الخبير الرياضي أحمد فتير: عقاب مصطفى العمراني في فاجعة واد الشراط يجب أن يكون تربويا وليس جنائيا

الخبير الرياضي أحمد فتير: عقاب مصطفى العمراني في فاجعة واد الشراط يجب أن يكون تربويا وليس جنائيا

فاجعة وادي الشراط، التي أودت بحياة أطفال في عمر الزهور، أثارت جدلا قويا، خاصة بعد اعتقال مدير جمعية النور للتكواندو مصطفى العمراني بابن سليمان. جدل اختلطت فيه هشاشة العاطفة مع صلابة القانون.. لكن الحديث يكون دائما بعد الحادث.

"أنفاس بريس" التقت مع أحمد فاتير خبير رياضي ومندوب سابق للشبيبة والرياضة، وطلبت منه قراءته لما حصل، فأشار في البداية بأن ظهير 1958 المتعلق بالجمعيات يقتضي الأمر إعادة النظر فيه، لأنه ينظم جميع أنواع الجمعيات، بما فيها الرياضية التي يجب أن يكون لها  قانون خاص بها.

ويضيف محاورنا، لقد كنا مع ذلك في الماضي نتواصل مباشرة مع الجمعيات الرياضية وفق مسطرة مضبوطة تقضي بأن تعمل أية جمعية عند إقدامها على نشاط خارجي أن تهيئ لائحة بالأطفال المستفيدين تضعها لدى مصالح وزارة النقل، التي بدورها تعطي رخصة للحافلة التي ستقلهم.. وتمر الجمعية بعد ذلك عند مندوب الشبيبة والرياضة الذي يؤشر على الرحلة.. كما أن المسؤول عن الجمعية يكون قد توجه بصفة قبلية إلى مكان الرحلة، ليتفقد المكان ويطلع عليه ويتعرف على خصوصيته جيدا، والمشاكل التي قد يطرحها، لأخذ الحذر منها.

لكن للأسف الملاحظ بأن هذه المسطرة لم تعد تحترم،  ولو أخذت الجمعية مثل هذا الاحتراز، وذلك بمعرفة أن الشاطئ الذي ستقصده خطر للسباحة.. كان يمكن أن يجنب  جمعية النور الوقوع في  الفاجعة الأخيرة. ويضيف فاتير قائلا: أرى بأنه ينبغي لأية جمعية تدعيم الرحلة التي تقوم بها بطاقم التأطير كاملا وكفؤا، من حيث الكم والكيف، مكونا من أطر تربوية مدربة، لها تكوين ودراية وضمير أخلاقي، وقادرة على تدبير الرحلة ومواجهة مخاطرها، خاصة عندما تهم أطفالا قاصرين يجهل حدود مرحهم ولعبهم عندما يكونون خارج أسوار المؤسسة التي تنشط فيها الجمعية بصفة عادية.. ويكون التأطير بمعدل إطار لكل 8 أطفال، علاوة على مسؤول يدير العملية ككل.

ويذكر  محدثنا أنه إذا كانت الرحلة إلى الشاطئ، فيجب أن يكون ضمن المؤطرين سباحون مهرة.. إذ ثبت بأنه في جميع الأحداث والمشاكل التي تقع للأطفال في الخرجات أو الرحلات أو في المخيمات، يكون ضعف التأطير هو السبب. ويدلي كمثال على ذلك بأن بعض الجمعيات تنظم رحلة من سطات إلى إفران في الساعة 5 صباحا، وتعود في 11 ليلا، هل هذه رحلة؟ وماذا استفاد منها الأطفال؟! إنها أخطاء الكبار يؤدي ثمنها الصغار.

ولهذا أؤكد، يختم فاتير كلامه، أن مصطفى العمراني رئيس الجمعية، نيته كانت سليمة وحسنة، لكن تدبيره للرحلة هو الذي لم يكن على الوجه الأحسن، بافتقاره لأركان المسطرة في التأطير وتفقد المكان التي حاولت شرحها..  و"أعتقد  أن عقوبته أو تأديبه يجب أن يكون تربويا وليس جنائيا".