عودة الشيطان الأکبر لأحضان الولي الفقيه

عودة الشيطان الأکبر لأحضان الولي الفقيه

منذ 36 عاما، ونظام ولاية الفقيه في إيران يرفع شعار الموت لأمريکا وإسرائيل. ويصف أمريکا بالشيطان الأکبر وغيرها من الشعارات الرنانة الطنانة، هذه الشعارات التي للأسف انطلت على قطاعات واسعة من الشارعين العربي والإسلامي وانبهرت بها ظنا منها أن هذا النظام صادق وجاد في شعاراته هذه، ومع أن هذا النظام قد صدع رٶوس العالم أجمع بمعاداته لأمريکا وإسرائيل وهو الذي يقيم سنويا مايسميه باليوم العالمي للقدس، غير أن خطوة واحدة لم يخطوها هذا النظام من أجل تنفيذ و تطبيق شعاراته البراقة هذه على أرض الواقع.

هاشمي رفسنجاني، الرئيس الإيراني الأسبق والرئيس الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، أعلن أن "إعادة فتح السفارة الأمريكية في طهران ليس أمرا مستحيلا"، قائلا: "لقد تجاوزنا المحرمات" في إشارة إلى تجاوز الشعارات الإيرانية الثورية التي تحرم العلاقة مع "الشيطان الأكبر" منذ عام 1979، وفي هذا الکلام عبر ومعان بليغة لکل لبيب، ذلك أنه يثبت وبصورة سافرة نفاق وکذب وزيف هذه النظام وانتهازيته وأنه يعمل من أجل أهداف وغايات أبعد ماتکون عن الدين الإسلامي وقيمه ومبادئه الحنيفة.

موقف رفسنجاني هذا، يأتي تأکيدا على حقيقة أن هذا النظام يستخدم شعاراته البراقة هذه من أجل خداع الشعوب والتمويه عليها في الوقت الذي يتصرف على أرض الواقع بصورة مغايرة تماما لما يزعمه ويدعيه، ولعل التذکير بالمواقف والشعارات المتطرفة التي کان يطلقها الرئيس السابق أحمدي نجاد بشأن محو إسرائيل من الوجود، لکنه عند زيارته للبنان وما کان قد وعد برمي الحجارة على إسرائيل في حدودها مع لبنان، لکنه لم يقم حتى بتلك المسرحية الظاهرية، وأن هذا النظام الذي تجتر ماکنته الإعلامية ليل نهار شعارات معاداة إسرائيل وأمريکا، لم يعادي في الحقيقة سوى الشعوب العربية والإسلامية التي يفتح الجبهة تلو الجبهة ضدها، فمرة يزعم بأن طريق القدس من کربلاء، وأخرى من مکة ومن يدري فربما تصبح من القاهرة أو الرباط أو حتى نواکشوط، ذلك!

لقد جاء اليوم الذي کانت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة تؤکد وتشدد عليه منذ أکثر من ثلاثة عقود، بأن هذا النظام هو نظام معادي للشعب الإيراني وللشعوب العربية والإسلامية، وإنه يختفي تحت بريق شعاراته الطنانة الکاذبة، ذلك أن الدماء التي تسبب بإراقتها نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية و کذلك الدمار الذي أحدثه بسبب تدخلاته في المنطقة، أثبتت کذب شعاراته وبينت من يعادي وهاهو الولي الفقيه يستعد.