مهرجان "صيف الوداية" يرد جزءا من الاعتبار للفنان عبد الواحد التطواني

مهرجان "صيف الوداية" يرد جزءا من الاعتبار للفنان عبد الواحد التطواني

من المرتقب أن يحظى الفنان عبد الواحد التطواني بتكريم خاص خلال المهرجان الدولي للفنون والثقافة "صيف الوداية". والذي سيعرف انطلاقته يوم الاثنين المقبل لتستمر فعالياته إلى حدود فاتح غشت 2015. وبحسب بلاغ لإدارة المهرجان، فإن افتتاح الأخير سيكون برئاسة وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، وبمشاركة أوركسترا هشام التطواني ابتداءا من الساعة التاسعة مساء بالحديقة الأندلسية التابعة لفضاء الأوداية.

ومن المعلوم أن الفنان المكرم التطواني بصم على مسار فني متميز منذ ستينيات القرن الماضي، وكان له حضور وازن سواء على صعيد الأداء أو التلحين. كما أنه عاصر عمالقة الأغنية المغربية أمثال عبد القادر الراشدي وإسماعيل أحمد والمعطي بنقاسم وإبراهيم العلمي وعمر الطنطاوي والعربي الكواكبي وفوتيح وغيرهم. لذلك، اعتبر تكريمه أثناء هذه الدورة الخامسة، جزءا من رد الاعتبار له بعد سنين من التهميش والتجاهل كما هو حال الكثير من أعمدة الفن المغربي.

وللتذكير، فإن ميلاد الفنان عبد الواحد التطواني كان يوم 12 مارس 1944، بدرب اللبادي حي سيدي الصعيدي بتطوان، من عائلة معروفة، وكان والده يعمل حلاقا بالحرس الخليفي ومن هواة الموسيقى الأندلسية والعربية. كما كان جده أول من فتح دكانا لكراء "الكرامفون"، وأسطوانات سيد درويش، ومنيرة المهدية، وأم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، في مدينة تطوان. 

وفي ظل هذه الأجواء، انطلقت رحلة التطواني بإحياء حفلات الأعراس رفقة والده والفرقة الموسيقية المصاحبة له، فعرفه الجمهور المحلي التطواني بالفنان الصغير. فكون سنة 1957، فرقة موسيقية هو وبعض أصدقائه. مع العلم أنه لم تكن الموسيقى وحدها حاضرة في حياته، بل المسرح أيضا، من خلال الكشفية الحسنية، التي قدم ضمنها عرضا مسرحيا موسيقيا بمسرح سيرفانتيس بطنجة، ومسرح إسبانيول بتطوان.

بعد ذلك التحق بمدينة الرباط سنة 1959، وسنه لم يتجاوز 15 سنة، فارتأى والده ضرورة تعلمه لإحدى المهن، لهذا اشتغل في خياطة الملابس الرجالية العصرية، ثم بعدها بمكتب محام فرنسي، دون أن يؤثر ذلك على عشقه للموسيقى.

وفي سنة 1961، التحق بالراحل أحمد الغرباوي، وأحمد بنموسى، اللذين أسسا فرقة موسيقية، وفي أواخر سنة 1961، تعرف على سيدي محمد الجعايدي، الذي كان صديقا لوالده، فعمل معه عازفا في الأفراح والحفلات بداية سنة 1962، ليلتحق بالفنانة الحاجة الحمداوية، عازفا على الإيقاع.

وفي سنة 1963، التحق بعبد القادر الراشدي، الذي عينه المغفور له الملك الحسن الثاني رئيسا لجوق إذاعة طنجة، وفي فاتح يناير 1965، جرى استدعاء الفرقة الموسيقية للحضور إلى القصر الملكي بالرباط، حيث غنى التطواني أغنية "فرحة طنجة"، ثم أعاد غناءها للمرة الثانية بطلب من الملك الحسن الثاني، الذي أمر الراشدي برعايته والتلحين له.

في 3 مارس 1968، التحق التطواني، بالجوق الملكي بأمر من الملك الحسن الثاني، لتستمر رحلته مطربا للقصر، وكان التطواني المطرب المغربي الوحيد، الذي عاش أحداث محاولة الانقلاب الفاشل بالصخيرات، وكان ذلك سببا في مرضه واضطرابه النفسي، إذ لم يعد يهتم بمستقبله الفني، ولا بإنتاج الأغاني، وإحياء السهرات التلفزيونية وغيرها، لأن الصدمة كانت أقوى من عشقه للموسيقى، وظل هذا الهاجس مسيطرا عليه لمدة طويلة، ضاغطا على نفسيته وكل جوارحه، إلى غاية سنة 1976، حين التقى بأحمد البيضاوي، الذي حاول الرفع من معنوياته، وطلب منه العودة للفن كمطرب وملحن. وبالفعل، كان ذلك، وبدأت الرحلة من جديد، بتسجيل أغنية "عيونك"، و"ماذا بي"، و"دلال"، و"نور القمر"، و"كما تشاء"، و"الشربيل"، و"ابتسم"، ومجموعة من الأغاني الوطنية.

وبحلول سنة 1980، حيث بدأت الأغنية المغربية تعيش مرحلة من التدهور، انسحب التطواني إلى حدود سنة 1996، إذ طلبت منه إدارة مسرح محمد الخامس المشاركة في المسرحية الغنائية "شجرة الأوفياء"، التي كتبها الراحل علي الحداني، فكان أن التحق بالفرقة التي عرضت العمل في العديد من المدن المغربية، خلال موسم 1996- 1997، وفي الموسم التالي، شارك مع فرقة "مسرح النخيل" المراكشية في مسرحية "هبل تربح"، كما شارك في المسرحية الغنائية "الأبطال"، إلى جانب  المشاركة في عدة لقاءات ومناسبات فنية.