عرض الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو فكرة جديدة وغريبة من نوعها، بتقديم اثنين من أعماله الأدبية مجانا للقراء، على أن يدفعوا ثمنهما، فقط إذا ما تمتعوا بقراءتهما. ويريد كويلو بذلك أن يثبت لدور النشر أن الفكرة لن تضر بالأرباح، بل على العكس من الممكن أن تؤدي لزيادة المبيعات.
في زمن التغييرات المستمرة المحمومة في تقنيات عالم النشر، يبدو أن تغير الوسائل الجديدة والغريبة لتشجيع قراءة وشراء الكتب الحديثة، أصبحت تمثل ظاهرة عالمية، كان آخرها ذلك العرض الغريب من الكاتب البرازيلي الكبير "باولو كويلو"، الذي وضع هذا الأسبوع اثنين من كتبه على شبكة الإنترنت، في ما يسميه بـ "الأسلوب العكسي لبيع الكتب"، واقترح المؤلف الذي تعتبر كتبه الأكثر مبيعا في البرازيل، أن يشتري القراء الكتابين بعد قراءتهما، في حال إذا ما أعجبتهما وتمتعوا بهما.
وباولو كويلو روائي وقاص برازيلي، تتميز رواياته بمعنى روحي يستطيع العامة تطبيقه، مستعملاً شخصيات ذوات مواهب خاصة، لكن متواجدة عند الجميع، كما يعتمد على أحداث تاريخية واقعية لتمثيل أبطال قصصه.
وعين كويلو سنة 2007 بمنصب رسول السلام التابع للأمم المتحدة، وتعد "الخيميائي" أشهر رواياته، وتمت ترجمتها إلى 67 لغة، ووصلت مبيعاتها إلى 150مليون نسخة في جميع أنحاء العالم.
ومن أجل هذه تحقيق هذه الفكرة الغريبة لطريقة تسويق الكتب قدّم كويلو إصدارا باللغة الإنجليزية من كتابه لعام 1997 "دليل محارب النور "The Manual of the Warrior of Light، ونسخة برتغالية من روايته "بريدا"Brida الكتاب الأول يجمع تعاليم وأفكار فلسفية وقصص، ويمكن الاطلاع عليه في صفحة الكاتب على دار النشر الرقمية Inkitt، وكذلك على مدونته الخاصة، ووعد الكاتب الكبير أيضا أن يفعل الشيء نفسه مع مزيد من طبعات كتبه باللغتين البرتغالية والإسبانية.
الجدير بالذكر أن هذه الفكرة الغريبة ليست الوحيدة للكاتب المبدع، فقد كان كويلو أيضا من مؤيدي التحميل غير المشروع لكتاباته، منذ أن نُشر طبعة روسية مقرصنة من رواية "الخيميائي" على الأنترنت في عام 1999، الأمر الذي أدى لارتفاع مبيعات الرواية بشدة.
وفي عام 2012 انضم إلى صفوف مواقع تبادل الملفات "خليج القراصنة "Pirate Bay، داعيا "قراصنة العالم" إلى "التوحد وقرصنة كل شيء كتبه في الماضي"، كما عبّر عن معارضته لقوانين مكافحة القرصنة بعبارات لا لبس فيها.
وللكاتب الكبير أكثر من 25 مليون معجب في الفيسبوك، وأكثر من 10 ملايين على تويتر، وما يقرب من ربع مليون على إنستغرام. وكويلو من الكتاب البارعين في استخدام تقنيات "التوثيق الجماعي"، ففي كتابه الأخير "الزنا" قال إنه جمع أكثر من 1000 رسالة بالبريد الإلكتروني من معجبيه يشاركونه عن طيب خاطر قصص شخصية عن خيانات في حياتهم.
هذا ويقدم كويلو 80% من محتوى أحد الكتابين المذكورين باللغة الإنجليزية، وليس النسخة الكاملة، ويبقى عدد قليل من الصفحات مفقودة، لكنها لا تفسد القراءة، كما أوضح الكاتب على مدونته في مذكرة يجدها القراء بعد الانتهاء من الفصول الأولى للكتاب، مع كلمة يقول فيها: "أيها القارئ الكريم، إذا كنت ترغب في النص كاملا، يرجى شراؤه، لذلك يمكننا أن نقول لصناع النشر أن هذه الفكرة لا تضر بأعمالهم".