يخيم استياء عارم، هذه الأيام، على أجواء المجتمع الجزائري، وهو يتابع مسؤولي بلده يقدمونه في أذل صورة أمام العالم، بعد أن اضطروا أخيرا إلى التخلي عن ادعاءات "العام زين" التي شحنوا بها الشعب لسنوات، معلنين جهرا فشلهم في توفير الاكتفاء الذاتي لمنتوج "البطاطا" الذي يعد الأكثر إقبالا لدى الجزائريين. إذ لم يجدوا بدا من اللجوء للولايات المتحدة الأمريكية حتى تساعدهم على تلقي دروس عملية في زراعة بذور تلك المادة، لعل ذلك يُمَكن من تجاوز العجز الحاصل حاليا، والذي ألقى بأسعارها إلى مستويات مرتفعة، لم تزد المواطنين سوى تذمرا واستنكارا بسياسة التقشف التي ضاقوا بها ذرعا.
وفي هذا الاتجاه، أقدمت حكومة عبد المالك سلال، أول أمس السبت، على توقيع 6 بروتوكولات مع شركات أمريكية، تهتم أساس بزراعة "البطاطا" وتطوير إنتاجها. وليس هذا فحسب، بل حتى الحليب أكد عبد القادر قاضي، وزير الفلاحة على أنه في حاجة إلى دعم خارجي ليصل المستوى المرغوب فيه، خاصة وأن شهر رمضان على الأبواب.. في حين أن التحكم في أسعاره مازال بعيد المنال.
هذا في الوقت الذي يجب التذكير فيه بأن مظاهرات كثيرة نظمها الجزائريون تنديدا بما يصرف على الآلية العسكرية، مقابل الإخفاق في توفير ما يسد رمق أبناء الشعب.