مهرجان "تيميتار" بأكادير يكرم الفنان الراحل عموري مبارك

مهرجان "تيميتار" بأكادير يكرم الفنان الراحل عموري مبارك

برمج مهرجان "تيميتار" في دورته الثانية عشر حفلا تكريميا للفنان الراحل عموري مبارك، نظم بمدرج المعهد الفرنسي بأكادير ليلة الأربعاء 22 يوليوز 2015، حضره جمهور كبير، وتضمن عرض مسرحي عن مسار الفنان عموري مبارك من خلال ريبرطواره الغنائي، وسهرة فنية عبارة عن كشكول من أغاني المكرم.

 

يقول الراحل عموري امبارك متحدثا عن نفسه وفنه:

 

"التواضع كان شعاري في الحياة، قراري بالعمل منفردا منبثق من قناعة شخصية، لأنه يستجيب  لتطلعاتي وتصوراتي الشخصية للعمل الفني، وهذا لا يعني بتاتا أنني قطعت الصلة مع العمل الجماعي، بل بالعكس من ذلك، ففي اليوم الذي سأجد فيه أناسا تتوفر فيهم الشروط المطلوبة لتكوين مجموعة قادرة على الاستمرار، سأرجع مباشرة إلى المسار الأول، في انتظار ذلك، آمل إعطاء إضافة للأغنية المغربية، بشكل عام، والأغنية الأمازيغية بشكل خاص؛ وهذا بالطبع أمر بديهي، لأنها مهمتي الأولى.

أما فيما يخص النجومية، فأنا لا أرى فيها شيئا مهما، بل بالعكس ! فهي بالنسبة لي تعني الطموح والعظمة، فالعمل هو الذي يصنع الفنان وليس الفنان الذي يصنعه بفعل الإشهار والدعاية، سأواصل مشواري بكل تفاؤل وسأبقى دائم البحث عن ذاتي، وسأبذل قصارى جهودي لتحسن وإعطاء شيء صالح ومفيد لجمهوري العزيز."

عموري مبارك مجدد الأغنية الأمازيغية

ولد عموري امبارك سنة 1951 بإيركيتن، في مقدمة الأطلس الكبير بالقرب من مدينة تارودانت، وتوفي في 14 فبراير 2015 بالدار البيضاء، وهو واحد من الملحنين، المغنيين والموسيقيين المغاربة المجددين للموسيقى الأمازيغية.

ترعرع عموري الطفل في الخيرية بمدينة تارودانت ولشطارته انتقل الى مركز مسيحي بنفس المدينة ودرس اللغة الفرنسية والموسيقى وكان في بدايته يغني بالفرنسية والانجليزية، إلى أن التقى بأعضاء من الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، حيث اهتم بلغته الأصلية الأمازيغية، ليساهم في تكوين مجموعة أوسمان "البرق" التي ستلقى نجاحا حقيقيا بكبريات صالات العرض العالمية مثل الأولمبيا بباريس، قصر الفنون الجميلة لبروكسيل وقصر الشتاء بليون.

افترق أعضاء هذه المجموعة في سنة 1978، فيما واصل عموري مبارك مشواره منفردا وسجل أغنيته المشهورة تازويت نرا نكديم  أنمون"- أيتها النحلة، أريد مرافقتك -. وقد عمل هذا الموسيقي المقتدر على تجديد الأغنية الأمازيغية، رغم المعارضة الشرسة التي تلقاها من فنانين في بداية مشواره، حيث حاول المزج ما بين التراث والحداثة، واستطاع تلحين وغناء ريبرطوارا للشعراء الأمازيغ المعاصرين.

وعلى طول مشواره الموسيقي الحافل، لم يكف عموري مبارك عن الابتكار والتجديد واكتشاف أنغام تقليدية وعصرية. فهو يؤدي نصوصا لكبار الشعراء الأمازيغ المعاصرين أمثال علي صدقي أزايكو، ومحمد المستاوي، وابراهيم أخياط وغيرهم من كبار الشعر الأمازيغي.. وفي مواضيع متواترة مغناة من طرف عموري مبارك، نجد الهوية الأمازيغية، الأرض، الإنسان ، الحب، الترحال والمنفى والهجرة، وخلال المهرجان الأول للموسيقى العصرية المغربية سنة 1985 بالمحمدية، حاز عموري مبارك على الجائزة الثالثة على أغنيته الرائعة  تحمل اسم  المدينة الفرنسية "جونفيليي" من كلمات علي صدقي أزايكو.

أغنية "تازويت" النحلة  زلزال وحمى بركان في مسار الفنان عموري مبارك

"تازويت" أو النحلة ليست قصيدة، أو أغنية لعموري مبارك بقدر ما هي زلزال، أو حمى بركان يجرف لعنات شاعر مثل أزايكو، الذي يدرك جيدا أن شعره لن يفهم إلا من قبل شخص واحد إسم عموري مبارك.

موضوع الاغنية "النحلة" استلهم منها المبدع عبد الرزاق الزيتوني مسرحية حول مسار عموري مبارك، بدعم من الدورة الثانية عشر لمهرجان تيميتار والمعهد الفرنسي بأكادير.

"أيتها النحلة، أريد مرافقتك في الطريق" عرض جسد على الخشبة عصارة الأعمال الموسيقية والشعرية للراحل عموري مبارك: إمي، تازويت، جونفيليي، تينمل، وياهو، أفولكي، أهياض، أدجار نتودرت.

العرض الذي كشف فيه  المخرج  من خلال عمله على نصوص وموسيقى عموري مبارك لغة الجسد، والسكون، حيث أدى الممثلون ذلك من خلال حركاتهم على الخشبة ترجمة للقصائد التي غناها عموري مبارك، وعما تريد الكلمة إيصاله من رسائل.

بعد العرض المسرحي عاش جمهور المعهد الفرنسي بأكادير لحظات ممتعة مع أجمل أغاني عموري مبارك من أداء زوجته زهرة تانيرت، وهشام ماسين، ونخبة من الموسيقيين الأمازيغ.