهذه المؤسسة، موضحا  النجاح الكبير الذي حققته تجربة برنامج '' الصحافيون الشباب من أجل البيئة ''  و برنامج  '' المدارس الإيكولوجية ''، بالإضافة إلى عدة برامج أخرى مع قطاعات حكومية تشتغل في المجال كقطاع المياه والغابات ومحاربة التصحر وقطاع الماء والبيئة في إطار اتفاقيات شراكة وتعاون.  مؤكدا في نفس السياق  الأدوار  الطلائعية التي يلعبها المجتمع المدني كشريك لا غنى عنه في تدبير الشأن العام المحلي والوطني بانخراطه في تدبير مختلف القضايا ومن ضمنها قضية  الماء والبيئة،  مبرزا أن  المؤسسة التعليمية تسعى لأن تكون منفتحة على المحيـط،   وإن تحقيق  ذلك لن يتم إلا من خلال دور المجتمع المدني الذي اعتبره  بمثابة الجسر الممتد بين الحياة المدرسية وفضائها الخارجي في إطار تشاركي تتكامل فيه أدوار كل المكونات.

من جانبه قدم ذ عبد الله الغول نائب الوزارة بإقليم مولاي  يعقوب جردا شاملا لأنشطة جهوية  في مجال البيئة  والتــنمية المستدامة ، مؤكدا أن  التربية على البيئة   حاضرة بنسب متفاوتة في البرامج الدراسية وأنشطة التفتح وخاصة في المدارس الابتدائية منذ سبعينات القرن الماضي، كما نبه إلى ضرورة التصدي لمشكلات البيئة والعمل على النهوض بها من خلال توجه تربوي تعليمي» ولأن التربية البيئية سواء من خلال المناهج الدراسية أو أنشطة الحياة المدرسية تشكل محورا أساسيا في منظومة التربية والتكوين بالمملكة المغربية فإنه   انطلاقا من  2009  ستعرف  منعطفا جديدا في مسار الاهتمام بالبيئة والتنمية المستدامة في الوسط المدرسي المغربي وخصوصا مع صدور الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة .

نائب الوزارة  أشار في عرضه إلى  المنطلقات الأساسية  والترسانة القانونية وآليات الاشتغال وشبكات التنسيق الجهوية والمتدخلون ومجالات التدخل ، كما تعرض بالتفصيل للبرامج التي يتم الاشتغال عليها بالجهة ، وكذا انشطة المتعلمين في مجالات التربية البيئية إضافة إلى  أوجه الشراكات والتعاون وآليات التنفيذ .

ويعرف برنامج أنشطة  ملتقى شباب واد سبو التي تنظمها الجمعية المدنية البلجيكية goodplanet  وفيدرالية جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بإقليم مولاي يعقوب بتنسيق وتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ونيابة وزارة التربية الوطنية  بإقليم مولاي يعقوب  ومختلف الفاعلين والمهتمين في المجال، العديد من الأنشطة البيئية على امتداد أسبوع ، تتضمن خرجة لمنبع نهر سبو بجماعة أولاد مكودو نيابة صفرو    وأخرى إلى مصبه بمهدية بمدينة القنيطرة ،  حيث سيقوم أكثر من 80 شابا متطوعا القيام بحملة تنظيف لمصب بالتنسيق مع أطر جامعة ابن طفيل  ،كما ستنظم ورشات للتقييم وجرد الحصيلة ،حيث بات  موضوع   الماء  البيئة والتنمية  يشكلان  رهانا استراتيجيا بالنسبة للمغرب وللعالم أجمع، بما يحمله من رهانات في امتداداته في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ظل التحول الإيكولوجي الكبير الذي أصبح يعيشه العالم اليوم.  

ملتقى واد سبو الدولي  الذي ينعقد بقصر المؤتمرات  بفاس   بحضور  ممثلي الجمعية المدنية البلجيكية goodplanet  ، وكالة الماء البلجيكية ،السادة نواب  وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بإقليمي مولاي يعقوب وصفرو،وأعضاء فيدرالية جمعيات أمهات وأباء وأولياء التلاميذ بإقليم مولاي يعقوب  ممثلة حوض سبو ،وجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض ممثلي جامعة ابن طفيل بالقنيطرة ، ممثلي برلمان شباب أوروبا للماء إلى جانب مؤطرين وخبراء من المغرب وأوروبا  التأموا بفضاء المركز الجهوي للتكوينات والملتقيات على مدى أسبوع  ضمن ورشات للتداول وتبادل الرأي والنقاش حول آليات تنفيذ مساعدة وتأطير أنشطة الأندية البيئية  لإشراك المجتمع المدرسي في تدبير قضايا البيئة والماء وإذكاء الحس الإيكولوجي لدى الناشئة ، وذلك باعتبارهم نساء ورجال الغد الذين ستناط بهم مسؤولية الحفاظ على توازنات مختلف المنظومات البيئية و تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

  تجدر الإشارة هنا إلى  نيابات الوزارة  انخرطت في تنفيذ مختلف مشاريع وبرامج هذه الاستراتيجية، كما عملت على تسطير برنامج عمل سنوي خاص بترشيد استعمال الماء والحفاظ على البيئة، إن على مستوى المؤسسات التعليمية من خلال عمل الأندية التربوية ومختلف الأنشطة الموازية، أو من خلال نهجها التشاركي مع الجهات الحكومية المعنية بالجهة أو بالإقليم ومع جمعيات المجتمع المدني ، وقد تمكنت بفضل هذه المجهودات من تحقيق عدة إنجازات على هذا المستوى، وتتطلع النيابات إلى المزيد من المبادرات والأنشطة في هذا الإطار بما يعزز انخراط مؤسساتها التعليمية في المشروع البيئي الوطني.

وسجل المتدخلون  إن الحفاظ على الماء اليوم  رصيدا مشتركا للأمة، لا يمكن اعتباره مشروعا بيداغوجيا خالصا  ولا مشروعا تقنيا صرفا، وإنما هو مشروع سوسيو اقتصادي وثقافي ومجتمعي، يجب أن يلعب فيه الجميع: قطاعات حكومية ومنتخبون ومجتمع مدني ومؤسسات وتلاميذ ومربون ومسؤولون وشركاء من مختلف المواقع أدوارا أساسية متضافرة فيما بينها من شأنها تعزيز وترسيخ ثقافة الحفاض على الموارد المائية وترشيد استهلاكه واستدماجها كممارسة وسلوك ومواقف .

ويندرج  المشروع في إطار نقل تجربة من الديار البلجيكية  " نهر إسكوت" إثر زيارة قام بها وقد تعليمي من نيابة مولاي يعقوب السنة الماضية ،  والتي من بين أهدافها  الاشتغال على التلوث في  نهر سبو  ا واطلعنا على تجربتهم الرائدة  في المجال  وقررنا نقلها الى المغرب وبالضبط الى جهة فاس بولمان وتحديدا إلى حوض سبو .

  كما أن الهدف الأساسي من التظاهرة هو إحداث جمعية شباب واد سبو من بين أهدافها  القيام بحملات تحسيسية وتوعوية فيما يتعلق بتلوث مياه سبو  وكيفية محاربته أو الحد منها  ، كما سيتم نقلها الى جميع المؤسسات التعليمية ، ولهذا الغرض يقول نائب الوزارة بمولاي يعقوب   تم انتقاء 20 شابا من الجهة من تلاميذ المؤسسات التعليمية تتراوح أعمارهم ما بين 16 و23 سنة تتواجد مؤسساتهم على ضفاف نهر سبو من أجل  للقيام بحملات تحسيس وتوعية للساكنة المجاورة لحوض واد سبو  مع القيام بقافلة تحسيسية داخل الأسواق المجاورة للنهر بأهمية الحفاظ على جودة المياه .  وتتوقع كل من الأكاديمية والنيابة أن ينخفض معدل التلوث بالنهرمع  انطلاق التجربة من المؤسسات التعليمية ، مع التفعيل الميداني لهذه الأنشطة البيئية  داخل الأندية البيئية والمنسقية الجهوية ، ومنشطي البيئة على صعيد  بالمؤسسات التعليمية المجاورة لحوض سبو   مما يؤكد انفتاحها على محيطها والتأثير فيه بنحو إيجابي  ومأثر .

ومن دون شك فإن إسهامات شباب واد سبو في البيئة السليمة وترشيد الحفاظ على الماء وتحسين جودته بفضل الخبرات التي يتوفر عليها في المجال ستعطي للماء والبيئية بالجهة خاصة والمغرب بصفة عامة أفقا جديدا يسعى إلى المشاركة الواعية والمتطورة للتلميذ والتلميذة في الحياة المدرسية ومد جسور التواصل بين ما يدرس داخل الفصول الدراسية وبين الممارسات اليومية خارج أسوار المدرسة من خلال مناولة الوضعيات الإشكالية المستقاة من محيط التلميذ ومنها مسألة الماء والبيئة والتي تجعله يتعرف على واقعه المجالي ويشارك في تدبير إشكالاته.