استيقظت بلدة أزلاف الواقعة على بعد 30 كيلومتر من عاصمة إقليم الدريوش شمال المغرب صبيحة يوم أمس الاثنين مشلولة عن آخرها بسبب إضراب عام أعلنته اللجنة المركزية لمتابعة الشأن المحلي بنفس الجماعة، تنديدا بالتهميش الذي تعرفه الجماعة واحتجاجا على توقف المقاول المكلف ببناء إعدادية أزلاف عن العمل لأزيد من ثمانية أشهر، فضلا عن التأخر في الأشغال التي انطلقت منذ 2012 ولا تزال حتى الآن في منتصفها.
لقد كان الإضراب، الذي استمر حتى الساعة الرابعة مساءا، عاما وشمل كل المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم وبائعي الخضر واللحوم، باستثناء الصيدلية المركزية حيث ارتأت اللجنة عدم شملها بالإضراب، وفي المساء انطلقت مسيرة احتجاجية حاشدة التأم فيها الشيوخ بالشباب رافعين شعارات منددة بالتهميش الذي طال المنطقة من قبيل "ما نموث ما نددار.. رحق ناغ يودار"، "دون دون يا مخبر وارفع تقرير.. مسؤولي هذا الوطن باعو الفقير"، "اخرجنا واحتجينا من جبال الريف جينا، ومن الحكرة ملينا والمخزن طاغي علينا"، وهم يجوبون شوارع أزلاف انطلاقا من ساحة المسجد المركزي مرورا بمقر بناء الإعدادية، وصولا إل المدرسة الابتدائية حيث نظمت وقفة احتجاجية استهدفت الوزارة الوصية عن قطاع التعليم طالب من خلالها المحتجون بالإكمال الفوري لأشغال بناء الإعدادية، كما طالبو المسؤولين بإكمال الشطر الثالث من التهيئة الحضرية، وتزيد الجماعة بالطاكسيات لفك العزلة عنها، وكذا التسريع من وتيرة بناء ملعب أزلاف وطرقها القروية، ليختتم هذا العرس النضالي بتلاوة البيان الختامي للتظاهرة من طرف أحد أعضاء اللجنة المركزية الذي شدد على ضرورة مواصلة أشغال بناء الإعدادية في أقرب الآجال، كما توعد بخطوات تصعيدية في حال لم يباشر المقاول المكلف بالبناء أشغاله في الأيام القليلة القادمة.
إعدادية أزلاف هذه المؤسسة التربوية التي كان من المفترض أن تنطلق الدراسة بها بداية موسم 2012-2013 أي منذ 3 سنوات من الآن، كما كان قد وعد بذلك عامل الإقليم ساكنة أزلاف يوم 2 سبتمبر 2011 في اجتماع معه بمقر العمالة بعد مسيرة شعبية قطعت 30 كيلومترا إلى الدريوش.
إلا أن المدة بين الوعد وبداية التنفيذ بلغت سنة كاملة، فلم تنطلق أشغال البناء إلا في نهاية 2012، ومع ذلك فقد استبشر السكان خيرا ورجوا أن يكون موسم 2013 -2014 هو منطلق الدراسة بالمؤسسة الجديدة، إلا أن الأشغال كانت أبطء من ذلك بكثير، فقد وصل موسم 2014- 2015 وتم تعيين مدير إعدادية أزلاف وأطرها، لكن أشغال بناء المؤسسة لم تكتمل بعد، بل لا تزال في بدايتها، قبل أن يعلن المقاول توقفه نهائيا عن العمل في بداية نفس الموسم ضاربا أحلام أبناء المنطقة عرض الحائط، هؤلاء الأبناء الذين يعانون من الانقطاع المبكر عن الدارسة بسبب البعد وغلاء تكلفة النقل المدرسي غير المهيكل بالمنطقة، وحتى الذين توفرت لهم مصاريف التنقل وتمكنوا من الالتحاق بإعدادية كاسيطا فإنهم يعانون مشاكل عدة: من الازدحام في "الطوبيسات" إلى التشرد في الأزقة خلال ساعات الفراغ الطوال، زد على ذلك أن عددا من أبناء وبنات أزلاف لا يجدون مكانا لهم في دور الطلبة إلا بعسر.
لذا فإن ساكنة أزلاف لم تكن لتبقى مكتوفة الأيدي أمام معاناة أبنائها، بل خاضت مجموعة من المعارك النضالية من مظاهرات ووقفات احتجاجية ولائحة توقيعات، وذلك من أجل مواصلة أشغال بناء الإعدادية وتجهيزها حتى تتسنى الدراسة بها في موسم 2015- 2016.