بعد الاتفاق النووي الإيراني: هل يحق للعرب أن يناموا على وسادة أوباما؟

بعد الاتفاق النووي الإيراني: هل يحق للعرب أن يناموا على وسادة أوباما؟

أي إيران بعد الاتفاق النووي.. إيران كدولة مندمجة ومنفتحة أم إيران الثورة المشاكسة التي تضاعف تدخلها السلبي في شؤون الدول الأخرى والتي تعربد ما بين المحيط والخليج؟

كل التحليلات تدور حول هذا، لكن المرء يحتاج إلى كثير من البساطة، كي لا أقول الغباوة ليصدّق أن النظام الإيراني سيتخلى عن السياسة الاقتحامية التي مكنته من فرض هذا الاتفاق، ليطبق سياسة الجار الطيب الذي يسعده تصدير النفط والغاز بدل تصدير الثورة والفوضى، الجار الذي يرتاح إلى صيغة هونغ كونغ بدل صيغة هانوي، والجار الودود بدل المعربد الذي يريد فرض نفسه على الإقليم؟

دعونا من تصريحات باراك أوباما الخادعة فهذا الاتفاق ليس وسيلة لمنع سباق تسلّح بل على العكس، بعدما حصل المتشددون الإيرانيون على كل مطالبهم وتبقى القنبلة في متناولهم ولو بعد ١٥ سنة. وليس غريباً أن تسارع السعودية ودول الخليج ومصر إلى السعي لامتلاك الخبرة والقدرة النوويتين، لا بل من واجب هذه الدول ألا تنام لا على حرير الاتفاق ولا على وسادة باراك حسين أوباما، بل أن تبدأ العمل لامتلاك أرجحيات نووية!

الأمير بندر بن سلطان، كان سلطان من قدم تحليلاً عميقاً للاتفاق في رسالته التي عنونها "طبق الأصل ثانية"، والتي تظهر أن ليس أسوأ من اتفاق بيل كلينتون النووي مع كوريا الشمالية إلا اتفاق أوباما مع إيران، لكن كلينتون لم يتبيّن السوء مع كوريا أما أوباما فرآه وسار إليه بعينين مفتوحتين ربما "لأنه مقتنع تماماً بأن ما يفعله هو الصحيح وأعتقد أن كل ما يمكن أن يكون كارثياً بسبب قراره هو مجرد ضرر جانبي مقبول عنده"!

والأمير بندر رئيس الاستخبارات السابق والسفير وعميد الديبلوماسية العربية 23 عاماً في واشنطن يعرف أميركا مثل أوباما، ويعرف المنطقة وإيران أحسن منه عندما يلفت إلى أن التحليل الاستراتيجي والمعلومات الاستخبارية لم تُشر إلى أن نتيجة الاتفاق مع إيران ستكون مشابهة للنتائج الكارثية للاتفاق مع كوريا بل تنبأت بما هو أسوأ لأن "الفوضى ستسود الشرق الأوسط الذي تعيش دوله حالاً من عدم الاستقرار تلعب فيه إيران دوراً أساسياً".

وعندما يقول الأمير بندر إن سياسات أوباما في المنطقة وخصوصاً في سوريا والعراق قد فتحت عيوننا على شيء لم نكن نتوقعه منه، ويَخلص إلى التذكير بقول صديقه هنري كيسنجر "على أعداء أميركا أن يخشوا أميركا، لكن على أصدقائها أن يخشوها أكثر"، ثم عندما يرى "أن التعاون ليس قائماً مع حليفنا الأقدم والأقوى، وأن هذا يفطر القلب أمام الحقائق المرة التي لا يمكن تجاهلها"... ليس كثيراً إذا صرخ البعض في العرب "هيا على النووي"!