تسريبات الباكالوريا تنزع ورقة التوت عن النقابات التعليمية

تسريبات الباكالوريا تنزع ورقة التوت عن النقابات التعليمية

لحد كتابة هذه السطور، وحسب علمي، لم يصدر أي بيان من النقابات التعليمية الكثيرة حول التسريبات التي عرفها امتحان "الباك"، ولا احد من مسؤوليها النقابيين أشار باللوم في وجه الوزارة الوصية أو حتى طالب بإقالة المسؤول عن هذه الفضيحة. غريب أمر هذه النقابات التي تدعي الدفاع عن المواطن وعن الشغيلة التعليمية وعن التعليم العمومي، في حين أن المدرسة العمومية تتعرض لقصف عشوائي بمختلف الأسلحة المحرمة، وتمس في عذريتها وهي شهادة الباكالوريا.

ابتلعت جل النقابات التعليمية، إذ لم نقل كلها لسانها، ولم تشجب أو تندد أو تستنكر، لم تعلن عن إضرابات ووقفات احتجاجية ومسيرات تضامنية مع تلامذة الباكلوريا، هل لأن نشوة الفوز في الانتخابات المهنية مازالت تلعب برؤوس قياداتها أم أن الخاسر منها في هذه المحطة الانتخابية مازال يلعق جراحه ويلملم ضحاياه.

لك الله  أيتها المدرسة العمومية، تكالبت عليك المصائب من كل حدب وصوب، فلا أولو الأمر انصفوك ولا أبناؤك دافعوا عنك. ولك الله أيها التلميذ البسيط الذي يرى في امتحان الباكلوريا طوق نجاة ينتشله من الفقر والحكرة والتهميش. لك الله أيها الوطن المكلوم المبتلى بحكومة أحسن ما تثقنه هو التهريج، وبنقابات لا هم لها سوى البحث عن مقاعد في الانتخابات المهنية وصياغة بيانات لا تسمن ولا تغني من جوع.