على هامش الدعم المجحف لتظاهرة الجامعة الصيفية للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمحمدية. نقاش جيد هذا الذي ثار بعد الدعم غير الملائم الذي خصصته اللجنة الوطنية لدعم المهرجانات للجامعة الصيفية السينمائية بالمحمدية هذه السنة. والواقع أن هذا الدعم الذي لا أشك أن الأستاذ حسن الصميلي المعروف بنزاهته لا يدخر جهدا في الاقتراب به من معايير مقبولة وعادلية لن يكون مجديا في رأينا المتواضع إلا بتوفر بنية متكاملة نعرض هنا مقاربة سريعة حولها انطلاقا تعلن بكل وضوح ضرورة إعادة نظر عميقة في بنينة اللجنة وأسس تكوينها والتصور الذي يحكمها وجودا واشتغالا وأهدافا بل وغايات أيضا. في هذا السياق نقترح في عجالة أفكارا أولية كما يلي على أمل؟؟ فتح حوار حقيقي بغير الطرق المعهودة التي لا تؤدي دائما إلا إلى نفس النتائج، لأنها توضع على مقاساتٍ يعاد إنتاجها دائما مهما تغيرت الألبسة "الغرافيكية" للخطابات وللمبشِّرين بها. لا بد من إعادة النظر وبشكل جدي وجديد وشجاع وعلى قاعدة البحث عن الكفاءات وليس التوازنات بين تمثيليات مؤسساتية وبمنطق ترك الأدنى يقترح بثقة الانتماء وبمعايير تخترقها الذاتيات ومنطق التيئيس من أنه ليس من الممكن أفضل مما هو كائن:
1 - ممثلو اللجنة لدى التظاهرات بغض النظر عن الأفراد والأسماء والوظيفة.
2 - أعضاؤها وبغض النظر كذلك عن فلان أو فلان الآن أومن قبل.
3 - معايير التقييم في الاشتغال وفي تقرير قيمة الحق في المال العام، النقط الثلاث السابقة نرى أن إعادة النظر فيها يتم بشكل شامل انطلاقا مما يلي بالنسبة للجنة ولأعضائها وصلاحيات رئيسها وأسس آليات اشتغالها. إعادة النظر إذن في: - إطارها ووجودها النظري والتصور المحدد ل"لماذا هذه اللجنة؟" و"ما الهدف من عملها؟" و"ما القيم والمشروع الثقافي والفني والإنساني" الذي يحدد وظيفتيها بل وأساس وجودها؟ والأهم ما مدى ملاءمتها كآلية "لمشروع المجتمع الديموقراطي العقلاني الحديث" الذي هو معلن عنه دستوريا وسياسيا والذي يتماشى مع البنيات الجديدة التي تسير بلدنا في تثبيته.
4- تعيين أعضائها وصلاحيات رئيسها وسلطاته (لأنني أرى أن تكون له سلطة مقننة بالتصور الثقافي الإبداعي وسموه ونبله ضمن إستراتيجية حقيقية تمنح توزيع المال العام معنىً وتُغطيه برداءِ معقوليةٍ تحميه، وليس تعيين رئيس يتقاطع تخصصه من بعيد مع الحقل التركيبي للسينما تحت ذريعة أنه شخصية ذات إشعاع تنظم وتدبر النقاش والخلاف بقيمتها الذاتية .... يذكرني الأمر بتعيين مدراء عامين لتلفزاتنا كمدبرين ماليين وتجاريين وإداريين وهو ما يؤدي في النهاية إلى كوارث من حيث الأساس وهو الثقافة الفنية والإبداعية الرفيعة التي تفضح حتى التمكن التقني الاحترافي في سموه الصارم عقلانية) تعيينهم إذن في انسجام وظيفي قوي مع التحديد القيمي لسبب نزولها ولوظيفتها. - تعيين أعضائها انطلاقا مما سبق وانطلاقا من تاريخية انجازهم في الحقل التنظيمي وإبداعهم في الحقل الفكري الرصين والنقدي منه (حان الوقت لإعادة الاعتبار للنقد بمعناه الرفيع...).
5- جعل مثول ممثلي التظاهرات المطالبة بالدعم مشروطا بإحضار طاقم متكامل: مدير، مدير فني، مسؤول الإعلام والتواصل، مسؤول تقني اللوجستيك .... والأهم وجود من يستطيع الوقوف على مدى توفر الفريق على تصور وبرنامج وانسجام وما الهوة بين الإدعاء والاستيعاب وما وثائق العملية المثبتة للانجاز وللتصور مترجما في الواقع تعاقدات ووثائق ملائمة .....
6- آليات تعيين ممثلي اللجنة لمتابعة سير التظاهرات وأسس اختيارهم - ليس بالضرورة من مؤسسة أو هيئة تنتمي للجنة ذاتها أو محيطها أو القطاع الوصي على الحقل فالكفاءات الأكثر تأهيلا وامتلاكا لقدرات التقييم قد تكون خارج كل هذا السياق بتعاقد واضح وصارم المحاسبة ومقترن بتبرير تحليلي لا هو مستنسخ ولا هو نمطي ... - من حيث الخبرة والتوفر على نموذج معقول وقوي وطموح تنظيميا للمقارنة والتقويم في سياق كل تظاهرة دون تعالٍ ولا تكريس لما لا يُقبل ولا يتلائم وتصور اللجنة وغاياتها في السياق الأكبر المذكور أعلاه. في هذا السياق نرى أن تجربة تأخر فيها فعل إعادة النظر في ’آليات الاشتغال هو المسؤول عن ما أصاب قلعة عتيدة تصون في زمن صعب شغفا جميلا لا شك أننا في حاجة أكيدة لتشجيع انتشاره بشكل جديد سيضفي على فضاءات الشباب والفن والحوار والتحضر طابع الحماس والجمال وفضيلة الإبداع والحوار.