بن شقرون: الضحالة والابتذال والتفاهة هي سمات تلفزيون رمضان

بن شقرون: الضحالة والابتذال والتفاهة هي سمات تلفزيون رمضان

مضى أكثر من أسبوعين على برامج تلفزيون رمضان لهذه السنة. وكالعادة تنقل المشاهدون المغاربة عبر "الروموت كنترول"، بين قنواتهم المحلية لمشاهدة ما تقترحه عليهم إدارة القنوات على مستوى المسلسلات والسيتكومات والكبسولات الفـُكاهية وغيرها.. وككل سنة، ومنذ اليوم الأول من البث، يكثر الجدال والنقاش حول برامج رمضان ومدى استجابتها لتطلعات دافعي الضرائب، وغالبا ما تحصد بعض البرامج الفكاهية المقدمة في رمضان سخطا شعبيا كبيرا، يعزيه البعض إلى ضعفها على مستوى الفكرة أو الطرح ويعزيها بعض آخر إلى غياب أو تغييب الجودة والاحتكام إلى أعمال "الكوكوت مينوت"، التي يتزامن تصويرها مع بثها.

ويجمع الكثير من متتبعي الشأن السمعي البصري ببلادنا، على أنه رغم صدور دفتر التحملات لتنظيم القطاع التلفزيوني بالمغرب، فلا يزال المغاربة يشاهدون نفس الطينة من الأعمال الضاحكة ونفس الوجوه، ونفس شركات الإنتاج التي تحتكر كعكة التلفزيون. واقع يؤثر بشكل مباشر على جودة الأعمال التلفزيونية المقدمة في رمضان، لأن الارتجال والسرعة وعدم التنسيق هي السمات الكبرى التي تنجز داخلها أعمال تلفزيون رمضان المقدمة في فترة الذروة.

"أنفاس بريس" اتصلت بفنانين ومثقفين ونقاد لتقريب وجهة نظرهم للقراء بخصوص مستوى برامج رمضان لهذا العام. وفيما يلي وجهة نظر الكاتب عثمان بن شقرون.

"أكيد أن شهر رمضان شهر روحاني بامتياز، وشهر للعودة إلى الله وتجديد الصلة به والعودة إلى الذات ومراجعتها لتصحيح مسار الحياة والتأمل في تعاريجها لضبط البوصلة، لكن للأسف أن السائد عندنا هو أن هذا الشهر المبارك، بما يتيحه من فرص للسمو بالذات، أصبح يخطط لاستقباله قبل شهور بإعداد برامج إعلامية نمطية لا تراعي روحانية هذا الشهر الفضيل. وهذا الأمر ليس وليد اليوم، بل يعود إلى عقدين من الزمن، فالسيتكومات تافهة والكاميرا الخفية بليدة. أما المسلسلات فهزيلة ولا تلائم أجواء هذا الشهر الفضيل. وأما البرامج الثقافية والتاريخية فهي غائبة.

معلوماتي حول ما يقدم في التلفزة الآن أستقيها من المواقع الإخبارية والاجتماعية وما يدور حولها من جدل وانتقادات. شخصيا أقاطع القنوات المغربية وغيرها خلال هذا الشهر. وهذا الأمر يحقق لي سكينة وطمأنينة لا توصف. وأنا حينما أقاطع التلفزة في رمضان أستحضر ما كانت تقدمه القناة الأولى حينما كانت وحيدة، من برامج دينية وتاريخية ساهمت في تشكيل تمثلاتنا الروحية والثقافية.. وأقارن بين الأمس واليوم، فأجد أن الابتذال والضحالة والتفاهة هي سمات ما يعرض الآن.