"رشيد م": هكذا جرت محاولة اعتقالي من مسجد الحسن الثاني ليلة ختم القرآن الكريم

"رشيد م": هكذا جرت محاولة اعتقالي من مسجد الحسن الثاني ليلة ختم القرآن الكريم

على مكتبي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والمدير العام للأمن الوطني، يتم التداول في شكاية وجهها المواطن "رشيد م"، موضوعها "محاولة اعتقاله داخل مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء يوم السبت 11 يوليوز الجاري من طرف شخصين بزي مدني".

فضل "رشيد م"، عدم الكشف عن اسمه الكامل، وإطلاع "أنفاس بريس"، على نسخة من الشكايتين، وأكد في لقاء مع "أنفاس بريس"، أنه على عادته كل سنة، قدم للمسجد من مدينة القنيطرة حيث يقطن رفقة والدته وشقيقه، لحضور ختم القرآن الكريم تلك الليلة الرمضانية، "دخلت للمسجد في حدود الساعة السادسة والنصف مساء من يوم السبت 24 رمضان الجاري، بعد أن حملنا معنا ما تيسر للفطور، كانت هناك مساحة فارغة على شكل مربع وراء الإمام، موضوعة بها زرابي الصلاة مختلفة الألوان والأحجام، تقدمت للصف الأول حيث كان هناك مكان فارغ، وأديت صلاة تحية المسجد، بمجرد الانتهاء بدأ بعض الأشخاص يتطلعون إلي رفقة شقيقي، نظراتهم كانت توحي بأن هناك شيء ليس على مايرام، لم أبالي بالأمر، لكن تكثيف نظراتهم جعلتني أشك في الأمر، خصوصا بعد أن بدؤوا يتقدمون نحوي".

"هذا المكان محجوز لوفد رسمي يمثل السيد العامل وكبار الموظفين، وكذا لضيوف الشيخ القزابري للصلاة وراءه، والمطلوب منك الرجوع للصفوف الخلفية.."، هكذا خاطبني شخص قدم نفسه على أنه الإمام الراتب بمسجد الحسن الثاني، أجبته بكل ثقة، "هذا المسجد فضاء للعموم، وليس فيه ضيوف الدرجة الأولىVIP، والدرجات الخلفية، وليس هناك مايفيد أن حضور وفد رسمي، من قبيل خيط أو موانع أخرى، والليلة هي ليلة الختم، مفتوحة كباقي الليالي للعموم، وإذا كان فعلا هناك ضيوف للشيخ القزابري، فليستضفهم في بيته، رغم أني أشك في أن ما تقوله صحيح".

لم يعجبه ردي، وأرغد وأزبد، وواجهني بأني أحدث فوضى وبلبلة داخل المسجد، وهددني باستدعاء الشرطة، وهو ما تم، إذ ماهي إلا لحظات حتى وقف أمامي شخص قدم نفسه على أنه ضابط شرطة بلباس مدني، أمرني بالعودة للصفوف الخلفية، فكررت له ماقلته للإمام الراتب، ويبدو أنه لم يعجبه ردي، فهددني بالاعتقال، وحاول ذلك، لكني واجهته بأنه يرتكب شططا في استعمال السلطة، وبأنه ليس هناك جرم يعاقب على الصلاة في الصف الأمامي في المساجد، تراجع قليلا، وطلب مني بطاقتي الوطنية، رفضت وقلت له يمكنك اعتقالي عندما أخرج من باب المسجد.. تجمع حولي عدد من المصلين وانقسموا بين رأي يطالبني بالامتثال لأوامر السلطة، وعدم إحداث بلبلة في بيت الله، وبين من رأوا في تصرف ممثلي السلطة ومسؤولي المسجد، أمرا غير مقبول.

أمام هذا الوضع ازداد غضب المسؤول الأمني، وصرخ في وجهي بصوت عال: "والله لاصليتي هنا بالله، وبزز منك غادي ترجع اللور، وتحمل مسؤوليتك"، عندها جاء شخص آخر بلباس مدني قدم نفسه عميدا للشرطة، ولم يختلف في طريقة كلامه عن المسؤول الأمني الأول، لكنه زاد بأنه قضى حياته في إدارة الشرطة، وبأن ظهره يحمل آثار القرطاس، أجبته بأن تلك وظيفته التي اختارها عن اقتناع، وبأن عمله من صميم واجبه الوطني.

حاولت تهدئة نفسي بأداء ركعتين لأطفأ غضبي، ومع ذلك كان هناك أشخاص يحاولون التشويش علي، إلى درجة أن أحدهم جلس في مكان سجودي وأعطاني بالظهر، غيرت قليلا المكان، ومع ذلك استمرت المضايقات، وهذا كله مسجل في كاميرات المراقبة المنصوبة قرب المحراب، وأدعو المسؤولين للعودة إلى أشرطتها، وأنا مستعد للمحاسبة إذا ثبت أني أخطأت في اختيار مكان الصلاة، بالمقابل أطالب بمحاسبة كل الأشخاص الذين حاولوا اعتقالي أو عرقلوا صلاتي.."

لم يقف الأمر عند هذا الحد بالنسبة لرشيد، بل أضاف في ذات اللقاء مع "أنفاس بريس"، أنه تشبت بأداء صلاته في المكان الذي يختاره، مادام ليس هناك قانون يمنعه من ذلك، "أمام إصراري على البقاء في مكاني، بدأوا ينسحبون تدريجيا، أدينا جميعا صلاة المغرب وراء الشخص الذي قدم نفسه إماما راتبا، وقبيل صلاة العشاء، عرفت سبب مطالبتهم لي بالرجوع للصفوف الخلفية، لم يكن هناك لا وفد رسمي ولا وفد شعبي، فقط أشخاص يتم مرافقتهم بواسطة من اعترضوا صلاتي، ويجلسونهم في الأماكن المحجوزة قبيل صلاة المغرب، أدركت حينها أن بعض مسؤولي المسجد يسيئون لصورة المسجد الروحية والتعبدية، أو بالتعبير الشعبي، "الوجهيات حتى في مسجد الحسن الثاني، صفوفVIP وصفوف العوام.."

أدينا جميعا صلاة التراويح وراء الشيخ القزابري، ولما راسلته عبر "فايبسوك"، بخصوص تلك الوقائع، اتصل بي هاتفيا، مستنكرا ما حدث، وطلب مني تهدئة الوضع، وبأنه لايتحمل أي مسؤولية في أن يقف هذا أو ذاك في الصف الأول، وهي المكالمة التي سعدت بها وأدخلت علي الفرح والسرور، ومع ذلك راسلت وزير الأوقاف ومدير الأمن الوطني قصد التحقيق في تلك الوقائع، وعدم تكرارها في المستقبل ورد الاعتبار لحرمة المسجد، وكذا التحقيق في هوية المسؤولين الأمنيين، والوقوف عند مسألة اقتحامهما للمسجد ومحاولة اعتقالي، وإهانتي والمساس بكرامتي أمام المئات من المصلين".