تلاميذ يطالبون باستقالة وزير التعليم على خلفية تسريب امتحان الباكالوريا والشرطة العلمية تدخل على الخط (مع فيديو)

تلاميذ يطالبون باستقالة وزير التعليم على خلفية تسريب امتحان الباكالوريا والشرطة العلمية تدخل على الخط (مع فيديو)

بغض النظر عن حيثياث تسريب مادة الرياضيات لامتحان الباكالوريا هذا اليوم، وتحديد المسؤوليات من الوزير إلى مدراء مراكز الامتحانات، فإن ما وقفت عليه "أنفاس بريس"، خلال جولة تحقيقية ببعض المؤسسات الثانوية بتراب مقاطعة اسباتة بالدار البيضاء، يدمي القلب، ويدق ناقوس الخطر بالنسبة لتلميذ اليوم وإطار الغد..

أنفاس بريس: لماذا رفضتم إجراء امتحان مادة الرياضيات؟

هم: لأن الامتحان تم تسريبه في حدود الساعة الواحدة ليلا من هذا اليوم..

أنفاس بريس: يعني كان لديكم أكثر من 6 ساعات قصد وضع الأجوبة لهذا الامتحان؟

هم: نعم، مباشرة بعد توصلنا بالامتحان عبر "واتساب"، توصلنا بالأجوبة الكاملة، عبر نفس القناة..

أنفاس بريس: ولماذا ترفضون إجراء امتحان لكم اليقين بأجوبته المهيأة مسبقا؟

هم: "ماعرفناش نقلوا الأجوبة، ذاك الشي معقد، وزايدون ما قريناهش"

يعني بكل بساطة أن هؤلاء تلاميذ الباكالوريا، الذين كانوا بالعشرات يحتجون أمام مدخل ثانوية الحسن الثاني، لايعرفون حتى "النقيل" مباشرة، بل إن أحد الأساتذة المكلفين بالحراسة، كشف في لقاء مع "أنفاس بريس"، أنه أمام هذا التسريب البين والواضح، غض الطرف عن عملية نسخ الأجوبة فيما بين التلاميذ، ومع ذلك، بقي عدد منهم عاجزا عن النسخ السليم..

أمام الباب الرئيسي لثانوية الحسن الثاني، وقف العشرات من التلاميذ الذين كان بعضهم مرفوقا بأحد والديه، يترقب مجريات الأمور، فيما يخص تسريب مادة الرياضيات، "أنظر، لقد توصلت بالامتحان في حدود الساعة الواحدة والربع ليلا، وبعده بأقل من ساعة توصلت بالأجوبة"، تقول تلميذة بدا عليها الانفعال شديدا، "هذا ضرب لمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص"، مضيفة، "وإذا كان بعض التلاميذ احتج لأنه لايعرف نسخ الأجوبة، فإن أغلب المحتجين يرفضون هذا التسريب ويطالبون بفتح تحقيق في الموضوع"، أما زميلتها التي لم تكن أقل انفعالا منها، فطالبت باستقالة وزير التعليم، وكل من ثبت تورطه في هذا التسريب، وهو المطلب الذي جعل العشرات من التلاميذ يرفعون شعار "المطالبة بدورة استدراكية للجميع، وعدم احتساب الامتحان، لثبوت تسريبه بساعات قبل انطلاقه.

"استنفرت الوزارة والأكاديميات كل إمكانياتها من أجل محاربة الغش في الامتحان من قبل التلاميذ، وتعامل بعض المكلفين بالحراسة معنا وكأننا مجرمون، أو غشاشون مسبقا، دون أدنى احترام لكرامتنا واعتبار لنفسيتنا"، يقول أحد التلاميذ، مضيفا، "ومع ذلك قلنا أن هذا يندرج ضمن الواجب الوطني الذي يجعل من المساواة وتكافؤ الفرص مبدأ اساسيا له، لكن أن يصدر الغش من الفقيه الي نترجاو بركتو، فهذا غير مقبول وغير مستساغ، والخطير أنه في ظل هذه الإجراءات الصارمة، وقع التسريب بأكثر من 6 ساعات قبل انطلاق الامتحان، وهي فترة زمنية غير مسبوقة في الامتحانات السابقة، عندما كانت التسريبات تتم بدقائق أو أقل من ساعة قبل انطلاق الامتحان".

وفي الوقت الذي كان عنصري شرطة بزي رسمي يقفان أمام مدخل الثانوية، مانعين أي أحد من دخول المؤسسة، كان عدد كبير من التلاميذ داخل قاعات الامتحان، هل يجرون الامتحان المسرب؟ أم تم "احتجازهم" حتى ينتهي الوقت القانوني للامتحان؟ يجيب أحد التلاميذ خرج للتو، "أمام الاحتجاج الذي عرفته الساحة الرئيسية للثانوية، أمرنا المدير بالدخول للقاعات، واعدا إيانا "مايكون غير الخير"، ومع ذلك ظل عدد من التلاميذ خارج القاعات، مما اضطر المكلفين بالحراسة لإخراجهم خارج أسوار الثانوية، ومع ذلك لم تهدأ الاحتجاجات حتى داخل القاعات، بالمقابل لقي هذا الأمر تعاطفا من قبل بعض الأساتذة الذين غضوا الطرف عن عدد من الممارسات غير الصحيحة، بمبرر أن الأمر أكبر منهم، وهو مرتبط بالوزارة ككل التي يجب أن يتحمل وزيرها كامل مسؤولياته..

وحسب مصادر إدارية، فإن مسؤولية مديري الثانويات، تنحصر في أن يمر الامتحان في ظروف عادية غير متوترة، مؤكدة بأنه من خلال تصفح ورقة الامتحان ومقارنتها مع رسائل "واتساب"، تبين أن التسريب واقعة حقيقية، مستدركة في الوقت ذاته بالقول: "ليس من اختصاصنا توقيف الامتحان، وأي إجراء يجب أن يكون صادرا عن عن الوزارة، سواء في قبول إجراء الامتحان بغض النظر عن حيثيات التسريب، أو إعادته، خصوصا وأن التسريب كان وطنيا"..

ويبدو أن شعار اليوم الثاني من امتحان باكالوريا يونيو 2015، هو التسريب، ففي الوقت الذي كان الاحتجاج على تسريب مادة الرياضيات، كانت بعض الهواتف النقالة ترن، في إشارة للتوصل برسالة، مفادها تسريب ثاني يتعلق هذه المرة بمادة الفلسفة، التي ستجرى في النصف الثاني من نهار هذا اليوم، وهو ما يطرح عددا من الأسئلة حول مصادر هذه التسريبات، والغاية منها..

غير بعيد عن ثانوية الحسن الثاني، كانت ثانويات ابن العميد، ووادي الذهب، والكندي، والمعتمد، وابن رشد.. تعيش نفس الأجواء المكهربة، تجمعات بالعشرات للتلاميذ، وشعارات ترفع بين الحين والآخر، وأوراق ممزقة للامتحان، وانهيار بعض التلميذات بين الفينة والأخرى، فيما كانت سيارات الشرطة ترابض أمام هذه الثانويات، تحسبا لأي احتمال، "مهمتنا الحفاظ على الأمن بالشارع العام، ومحيط هذه المؤسسات التعليمية، والتحقيق في ادعاء التسريب، له مساطر قانونية خاصة، ولحد الساعة 11.30 لم يحدث أي خروج عن القانون من قبل هؤلاء التلاميذ، ومع ذلك هناك بعض العناصر التي تحاول التغلغل في هذه التجمعات قصد إحداث البلبلة والشغب"، يقول مسؤول أمني لموقع "أنفاس بريس"..

في نفس السياق، علمت "أنفاس بريس"، أن الشرطة العلمية، دخلت على موضوع التسريبات، لمعرفة مصادرها، خصوصا بعد تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي

هي إذن تسريبات تتلو تسريبات، تبقى المسؤولية الأولى والأخيرة لوزير التعليم، فهل يكون في مستوى المسؤولية، ويقدم استقالته، وقبل ذلك يتم تنزيل شعار ربط المحاسبة بالمسؤولية؟.

رابط الفيديو هنا