“قطار الحياة” انعرج بعبد الهادي بلخياط عن سكة “القمر الأحمر”

“قطار الحياة” انعرج بعبد الهادي بلخياط عن سكة “القمر الأحمر”

تلا سورة من القرآن في البداية، كونه هو كلام البدء كما قال، واستأنف لحظاته من زمن الدورة الرابعة عشر من مهرجان موازين بنفس الشيخ المتعبد في حضرة المولى، ليحول مسرح محمد الخامس إلى محراب للذكر والغناء الملتزم، هكذا عاد الفنان عبد الهادي بلخياط من اعتزاله الفني، محطة كان قد رص قبلها اسمه في قمة الإبداع المغربي التي جعلت موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب يشهد بها كقوة من فعل طاقة المبدع الحقيقي، ولأن الانتظار كان الفوهة التي يطل من خلالها الجمهور على حفل معتزل الاعتزال، كانت جبة الملتزم هي جواز الهوية الفنية القادمة لعبد الهادي بلخياط التي كسرت طمع “مريديه” في الاستمتاع بقطار الحياة والقمر الأحمر، حيث لم يخرج عن طوع رمزية جبته وهو ينتقل بين أغنية وابتهال وقراءة سورة قرآنية انتقال الزاهد في غناء ما سبق، قبل أن يتوقف عند “البوهالي”، أغنيته التي حملت منذ سنوات نفس الراغب في تحويل وجهة قطار غنائه اتجاه: “المنفرجة” و"يا طالعين لجبال زايرين النبي"، و"طلع البدر علينا".

غنى عبد الهادي بلخياط في أول ظهور له بعد اعتزال الفن بنفس المستغفر من ما سبق، والراغب في تلوين اسمه بلقب الحاج عبد الهادي، حيث للقب رمزيته الدينية التي ليس من السهل أن تشطح بالرجل في مواضيع غير ذات صلة بخلفيته الجديدة، ولأن الشكل لا يتعارض مع المضمون، تغيرت طلة الفنان على المسرح، من فنان يقف في منتصف الركح ممسكا بعوده الذي عزف به روائعه، إلى فنان يتمسك بكرسي السلطنة وهو جالس جلوس الشيخ أمام مريديه.. الصورة اختلفت إذن، لكن من يعرف الروح المرحة لعبد الهادي بلخياط لم يخطئ وهو يتطلع إلى ذات الروح التي تخرج عن طوع جديتها كلما تجاوبت معه، هكذا رد عبد الهادي على من على صوته موجها له الكلام حين انتهى من أغنية "ألبوهالي": "انت حكيم ولست بوهالي"، تفاعل بلخياط كان: ” خليني غير بوهالي باركا.. الواحد خطرا خطرا يتبوهل".

عودة عبد الهادي بلخياط من اعتزاله التي اختار لها عبارة غياب بدل اعتزال، والذي برره بالرغبة في التقرب إلى الله، أقول عودته استعاد فيها زجل الراحل الطيب أحمد لعلج، وأحيى من أرشيف غنائه بالمصرية أغنية “الضمير” التي حملت رائحة مساره الجديد في الغناء، وعرج على  أغاني من الريبرتوار الغناء الشعبي الملتزم، وهو بين كل محطة وأخرى  يذكر بأن أحلى الغناء هو لله.. ولأن استعادة الفنان من اعتزاله كان ميزة دورة موازين ل سنة 2015، كرم عبد الهادي بلخياط من قبل إدارة المهرجان في شخص حسن نفالي، قبل بداية حفلته التي استمرت ساعتين، وأجابت عن سؤال طرحناه سابقا على منظمي المهرجان حول الشكل الفني الذي سيطل به عبد الهادي بلخياط على جمهوره، فكان الجواب لا تفاصيل عن الأغاني التي سيقدمها.