اعتذر الفنان المغربي والعالمي حفيظ الدوزي عن المشاركة في فعاليات الدورة 16 لـ «المهرجان الدولي لفلسطين»، وذلك بسبب رفضه ختم جواز سفره وجوازات الفرقة الموسيقية المرافقة له بختم إسرائيلي في مطار تل أبيب، وذلك قبل ثلاث أيام فقط من موعد سفره، حيث كان مقررا أن يحيي حفلا فنيا في رام الله . وقال الفنان الدوزي، في تصريح صحفي " للقدس العربي" ق أنه تواصل قبل أكثر من ستة أشهر مع منظمي المهرجان. وكانت حينها سعادته لا توصف لمعانقة الجمهور الفلسطيني لأجل منحه القليل من الفرحة والفرجة. وتم الاتفاق على أساس أن يتم السفر من بلجيكا نحو عمان في الأردن، ومن هناك نحو جسر الملك حسين كي ندخل رام الله. يضيف ولكن لأننا ملتزمون هذه الأيام بجولة فنية وحفلات مبرمجة وفق تواريخ محددة داخل وخارج المغرب أعدنا الاتصال بالمنظمين كي تصبح محطة الذهاب هي الدار البيضاء بدل بلجيكا.
لكننا تفاجأنا حينها أن التذاكر صارت تحمل الدخول عبر تل أبيب وبعد أخذ ورد معهم توصلنا لاتفاق بأن لا تطبع جوازات أي واحد منا بختم إسرائيلي. ووعدتنا مديرة المهرجان بأنه سيتم لنا ذلك وحين تبقت أيام قليلة فقط على السفر أخبرونا أن إسرائيل مصرة على ختم جوازي وجواز الفرقة المرافقة بشكل مباشر دخولا وخروجا. فما كان مني إلا أن رفضت رفضا قاطعا أن «أوسخ جوازي» بختم دولة محتلة وقبولي بهذا هو قبول لمبدأ التطبيع وأنا أعلنها بصوت عال أرفض التطبيع مع إسرائيل، وإن اقتضى الحال أن يكون على حساب مساري الفني. ويضيف فكرنا بمعاودة الحجز عبر جسر الأردن، لكن علمنا أن طول الرحلة من الدار البيضاء وعبر أبوظبي إلى الأردن سيتجاوز 30 ساعة ونحن ملتزمون بجولة فنية وحفلات بمواعيد قارة ومضغوطة. فاضطررنا حينها إلى إلغاء السفر. ويضيف عبد القادر شقيق الدوزي ومدير أعماله بأن هناك من اقترح عليهم فكرة تغيير جوازات السفر بعد الرحلة لأجل التخلص من الختم.
لكنهم رفضوا لأن المسألة هي مبدأ وكرامة والقبول بهكذا أفكار سنغش به أنفسنا ونخالف مبدأ عدم التطبيع مع الكيان الإسرائيلي. لهذا رفضنا السفر في الوقت الذي مرت فيه فرق أجنبية كثيرة مشاركة في المهرجان عبر تل أبيب من إيرلندا وانكلترا وغيرها.
ويضيف عبد القادر بأن مديرة المهرجان أخبرته أن ما حدث هو أحد ضرائب الاحتلال التي يدفعونها يوميا كشعب محتل ومحاصر حتى في لحظات فن وفرح تسرق من مخالب العدو المحتل. جدير بالذكر أن حفيظ الدوزي يعد من أهم الفنانين الشباب المغاربة حاليا في الساحة الفنية، لا زال المغاربة يتذكرونه صغيرا جدا حين بدا الغناء وهو ابن الخمس سنوات.
في سنة 1994 سجل ألبومه الأول «قولوا لميمتي تجيني» وهو لم يتجاوز ثماني سنوات من عمره وهو الألبوم الذي حقق في وقته نجاحا كبيرا ووصف حينها «بالطفل المعجزة». تخصص في فن الراي فهو ابن مدينة وجدة من أم جزائرية وأب مغربي، وبحكم أنه يعيش متنقلا بين المغرب وبروكسيل انفتح على أنماط موسيقية غربية واتقن خمس لغات بحيث يغني بالعربية والفرنسية والانكليزية والتركية والهندية مما أهله لتأسيس لون غنائي خاص به. اشتهر في العالم العربي بأغنية «لك قلبي لك عمري لك روحي» بشعر باللغة العربية الفصحى وبموسيقى راي شبابية. وهو من جهة أخرى معروف جدا في الأوساط الفنية والإعلامية في المغرب بالسمعة الطيبة والالتزام بالقضايا الإنسانية وحسن اختيار الأعمال الفنية كلاما وألحانا.