منصف اليازغي: فضيحة الفيفا تنافس على الضرب من تحت الحزام

منصف اليازغي: فضيحة الفيفا تنافس على الضرب من تحت الحزام

ما زالت فضيحة الفيفا وما عرفته من فساد تتفاعل وتثير لدى مختلف الأوساط الكثير من التعاليق والتحاليل، والتي إن كان بعضها قد أعطى للقضية أبعادا سياسية وإستراتيجية، فإن البعض الآخر اعتبرها شكلا أخر لعولمة الفساد العابر للقارات والمدمر لكل القيم الشريفة والنبيلة للتعايش وقبول الآخر بروح رياضية.

"أنفاس بريس" التقت الخبير والباحث المغربي في شؤون السياسة الرياضية، منصف اليازغي، فصرح لها بخصوص هذه القضية، معتبرا في البداية أن الصدمة كانت موزعة بين صدمة المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي لكرة القدم، لأن ما حدث هز عرش بلاتير، ومس سمعة الفيفا في العمق، وصدمة مسؤولي الاتحادات الإقليمية والجامعات الوطنية لكرة القدم، لأن الكل أحس بوقع "الهزة" بحكم أن هذه الرياضة الشعبية في العالم لم يكن أحد يتصور بأنها ستكون مشمولة بهذا الفساد. لكن يضيف منصف  ما حدث لم يكن بالصدفة أيضا لأنه كان مرتبا له. فنحن نعلم أن الولايات الأمريكية المتحدة خسرت استضافتها لكأس العالم لسنة 2022، والذي كان من نصيب دولة قطر، فقررت أن ترد الدين، وأطلقت حملة تحقيق بداية من 2012، وأصدرت تحقيقا آخر قبل يومين من انتخاب رئيس جديد للفيفا، وهو ما يؤكد بأن الأمر لم يكن بالصدفة بل مخطط له.

وأشار الباحث بأن محققا أمريكيا كان قد تقدم بتقرير خلال مؤتمر الفيفا المنعقد بمراكش سنة 2014، حمل بين طياته اتهامات بخصوص عمليات التصويت على الدول المرشحة بالنسبة لدورتي 2018 و2022. لكن هذا التقرير لم يصدر تحت ضغط من بلاتر وبعض الأعضاء المقربين له، إضافة إلى هذا هنالك الحملة التي شنتها بريطانيا عبر صحافتها التي قامت بفضح أشياء كثيرة لأن بريطانيا خرجت بدورها من تنظيم كأس العالم لسن2018 خائبة بعدما عاد التنظيم إلى روسيا. إذن، وكما قال بلاتير نفسه في تصريحه الأخير، يأن أصل المشكل ككل هو في مونديالي 2018 و2022، وليس في الفساد الماضي.

أما في ما يخص تداعيات هذه القضية على مستوى المغرب، فقد أبرز محدثنا بأن تقرير التحقيقات الذي أنجزه المكتب الفدرالي الأمريكي تكلم  عن رشاوى من طرف مرشحي كأس العالم 2010. ويرى منصف اليازغي بأن كل من يريد تنظيم كأس العالم  أصبح يتوجب عليه كقاعدة أن يرشي كيفما كانت طريقة بعض أعضاء هذه المنظمة الكروية، وعددهم 24. وذكر في هذا الإطار بأن هذه الرشاوى تصنف إلى ثلاثة أنواع: نوع مباشر من الرشوة تقدم خصوصا للدول الفقيرة والصغيرة الممثلة في الفيفا كترينداد توباكو، وبوستوانا وغيرها. أما النوع الثاني فهو يخص الدول المتقدمة كفرنسا وبريطانيا. فالرشاوى عبارة عن صفقات واستثمارات تمنح لها من طرف الدولة الفائزة. أما النوع الثالث من الرشوة فهي التصويت لفائدة دولة مرشحة مقابل إحداث هذه الأخيرة لمنشآت بالبلاد المصوتة كمراكز التكوين أو الملاعب.

وينهي الخبير الرياضي تعليقه قائلا "بأن المسألة في آخر المطاف تتعلق بالضرب من تحت الحزام، والذي لا يتقن الضرب من تحت الحزام فهو ساذج. وبطبيعة الحال فالكل يلعب هذه اللعبة، لكن يبقى الفوز لمن أعطى أكثر، وهو ما وقع للمغرب خلال ترشيحه، وهذه حقيقة يجب أن  نقبل بها".