نقابة وجمعية التشكيليين تنتفضان ضد "لوموند" لمسها بشرف متحف الفن المعاصر بالرباط

نقابة وجمعية التشكيليين تنتفضان ضد "لوموند" لمسها بشرف متحف الفن المعاصر بالرباط

أعربت الجمعية المغربية للفنون التشكيلية والنقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين عن استيائهما إزاء "الطريقة غير الجادة" التي تناول بها مقال بعنوان "البدايات غير الموفقة لمتحف الفن المعاصر بالرباط"، نشر يوم الجمعة الماضي بصحيفة "لوموند" الفرنسية، هذه المعلمة الفنية.

واعتبرت الجمعية والنقابة، في بلاغ صحفي، أن "صحيفة لوموند ذائعة الصيت، أوفدت إلى المغرب -مبعوثة خاصة- وكنا نتطلع إلى مقال متماسك تحرره (صحفية) مهنية، يرتكز على الدقة في التحليل، والموضوعية في البرهنة وعدم الانحياز في الأحكام، غير أن هذه القيم لم تتم مراعاتها وجاءت الأحكام المسبقة بادية للعيان. هل تمخض الجبل فولد فأرا؟".

ووصفت الهيئتان المقال بأنه خليط من الأفكار والأحكام والمواقف المنحازة التي لا رابط بينها، ويبدو أنها صدرت عن ذهنية لا تستوعب بتاتا مقومات الدينامية والواقع الثقافيين بالمغرب. هذا دون الحديث عن نبرة السخرية الطافحة منذ بداية المقال والتي تتوخى توجيه القارئ إلى تقاسم نبرة التحقير.

وأضاف البلاغ أن "الحديث عن معلمة فنية (أنجزها المغاربة وموجهة للمغاربة) تشرف المغرب والفنانين المغاربة، من قبل -مبعوثة خاصة- تدعي أنها "مختصة" في شؤون المغرب وثقافته وفنونه واختياراته، أقل ما يقال عنه إنه شاذ، وكان عليها، بالأحرى، التزود بالمعطيات الضرورية وتهييئ موضوعها بجدية من خلال مخاطبة الفنانين، باعتبارهم أول المعنيين، عبر جمعياتهم ونقاباتهم".

وأعربت الجمعية والنقابة عن استنكارهما "هذا المقال المحشو" أيضا بشهادات لأشخاص لهم نزاع مع المتحف، والذين تعوزهم، في رأي الجمعية والنقابة، ولأسباب معروفة لدى العموم، الرصانة اللازمة للحديث عنه. معتبرا أن "هذه الشهادات الانتقائية والمغرضة لا تشرف الصحفية والأشخاص المستجوبين"، مضيفا أن عينات الأشخاص المذكورين ضمت بعضا ممن شاركوا في تشكيل الاختيارات الأولى للمتحف، وها هم ينقلبون على أعقابهم من خلال طرح هذه المواقف الانتقادية في الصحافة.

وتساءل البلاغ "ما هو الهدف الذي يقف وراء هذا المقال الذي، وباسم حرية التعبير يخلط بين المتحف وشريط سينمائي مثير للجدل؟ ما هي العلاقة بين الموضوعين؟ إن حرية التعبير ذات القيمة الثمينة بفرنسا لها حدود، لأن حرية أي شخص تقف عندما تبتدئ حرية الآخر".

واعتبرت الجمعية المغربية للفنون التشكيلية والنقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين أن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط يمثل مكسبا للفن، وهما فخورتان بكون الملك محمد السادس سهر شخصيا على تشييده، داعيتين جميع الفنانين إلى الاتحاد والتحلي باليقظة والتنديد بكل ما من شأنه المس بشرف المغرب المتعدد والمتسامح، الذي يتقدم في جميع المجالات، بما في ذلك الثقافة التي تعد رافعة للتنمية وضامنة للديمقراطية.