نور الدين الزوزي: حان الوقت لفتح النقاش حول تراث التبوريدة بالمغرب

نور الدين الزوزي: حان الوقت لفتح النقاش حول تراث التبوريدة بالمغرب

على هامش منافسات فن التبرويدة لجائزة الحسن الثاني بالمركب الملكي دار السلام بالرباط في نسختها السادسة عشرة والتي تمتد من 1 إلى 7 يونيو 2015 اتصلت أنفاس بريس بالدكتور نور الدين الزوزي بصفته مهتما بالتراث الشعبي بمختلف ألوانه  وفاعلا جمعويا عاشقا لموروث الفروسية التقليدية بإقليم الرحامنة خاصة ،على اعتبار أنه هو الذي أحيى مهرجان أربعاء صخور الرحامنة والذي كانت تتغنى به لعيوط الحوزية (فين ايامك الأربعاء كان موسم ولا حركة) بل يرجع له الفضل في إرجاع الخيول لحضيرتها بإقليم الرحامنة بكثافة وتحفيز الفرسان على العودة لميدان الحركة والتبوريدة بطقوس وتقنيات ومواصفات استحسنها كل المتتبعين للثقافة الشعبية ، ويعد الدكتور الزوزي من الأطباء القلائل الذين يربطون النظرية بالممارسة على مستوى التراث الشعبي ، كيف لا وهو العازف على آلة لوتار والمدرك للإيقاعات والموازين وكل الأنماط الغنائية الساحرة عبر ربوع الوطن.

يقول الدكتور نورالدين "لقد ارتفع إيقاع التعاطي مع الفروسية التقليدية بحيث أن اليوم نتوفر على أكثر من 15000 فارس وفارسة على المستوى الوطني، دون الحديث عن جودة الخيول وتحسين نسلها بفضل مجهودات دوي الاختصاص" وأضاف "لقد تطورت حتى الصناعة التقليدية المرتبطة بفن التبوريدة وتفننت في صناعة أجمل السروج وأبهاها زينة، وأبدع الصانع في توفير أحسن الألبسة والبنادق والسيوف والخناجر وكل مستلزمات الفروسية"، مؤكدا على "أن مهرجانات الفروسية تخلق رواجا اقتصاديا مهما وجب تتبعه والتدقيق فيه للوقوف على أرقامه الاستدلالية وما تسديه الفروسية من خدمات على المستوى الوطني من خلال مناصب الشغل التي تواكبها طيلة السنة عبر ربوع الوطن"، وشدد الدكتور نور الدين الزوزي على أهمية البحث والتوثيق وتوظيف الإعلام السمعي البصري والصحافة المكتوبة والاليكترونية لإيصال المعلومة التراثية من أفواه المتخصصين والباحثين والمبدعين والفنانين والممارسين لتحصين هذا الكنز الثمين للهوية المشتركة وذاكرتانا الشعبية، وقال "لقد أصبح من الضروري جمع كل المعطيات الاحصائية الخاصة بالنسخ السابقة لمنافسات دار السلام وتتبع مساراتها ونتائجها وتدوينها وإصدارها في كتاب خاص يعزز الخزانة المغربية تراثيا، دون أن يغفل كذلك الحث عن تدوين أهم المهرجانات الوطنية التي تحتفي بالخيل والبارود واستحضار الاسماء والرموز الوازنة التي غيبها الموت عن ميادين الفروسية".

وطالب محدثنا بضرورة العناية "بالمدارس التاريخية المرتبطة بتلقين فن الركوب والرماية والتي تتعرض للتهميش والنسيان والتدمير الممنهج مع العلم أنها تشكل ذاكرة وطنية تختزل الكثير من الرموز والرسائل ، كمدرسة الأمراء بالشماعية التي تعتبر من أعرق المدارس لفن الفروسية والتي يرجع لها الفضل في تلقين وتعليم مبادئ الفروسية منذ القدم والتي رسخت العديد من الحركات والطقوس التي تستهوي عشاق التبوريدة بل أنها أنجبت خيرة الفرسان نذكر منهم على سبيل المثال لا الحسر لمقدم السي الطاهر الخنوفي الحمري الناصري والذي يحتاج اليوم لالتفاتة معنوية لرد الاعتبار للطريقة الناصرية التي تتفرد في حركاتها المبهرة والمميزة وطنيا"، ولم يفت الطبيب نور الدين الحديث عن البنيات التحتية للفروسية قائلا، "يجب اليوم تظافر الجهود لتحصين ذاكرتنا التراثية وانخراط كل الجهات لإقامة ملاعب خاصة بالتبوريدة بكل الأقاليم إسوة برياضة كرة القدم لأن جمهور الفروسية أكبر بكثير من جمهور الرياضات الأخرى ، إحداث ملاعب تتوفر فيها كل شروط استقبال الجمهور و الفرسان وخيولهم وتوفير كل مستلزمات الاستضافة للمهرجانات والمواسم التي تقام بمختلف ربوع الوطن"، مستغربا لبعض التظاهرات المحلية هنا وهناك لأنها حسب قوله " تشوه فكرة التعاطي مع الفروسية التقليدية على مستوى التنظيم وشروط استقبال الفرسان وخيولهم التي تحط من معنوياتهم في غياب أدنى الحقوق والواجبات ماديا ومعنويا"، وركز في حديثه لأنفاس بريس على نقطة أساسية لتجاوز مثل هذه الاستخفافات بالمورث الثقافي الشعبي حيث قال: "يجب وضع دفاتر تحملات واضحة الشروط والأهداف ثقافيا وتراثيا وفنيا وتقنيا من طرف الجامعة الملكية المغربية للفروسية التقليدية تتعاقد فيها الجهات المنظمة مع كل القائمين على مهرجانات ومواسم الفروسية وطنيا لرد الاعتبار لهذا الموروث الشعبي وإبعاد كل المتطفلين عليه والرقي بمستوى التنظيم وشروط الفرجة بعيدا عن التنطع والتمييع الذي نلمسه ونقيسه في العديد من المهرجانات" مؤكدا على أن  "انخراط المؤسسات الاقتصادية والجماعية في دعم هذه الملتقيات السنوية بشفافية سيعزز مكانة الفرسان والخيول التي تحتاج لمجهودات جبارة من أجل العناية بثقافتنا الشعبية على مستوى الخيل والبارود".

هذا ونوه الدكتور نورالدين الزوزي الفنان العازف على آلة لوتار "بالمستوى الرائع الذي وصلت إليه منافسات جائزة الحسن الثاني بدار السلام بفضل مجهودات كل الفرقاء، والتي تستقطب عددا هائل من الجمهور والسياح، لتعكس بذلك صورة مغرب تعدد الثقافات ومورثه الثقافي الشعبي المتعدد الروافد داعيا إلى وضع قاطرة الفروسية على سكتها الحقيقية وطنيا لتعم هذه المجهودات بالإيجاب على صعيد الأقاليم والجهات التي تعتبر رافدا أساسيا لدار السلام وطنيا".

جدير بالذكر أن الطبيب الزوزي نور الدين يحسب له رفقة ثلة من المهتمين بفن التبوريدة على الصعيد الوطني إدخال مجموعة من المقاييس والشروط التقنية في التنظيم واستقبال الفرسان وخيولهم والتنشيط الثقافي والفني الموازي لعروض الفروسية التقليدية مما أثلج صدور شريحة (الباردية مالين الخايل) في الكثير من المحطات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مهرجان سطات والبير الجديد وسيدي بنور وصخور الرحامنة وبن كرير واليوسفية.

فهل وصلت الرسالة يقول ضيف "أنفاس بريس"

الزوزي والشخص عبد الله وعبد ربه في نقاش حول ترتيبات مهرجان سطات