رسالة من حب إفريقي.. ودرس أحسن منها لمغربي حقيقي

رسالة من حب إفريقي.. ودرس أحسن منها لمغربي حقيقي

أسابيع فقط على تداول رواد الفضاء الأزرق صورة لفتيات غربيات بسيقان عارية داخل أحد القطارات، وبالمقابل انشغال الشباب الذين كانوا بقربهن بقراءة ما بين أيديهم من كتب، في تلميح إلى فارق الوعي الذي يفصل بيننا وبينهم. (بعد هذه الأسابيع)، تطل علينا صورة من المصدر ذاته لعروسين إفريقيين اختارا أحد كراسي حديقة الجامعة العربية بمدينة الدار البيضاء ليستأنسا ببعضهما البعض، وهما مازالا بلباس الاحتفال، حيث العريس ببذلته الأوروبية الأنيقة، والمرأة بفستان أبيض لا يستر من صدرها إلا ما تيسر. والجميل، هو مشهد الرجل الذي اشترك معهما الكرسي وقتها، والذي كان مهتما بما يقرؤه دون أي سرقة للنظرات، وكأنه يعطي درسا في السلوك الحضاري عند مثل هذه المواقف التي غالبا ما تشكل موضوع بحث في جلسات مجتمعنا. فهنيئا لنا بأمثال هؤلاء الرجال والله يكثر من أمثالهم، وهنيئا بهذه العينة من أبناء قارتنا الذين تجاوزوا عقدة الخوف من اختلاس "الشوفات" مهما كان التصرف الصادر منهم طالما أنه بلغ من الرقي مكانة، ومن سمو التفكير ضمانة.