بوشعيب حمراوي: ليس هناك ما يدين المدرب العمراني في فاجعة واد الشراط، بل هو من له الحق في رفع دعوى قضائية

بوشعيب حمراوي: ليس هناك ما يدين المدرب العمراني في فاجعة واد الشراط، بل هو من له الحق في رفع دعوى قضائية

تنظم التنسيقية الوطنية للتضامن مع البطل المغربي مصطفى العمراني، ندوة تحت عنوان "مستقبل الجمعيات في ظل فاجعة شاطئ الشراط"، وذلك يوم غد الثلاثاء بدار الشباب لمدينة بنسليمان. ومن المنتظر أن يحضر هذا اللقاء التضامني مجموعة من رجال ونساء الحقل الحقوقي ومن بينهم محامي المعتقل، إلى جانب إعلاميين وفاعلين جمعويين، بالإضافة إلى أقارب الضحايا كأول المتعاطفين مع المدرب مصطفى العمراني والرافضين لأي متابعة قضائية له. وعلى الرغم من تفاوت هذا الحضور المرتقب من حيث الشرائح والمشارب والسن والجنس، إلا أن الجميع توحدهم المطالبة بالّإفراج الفوري على العمراني وإخلاء سبيله لعدم ثبوت ما يدينه فيما وجه إليه من تهم .

 وفي هذا الصدد، يقول بوشعيب حمراوي، من أبناء مدينة بنسليمان المهتمين بشأنها المحلي،  إن هذه الندوة المقرر بداية أشغالها على الساعة السابعة مساء تأتي في خضم تعالي الأصوات المتطلعة إلى معاينة البطل خارج أسوار الزنازن، باعتبار ليست مكانه أو حتى المصير الذي من المفترض أن يكون مآل شخص لم يقم بأي فعل يستوجب عقابه، بل على العكس، يكفى النظر إلى ما أسداه لأطفال مدينة بنسليمان من خدمات يشهد عليها الصغير قبل الكبير، وخاصة من الطبقة المهمشة والمحرومة. مضيفا في تصريح لـ"أنفاس بريس" بأنه اطلع شخصيا على محضر رجال الدرك، ولم يجد به ما يدين مصطفى العمراني، على أساس أنه ليس رئيسا لجمعية "النور" أو حتى عضوا بها، ناهيك على أن المحضر يتحدث عن شاطئ غير محروس، والمعلوم أنه شتان ما بين "شاطئ غير محروس وشاطئ تمنع به السباحة". يضاف إلى هذا، يستطرد بوشعيب حمراوي، أن التحقيق الذي فتح من لدن وزارة العدل لمتابعة المدرب بتهم الإهمال والتقصير المؤدي إلى القتل غير العمد لم ينتظر ما سيسفر عنه بحث النيابة العامة لمدينة الصخيرات، الأمر الذي قد يرجح معه الاصطدام بنتائج متناقضة. وذهب الحمراوي إلى أبعد من ذلك، حين شدد على أنه إن كان طرف يحق له رفع دعوى قضائية، فسيكون العمراني ضد الجهات المعنية وتحديدا وزارة النقل والتجهيز لما لها من مسؤولية على ذلك المرفق.

وسجل المتحدث في التصريح عينه، أن محضر الدرك الملكي يقر بأن الواقعة تتعلق بغرق مجموعة من الشباب، مما يفهم منه كون الضحايا بالغين سن الرشد القانوني، أي غير قاصرين، وبالتالي فلا مسؤولية لمصطفى العمراني عليهم.

ولم يخف حمراوي بالمناسبة ذاتها، القلق الشديد الذي ينتاب مختلف الجمعيات بهذا الشأن، والإحباط الذي من الراجح جدا أن ينتابها إذا ما بقي الحال على حاله، نظرا لما يترجمه من انعدام أي حماية لهؤلاء المتطوعين، وكذا بناء على افتقادهم للضمانات الكافية حتى يزاولوا مهامهم في ظروف آمنة ومطمئنة، بعيدا عن أي تهديد أو توجس. وأشار المتحدث في شهادته كابن المدينة على سمعة المدرب، إلى أن الأخير يحظى باحترام الجميع، وتاريخه الحافل بمساعدة نشأ المنطقة يغني عن أي تعليق إضافي، إذ يرجع له الفضل في بلوغ العديد من الأبطال منصات التتويج ليس وطنيا فحسب، وإنما قاريا كذلك ولو أنه ظل في الظل دون اعتراف بما أسداه. بل الأكثر من ذلك، يزيد حمراوي، كونه لطالما طالب الجهات المسؤولة بدعم سواء من حيث النقل أو المعدات، غير أن كل نداءاته كانت تجد آذانا صماء، ولم تلتفت إليه إلا الآن بأصابع الاتهام.

أما بخصوص الحي الذي يوجد به مقر الجمعية، فيقول حمراوي، بأنه يضم نحو 70 في المائة من ساكنة بنسليمان، مما يفيد أن البطل لعب دورا من الصعب تصوره في إنقاذ الكثير من حالات الانحراف، دون البحث عن أغراض شخصية، فقط حبه للمدينة والوطن وصحوة الضمير كانوا وراء تضحياته تلك، لهذا، يتأسف حمراوي، أن يصدم والرأي العام بهذا الجزاء، ومعاملته كمجرم مع أن الحقيقية تثبت بأنه بريء براءة الذئب من دم يوسف.

وبشأن اختياره لشاطئ واد الشراط، يوضح بوشعيب حمراوي، بأنه جاء نتيجة ما يتميز هذا المكان من هدوء وقلة الوافدين، ضمانا لأبنائه المتدربين لجو آمن. هذه هي خلفية نيته الصادقة، يقر حمراوي قبل أن يسجل بأن الشاطئ ذاته كان إلى وقت قريب الموقع المفضل لجماعة العدل والإحسان وحركة التوحيد والإصلاح، الذين عرفوا بإقدامهم على حط الرحال هناك ترتيبا على ما يبحثون عنه من بعد عن الأعين واستئناسا بأجواء الراحة والانعزال.