الباحث ميلود لمسعدي يُشَرّح الأساليب التعلمية مسالك التفكير والاستراتيجية التعلمية الميتامعرفية ..

الباحث ميلود لمسعدي  يُشَرّح الأساليب التعلمية مسالك التفكير والاستراتيجية التعلمية الميتامعرفية ..

صدر للأستاذ  ميلود لمسعدي مؤلف تحت عنوان”  الأساليب التعلمية مسالك التفكير والإستراتيجية التعلمية الميتامعرفية / مقارنة مع التوفق الدراسي ” في  209  صفحة من القطع المتوسط . الكتاب من  تأطير الباحثين مع الإشراف الميداني  لميلود لمسعدي ومحمد النالي  وهو خلاصة  تنفيذ ميداني لـ29 باحثا (ة)  انطلق  العمل فيه من   يوليوز 2013  إلى  أبريل 2015:

لا  يدعي المؤلف والباحث التربوي  ميلود لمسعدي  أن إصداره الأخير سيعيد اكتشاف العجلة، بل يوضح أن فكرته الجوهرية تكمن في تسليط الضوء على ثلاث تيمات تشكل جزءاً لا يتجرأ من جانبية المتعلم بيداغوجيا وسيكولوجيا، أولها مسلك/مسار تفكير المتعلم ( Le parcours de La réflexion)هذا الأخير الذي لا زال موضوعا بكرا دون هوية، من حيث الدراسات الميدانية السابرة لأغواره ، وثانيها الأساليب التعلمية. أما الاعتبار الثالث فهو الإستراتيجيات التعلمية الميتامعرفية، دون إغفال اعتماد حس مقارناتي بين التيمتين الأولى والثالثة أي بين مسلك/مسار تفكير المتعلم والتوفق الدراسي وبين هذا الأخير والإستراتيجية الميتامعرفية

في ملخص موجز للبحث  يشرح الباحث ميلود لمسعدي   كيف أن الفكرة المحركة للبحث تندرج ضمن ما هو في الغالب مسكوت عنه  وغير مخاطب في أدبياتنا التربوية،  ويتمثل في الجانبية السيكولوجية  والبيداغوجية  للمتعلم( le profil psychopédagogique de l’apprenant ) مع أن تغييب هذه السحنة  ينجم عنه تعاملنا مع المتعلم بناء على العفوية  غير المدروسة والمفضية إلى المعرفة بالمتعلم بدل العلم به.   وعلى غرار ذلك  ، يخلص الباحث  إلى أن  العملية التعليمية التعلمية تصبح  بناءً وتقويما  ودعما وإشهادا  مرتكزة على معرفة سطحية  دون علم دقيق وعميق بالمستهدف.

هذا وقد توّج الباحث المقاربة التحليلية التي طالت خمس فرضيات متشعبة من الإشكالية/الأم باستنتاجات  حاول  فيها الإحاطة  بأهم الجوانب  التي ارتأى أنها مجدية  ومفيدة، ويندرج كل ذلك  في النسبية ، علما بأن الكمال هو مطمح بشري يشق علينا إدراكه،  وإكمالا  لما استنتج عمد الباحث إلى بدائل هدفها الارتقاء والتطوير تجاوزا  لما هو كائن في استشراف لما يتعين بلوغه،  وذلك رفعا من سقف العلم بالمتعلم  فهما وتفهما  وتعاملا وتواصلا وتفاعلا، ولم يكتف الباحث بالمذكور، حيث أن مجريات البحث أملت عليه ضرورة التطرق لخلق الدافعية للتعلم مع  مستتبعاتها، ليخلص  إلى العملية التعليمية التعلمية الحقيقية والمعيشة في منأى عن العملية التعلمية القسرية والمصطنعة المتكلفة والمفروضة على المتعلم.

في مدخــل الكتاب البحث نقرأ ” العملية التعليمية التعلمية هي عملية إنسانية في كنهها وفي شموليتها، ركناها المدرّس(ة) كفاعل تربوي، ولعله المتغير الأكثر جدوى وفاعلية، باعتباره المدبّر الأول لتوخي نجاحها، وبالضبط إنجاحها  ، فهو الموجه والميسر (Le Façilateur)، ويرد المتعلم باعتباره قطب ومحور هذه العملية بامتياز،  وقد أمسى من شبه البديهي القول إن الفعل التعليمي هو تربية أولا وتعليـم ثانيـا، فتربية النشء وتعليمـه تستلزم توفـر أكبر قـدر من التعرف علـى المستهـدف، والمقصـود بالتعرف العلـم به (Le savoir sur l’apprenant) انطلاقا من أدوات علمية تفضي بنا إلى أرضية متينة مؤسسة على مرتكزات ذات بعد علمي، لتنْأى منآها بُعدا عن المعرفة بالمتعلم (Connaissance sur l’élève)هذه المعرفة التي دَيْدناً أساسُها هو الانطباع أو التمثل أو التقديرات والتوقعات العفوية، ومن باب العلم بالمتعلم تأتي مشروعية هذا البحث التدخلي ، لينفتح على بعد في شخصية المتعلم قد يكون له تأثير ربما يتراوح في أهميته بين البسيط جدا إلى الهام جدا  من خلال انعكاساته بالإيجاب على المردودية التعليمية للمتمدرسين.

ولأن تطور علوم التربية  وزخم إنتاج المعرفة الإنسانية في شتى الحقول المعرفية  أثر ويؤثر بشكل ما على سرعة تغيير الجيل التربوي اعتمادا على المقولة المعروفة (المتغير الاجتماعي أسبق من المتغير التربوي)،  فقد أمسى المتغير الاجتماعي أسبق بأضعاف مضاعفة من المتغير التربوي، أمام هذا الإكراه الموضوعي الذي تشهده جل البلدان  من حيث سرعة التغيير والتغير، والذي له انعكاساته على الأطفال الذين  ربما ينالون حظهم منه بتفاوت،   يؤكد الباحث ميلود لمسعدي  على  دور الفاعل التربوي (المدرس)   ليتزود بأعلى سقف من المعطيات  النفسية  والاجتماعية حول المتعلم كحد أدنى للاستفادة منهما  في تجويد فعله البيداغوجي والديداكتيكي،  لمساعدة المتعلم، بناء على فهم وتفهم التغيرات الطارئة عليه وباستمرار، بهدف الارتقاء وتطوير تعلماته  بنجاعة وفعالية.  

من هنا ، أهمية موضوع هذا البحث التربوي ، ليسدد بؤرة المسلاط الضوئي صوب بعض المقومات التي يراها ذات أولوية في فهم شخصية المتعلم في جانبها السيكولوجي مع الإمداد القيمي الإضافي الذي يتأتى جلبه من خلال الأثر البيداغوجي والمتوخى تفعيله أكثر صوب السمو بالمردودية التعلمية نحو نتائج أكثر إيجابية.   ونرى هنا من الأهمية بمكان كيف أن البحث حاول  استقصاء المكونات التالية:تشخيص نوعية مسالك تفكير المتعلمين مقارنة والتوفق الدراسي.

وقد تم وضع تعريف  لمسلك /مسارالتفكير وقد أملت المقاربة البحثية  إلى تشخيص سبعة أنواع لمسالك التفكير وهي كالتالي :

1مسلك تفكيري صحيح ومنظم وموصل للنتيجة

 2مسلك تفكيري متقطع وغير منتظم

3مسلك تفكيري مؤسس على “خطوة إلى الوراء من أجل خطوتين إلى الأمام

4مسلك تفكيري علمي يتبني المنهج التجريبي أو بعضا منه كالفرضيات مع التحقق منها عن طريق المحاولة والخطأ

5مسلك تفكيري مفض مباشرة إلى الحل وهو مشابه للمبدإ الهندسي أقرب طريق بين نقطتين خط مستقيم

 6مسلك تفكيري مبني على درجة أو درجات صعوبة الموضوع المفكر فيه

7مسلك تفكيري طويل وملتو تشوبه عادة منزلقات والخطاء أو نقص في الموارد : المعارف والمهارات “في أحسن الأحوال يوصل إلى بعض النتائج المرحلية وليس إلى الهدف النهائي إلا نادرا وفيه مضيعة للجهد وللزمن التعلمي .” هذا فيما يتعلق بمسالك التفكير كما تم استقصاء المكونات التالية:

رصد الأساليب التعليمية عند المستهدفين. حضور الإستراتيجية  التعلمية الميتامعرفية  بالموازاة مع التوفق الدراسي. والفعلان التعليمي التعلمي ينهلان مما هو تربوي وبيداغوجي وديداكتيكي ليس ذاك فحسب، بل ينسحب على الاستفادة من علوم التربية في ديناميتها بتجددها ، وما يمكن أن ينضاف إليها من علوم حديثة، وفق ما يفرضه التطور بل التطورات المتسارعة بوتائر فائقة للعلوم في القرن الواحد والعشرين، وذلك بفضل الأفقين الإعلامي والمعلوماتي المفتوحين والسانحين بإنتاج المعرفة والحصول عليها بسلاسة وانسيابية وبيسر بضغطة زر.

ومن شبه المؤكد  أن الرهان اليوم على هذه المكونات لتطوير الأداء التعلمي  والرفع من قيمته ومردوديته،  إذ هناك جوانب أخرى لها أهميتها ما لم يتسنّ  التطرق إليها في هذا التناول البحثي، إلا أن هذه الجوانب  الثلاثة في منظور الباحث   خطوة أولى في هذا المشوار الذي يرمي ضمن ما يرمي إليه المساعدة  على تفعيل المقولة الثمينة لمونتينيه(Montaigne) والتي مفادها: (رأس حسنة الإعداد أفضل من رأس مفعمة الامتلاء) . وهي مقولة مضى عليها أربعة قرون ونيف تقريبا،  غير أننا لو فكرنا إجرائيا في كيفية بناء رأس حسنة الإعداد    حتما  ستنمحي بداهة المقولة مفسحة المجال صوب صعوبة المنال،  وخدمة لهذا الهدف المتمثل في الكيفية، ترد أهمية تناولِ البحث للمكونات الثلاثة بهدف تحسين وتجويد العمليات الذهنية لدى المتعلم.

باقتضاب شديد ، لعل معرفتنا بالمتعلم بل الأجدر علمنا به،  من خلال توصيف دقيق لملمح أو جانبية شخصيته  مسلكا تفكيريّا،  وأساليبا تعلمية،  واستراتيجيات تعلمية معرفية أو  ميتامعرفية، قد يمنح الفاعل الميداني/الأساس القَيِّم على العملية التعلمية التعلمية  آليات فضلى لفهم وتفهم المتعلم أكثر، بغية مساعدته على الارتقاء بتعلماته  كما ونوعا.  كما أن الاهتمام بهذه الجوانب كحد أدنى غير كاف، حيث توجد محددات أخرى وجب إيلاؤها  الأهمية القمينة بها. هذا التوجه ينحو منحاه صوب الانطلاق من المؤهلات الحقيقية التي يتوفر عليها المتمدرس والتي في الغالب لا نستكشفها ، ومن ثمة لا نكتشفها بهدف بلورتها وتطويرها، كما أن البحث يروم  في أركانه البحثية الثلاثة  بلوغ غاية مستعصية في التعليم متجسدة في “التفريد في التعليم” (L’individualisation de l’enseignement)، بهذا قد نسهم ولو جزئيا بقسط ما  في استعاضة (العقل المفعم الشحن)”بالعقل الجيد البناء”، مع جعل هذا العقل يستثمر ويعيد استثمار ما لديه من جودة في البناء مع الارتقاء بها، وليس غريبا أن نهتم بمقوم أساس نجده قاسما مشتركا بين مسالك التفكير والأساليب التعلمية والإستراتيجية التعلمية الميتامعرفية متمثل في التفكير،هذا الأخير الذي يشكل العمود الفقري للمتعلم في عمليته التعلمية، حيث يتشكل التفكير بالتعليم والتعلم وينعكس أساسا على التعلم إما إيجابا أو عكسه، وفق الباحثة كريمان بدير “.

ومن خلال ذلك  ، على التعليم في طبيعة ونوعية مخرجاته، كما أن نتائج البحث المتواضع في ركنين منها تؤكد ذلك من خلال وجود مقارنة إيجابية بين مسلك التفكيرالمنظم  والتوفق الدراسي ومعاضدة لما سلف. هناك حضور شبه مطلق للتوفق الدراسي عند المتمكنين من الإستراتيجية الميتامعرفية.

وكعصارة، فالبحث، على نحو ما، يندرج بمثابة محاولة متواضعة ومحدودة لمساعدة الفاعل التربوي الميداني الأستاذ(ة) على تغيير قناعته بخصوص إمكانيات المتعلم ومؤهلاته، ومن خلال ذلك وتأسيسا عليه صوب بلورة قناعة جديدة ومتجددة متعلقة بجزء من ممارساته التعليمية بهدف رؤيتها من أكثر من زاوية، وذلك بغية  إشراك حقيقي للمتعلم(ة) ارتقاءً بعمليته التعلمية ذاتيا.

يتضمن البحث إضافة إلى مرفقات  فهرست وبيبلوغرافيا المعلوماتية باللغتين العربية والفرنسية،  أفكار للاستئناس بها في البحث، شبكات للأساليب التعلمية شبكة لمسارات تفكير المتعلمين، شبكة خاصة بالإستراتيجية التعلمية الميتامعرفية، استمارة موجهة للمتعلمين ،وأخيرا تغذية راجعة بمثابة تفريغ لاستمارات موجهة للباحثين الميدانيين مباشرة بعد تسليمهم للنتائج الميدانية للبحث .

وهذه قائمة الباحثات والباحثين الميدانيين :  بشرى زينو/ المحجوب فنتي /محمد البلوط /محمد الكردي/ سناء وهاس/  فؤاد خيران/ نوال سوميل/  يوسف لعميمي /فدوى العمشي / صباح العيدوني /عمر صديق/ المصطفى حمدون/ محمد سعيد زيطان يوسف البردعي / نبيلة الكوش/ هدى شهبان /فيروز مبدوع مريم باعدي /إلهام صيكاوي //وداد نشاد /كريمة فهمي /إلياس سليمان /إدريس حبيبي/ وفاء الدحروش/ أنيسة آيت عبد الله ربيعة احجاوة /مرية كروم /زكرياء الوزاني