أحمد السفياني: آن الأوان لكي يلتفت مجلس الجالية لمغاربة البرازيل ومشاكلهم التي بدأت تتزايد

أحمد السفياني: آن الأوان لكي يلتفت مجلس الجالية لمغاربة البرازيل ومشاكلهم التي بدأت تتزايد

يتحدث أحمد السفياني رئيس المركز المغربي للخدمات بالبرازيل، عن عمق العلاقات بين الرباط وساوباولو، الضاربة في التاريخ منذ أن فتحت البرازيل قنصليتها في طنجة سنة 1884، موضحا أن العلاقات بين البلدين عرفت انتقالا من الانكماش بحكم البعد الجغرافي لنوع من الانفتاح تم تدشينه بمناسبة الزيارة الملكية لهذا البلد سنة 2004، أما بخصوص دور مركز الخدمات فيكشف السفياني، أنه يتم التركيز على تنشيط حركة السياحة البرازيلية نحو المغرب، مع ترويج الصناعة التقليدية المغربية في البرازيل.

 

ما الذي تمثله البرازيل من قيمة تجارية ودبلوماسية وثقافية للمغرب؟

للمغرب والبرازيل علاقات جيدة على جميع الأصعدة، فالمغرب كان أول بلد إفريقي يعترف باستقلال البرازيل، ومن أوائل الدول في ربط علاقات دبلوماسية، معها والتي بدأت منذ سنة 1906 عندما قدم الوزير المفوض للبرازيل بالبرتغال أوراق اعتماده للسلطان مولاي عبد العزيز، غير أن الإمبراطورية البرازيلية كانت قد فتحت قنصليتها سنة 1884 بطنجة عندما كانت مدينة دولية، ومن جهة أخرى، نجد أن أول مجموعة مغربية وصلت إلى هذا البلد البعيد، في أواسط القرن الثامن عشر، سنة 1754 هم يهود مغاربة من أصيلة، وبعد ذلك سيستقبل هذا البلد المضياف موجات من العرب، المسلمين والمسيحيين من المشرق، وبخاصة من لبنان وسوريا وفلسطين.. هذه العلاقة الدبلوماسية بين البرازيل والمغرب بدأت بتعيين السفير البرازيلي بالرباط سنة 1962، وقد شرع البلدان منذ سنوات، في مسار للتشاور السياسي توج بالتوقيع سنة 1999، على مذكرة تفاهم حول إجراء مشاورات سياسية بين وزارتي خارجية البلدين.

ومع ذلك يلاحظ  نوع من الانكماش في التعاون بين البلدين، في نظرك ما هي اسباب ذلك؟

فعلا كان هناك جمود وانكماش في العلاقات التجارية البرازيلية، وهذا يعود لأسباب كثيرة منها البعد الجغرافي وحاجز اللغة؛ لكن في السنوات الأخيرة عرفت تحسنا كبيرا بمناسبة الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس سنة 2004 إلى البرازيل في إطار جولة ملكية في أمريكا اللاتينية، مما مكن من توسيع التعاون الثنائي في جميع المجالات، ونظرا لما تمثله البرازيل من ثقل تجاري ودبلوماسي على الساحة الدولية والعالمية، وخاصة فيما يمكن أن تلعبه على مستوى قضية وحدتنا الترابية، قامت مجموعة من المغاربة المقيمين في البرازيل وبتعاون وتنسيق وتوجيه من السفارة المغربية بالبرازيل بتأسيس المركز المغربي البرازيلي للخدمات التجارية والسياحية والثقافية والرياضية والذي يترأسه عبد ربه أحمد السفياني، للإسهام في تحسين وتطوير العلاقات التجارية والسياحية والثقافية بين البلدين الشقيقين، وفي جميع الأصعدة، وتعتبر الروابط التاريخية التي تجمع المغرب و البرازيل والتي تعد ثابتة وواعدة وتندرج ضمن آفاق التعاون الثنائي وخاصة على المستوى الاقتصادي والثقافي، مدعوة إلى التطور بشكل أكبر، علما أن البرازيل بلد سياحي يزخر بطبيعة خلابة، مثل المغرب تماما، ويتوفر على فرص تجارية كبيرة كما أن له مستقبلا واعدا وسيزداد انتعاشا نظرا لإحداث خط جوي يربط بين المغرب والبرازيل، ولهذا فالخطوط المغربية الآن أصبح تحلق في سماء البرازيل عبر المحيط الأطلسي انطلاقا من الدار البيضاء/ ساوباولو منذ ما يزيد عن سنة بمعدل رحلتين في الأسبوع.

أي دور للسفارة المغربية في البرازيل في دعم التعاون في مختلف المجالات؟

طبعا للسفارة المغربية في البرازيل دور مهم وفعال في تقريب وتسهيل العلاقات التجارية والثقافية والسياحية بين البلدين الشقيقين وتقريب وجهات النظر بين الفاعلين السياسيين ورجال المال والأعمال والمستثمرين والتجار، بالإضافة الى ابراز الوجه الحضاري للمغرب الذي يحاول سعادة السفير العربي مخارق ابرازه في جميع المناسبات، سواء كانت ثقافية أو سياحية أو تجارية أو رياضية أو سياسية ، مع حرصه في اشراك الجالية المغربية فيها، وخاصة إذا كانت تتعلق بوحدتنا الترابية؛ بحيث هناك مجموعة من عناصر البوليساريو يحاولون التشويش على هذه العلاقة الطيبة التي تربط المغرب والبرازيل الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، ولهذا المركز المغربي البرازيلي للخدمات التجارية والسياحية والثقافية في تنسيق تام مع السفارة لخدمة وطننا المغرب والمساهمة في تنميته وأمنه واستقراره.

على ذكر المركز المغربي البرازيلي ماهي أهدافه الذي سطرها في بنوده؟

يعتبر المركز المغربي البرازيلي للخدمات التجارية والسياحية والثقافية والرياضية، الذي أحدث السنة الجارية بساوباولو من قبل نخبة من المغاربة المقيمين بالبرازيل، هيئة خدماتية هدفها الأساسي يتمثل في تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، ويروم المركز إرساء شراكات بين الهيئات الثقافية والتجارية والسياحة والرياضية من أجل تشجيع التعايش بين الثقافات والحضارات، وذلك من خلال تنظيم أيام ثقافية مغربية في البرازيل وأيام ثقافية برازيلية في المغرب، وأسفار سياحية في كلا البلدين علما أن البرازيل بلد سياحي يزخر بطبيعة خلابة، مثل المغرب تماما، ويتوفر على فرص تجارية كبيرة كما أن له مستقبلا واعدا لذلك، كما نتوخى من خلق وإنشاء هذه المؤسسة متعددة الخدمات الإسهام في تحسين وتطوير العلاقات التجارية والسياحية والثقافية بين البلدين الصديقين ، على جميع الأصعدة، وسيتم التركيز على تنشيط حركة السياحة البرازيلية نحو المغرب، مع ترويج الصناعة التقليدية المغربية في البرازيل، وذلك بفضل الروابط التاريخية التي تجمع البلدين مع الاستفادة من الخط الجوي المباشر الذي يربط الدار البيضاء بساوباولو بمعدل ثلاث رحلات أسبوعية تؤمنها شركة الخطوط الملكية المغربية، وسيجد الشعب البرازيلي، المولع بالسفر واستكشاف العالم، في المغرب وجهة سياحية بامتياز، وذلك لتنوع وغنى طبيعته وأيضا للاستقرار السياسي الذي ينعم به. ويأتي تأسيس هذا المركز التجاري ليعطي للجالية المغربية المقيمة بالبرازيل الفرصة من أجل خدمة المغرب وتسويق المنتوج الثقافي، والسياحي من خلال البحث عن أسواق برازيلية جديدة ترغب في الاستثمار بالمغرب والاستفادة بالتالي من التسهيلات الضريبية المتعددة التي تمنحها المملكة. ويسعى المركز إلى التعاون مع الغرف التجارية والصناعية في البرازيل والمغرب والمكاتب الاستثمارية والسياحية والثقافية للتغلب على العقبات التي تعترض التنمية والاستثمار بين المغرب والبرازيل، الذي يعد أول شريك اقتصادي للمملكة بأمريكا اللاتينية وثالث وجهة للصادرات المغربية. ومن بين الأهداف كذلك التي سطرها المركز هناك تنظيم المعارض التجارية والصناعية، مع إيلاء اهتمام خاص للمنتوجات الحرفية الوطنية، والمهرجانات الثقافية في كلا البلدين، واستكشاف الفرص الاستثمارية وتبادل المعلومات المتعلقة بالاستيراد و التصدير. ويقدم المركز المغربي-البرازيلي أيضا خدمات في الترجمة من البرتغالية إلى العربية وإلى اللغات الحية الأخرى، كما يطمح إلى تقديم المساعدة للوافدين الجدد على البرازيل، من خلال المساعدة في إعداد وثائقهم الإدارية، خاصة بالنسبة لأفراد الجالية العربية والإفريقية، الذين يجدون صعوبات بسبب جهلهم للغة البرتغالية وعدم درايتهم بالقوانين البرازيلية.

هل تعتبرون أنفسكم ضمن "رادار" مجلس الجالية، أم أنه يركز فقط على مغاربة أوربا؟

في الحقيقة إلى حد الآن مجلس الجالية مهتم أساسا بالجاليات المغربية المقيم في أوروبا، نظرا للكم الهائل من المغاربة الذين يقطنون هناك، ناهيك عن المشاكل التي تعرفها أوروبا وقربها من المغرب مما يدفع مجلس الجالية الى الاهتمام بها أكثر، أما الجالية المغربية في البرازيل ونظرا لبعد المسافات من جهة، وقلة عددها من جهة أخرى فهي مازالت ضعيفة لا ترقى الى أن تصبح جالية بالمعنى الحقيقي للجالية؛ بحيث إلى حد الآن لم يتعدى المغاربة جميعهم في البرازيل عدد 1000 مغربي موزعين في ولايات مختلفة وأغلبهم يقطنون في مدينة ساوباولو، وهذا لايعني يجب تهميشهم من قبل مجلس الجالية، فهو مطلوب بالاهتمام بجميع المغاربة في العالم قل عددهم أم كثر، فكل مغربي هو سفير لوطنه في الخارج وينبغي الاعتناء به والدفاع عن حقوقه، وحل مشاكله وتعليم أبنائه، ولهذا نرفع رسالتي من البرازيل الى مجلس جاليتنا الموقر بالرباط وأقول لهم التفتوا الينا قليلا ولا تبخلوا عنا في تعاونكم معنا لرفع من معنويات جاليتنا في البرازيل والمساهمة في حل بعض مشاكلها التي بدأت تكثر في هذه السنوات الأخيرة.