عبد الحميد جماهري: "شوبيك لوبيز، هذا الزين بين يديك"..

عبد الحميد جماهري: "شوبيك لوبيز، هذا الزين بين يديك"..

جينيفر لوبيز لا تدخن، وجينيفر لوبيز لا تسهر كثيرا، وجينيفر لوبيز سيدة لا تحتسي الكحول، وقد ركزت حديثها في ندوة الوصول إلى بلادنا على أن يعلم المغاربة بذلك. وحشود الراغبين من الذين قرأوا الصحافة، وهي تقوم بدورها المشجع للغاية، ارتأت أن سيرة المغنية اللاتينية الأكثر شيوعا… هي بالضبط مواصفات الزوجة التي يبحث عنها الشباب ممن أدركوا الباءة ويريدون أن يتزوجوا بامرأة "ديال الدار".

وأي شيخ سلفي، من الذين يحبون تعدد الزوجات العابرات للقارات، يمكنه أن يفكر جديا بأن يتقدم لخطبتها لو أنه تأكد بأنها غير متزوجة، أو بأن يستفتي نفسه في فتوى تحريمها عن زوجها "الكافر".. فهي حل له قبل بعلها لما تملكه من محصنات!

"لوبيز لوبيك، هذا الجسد بين يديك يا شيخنا..".

على عكس سيدات نبيل عيوش الفاجرات في فيلمه الداعر "الزين اللي فيك"، فها هي جينيفر المسيحية قد أعلنت يا شيوخنا بوضوح عند وصولها للمطار أنها.. لا تدخن، ولا تسكر ولا.. تسهر، ولم تنبس ببنت شفة من كلام الدارجة الماسخة من بنات شفاه الممثلات في فيلم مراكش الداعر!

وللذين يبحثون عن سبب الغضب الذي أعقب سهرة لوبيز، فهو في خيبة أمل الشيوخ من لوبيز التي «عرت عن ساقها..» وعن ما تحت الساق وما فوقه قليلا..

لوبيز النصرانية هاته مزاجية، لوبيز الليلية جسدها غير قابل للتكرار، لوبيز جينيفر التي يحلم بها كل رجل فوق الأرض، وتحتها أيضا، خيبت الظن.. وأساءت إلى صورتها قبل أي شيء آخر عندما بدت غير محتشمة، واكتشف كل الذين خططوا لإردائها زوجة مصونة أنها بالرغم من كل حسناتها تحب أن ترقص بطريقة غير محتشمة ولباس غير محتشم، لهذا استنكروا أن تخدعهم.. وبالرغم أن تعلن أنها لا تدخن ولا تسهر ولا تسكر، فإنها مع ذلك تتبرج بطريقة الرضع، ولا تضع ما يسترها سوى ما تضع الأمهات من "كوش" لأطفالهن الصغار...

يحتار العقل الذي أدركته الباءة ويتساءل: لماذا، كلما حلت ببلادنا مغنية مشهورة، من الليدي غاغا إلى الفاضلة جينيفر لوبيز، إلا واختارت «ليكوش» من بين كل ملابس الخلق؟

ألا يحلو لهن ارتداء "الكلسونات" إلا عندنا؟

ويبدو أن ارتباك صاحب قرار المنع منبعه هذا الفارق بين كلامها النظيف وغير الفاحش والذي لا يسيء لصورة المغرب، ولا يهين المرأة المغربية، وبين سراويلها القصيرة… لهذا، وبالرغم من البحث المضني لم نجد في صمت الزميل والصديق مصطفى الخلفي، "خلفية".. تبرر عدم للمنع!

طيب، يبدو أن منصة إطلاق الفرجة والفرح في الرباط العاصمة أكبر من "قرار سيادي" يفسر منع فيلم لم يشاهده أحدا على قناة «دوزيم» ولا قناة «واحدزيم».. بل شاهدنا سهرة رائعة بالأبيض والألوان من فنانة، ممثلة لا تدخن ولا تسهر ولا تسكر..

وشاهدناه فوق سرير تترنح من هبة النسيم المغربي الرباطي الأندلسي الموريسكي الأمازيغي العربي العبراني.. الإفريقي.

لم نفهم أن يغضب انكشاريون في الفايسبوك من وجود سرير فوق المنصة، تتلوى فوقه المغنية الفاضل لسانها: وفي تقديري أن التفسير بسيط، فهو ولا شك سرير غرفة وزير الطاقة الرجل الطيب عبد القادر اعمارة، قد أصبح خاويا بعد إعراضه عنه، وعمله بنصيحة من طلب منه ترك السرير يغادر الوزارة، ولهذا يكون المنظمون قد رأوا أن من سياسة الترشيد في استعمال المال أن يستغلونه في رقصات المغنية التي لا تسكر ولا تسهر ولا تدخن ولا تتكلم بدارجة أفلام عيوش الليلية!

لا عيب في ذلك، والعيب هو أن المسؤولين المباشرين عن سياسة الاتصال يبحثون لدى "الهاكا" عن رد عن بث السهرة في التلفزيون..

وهو موقف، في حقيقته بلا معنى..

أي موقف lahacca

وlahacca

موقف وسط، بين بين، دوخة بين لسان لوبيز وبين صورتها في التلفزيون.

هو امتحان في الواقع للحدود التي لا يمكن أن يصلها القرار الذي يمنع

وليس الحدود التي يمكن… أن يصلها!