أحرزت الفاعلة الجمعوية عائشة الشنا، جائزة البنك الدولي لأفضل رائد في مجال المساءلة الاجتماعية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك تتويجا لمجهوداتها التي ما فتئت تبذلها منذ سنة 1985 موعد تصويبها كامل الاهتمام نحو الأمهات العازبات، بعد أن اقتنعت بعدم تمتع هذه الفئة بأي حق من الحقوق. فعملت على تأسيس جمعية "التضامن النسوي" لتولي عناية خاصة بهذه الشريحة من خلال إعادة تأهيلها سوسيواقتصاديا، وإدماجها وأطفالها ضمن عائلاتها. وهو الهدف الذي ظلت ومازالت تشتغل عليه. إذ تعمل على إدماج نحو 50 أم عازبة سنويا، والتكفل بأولادهن التكفل الكلي.
وفي اتصال "أنفاس بريس" بالمحتفى بها الشنا، أبدت سعادة كبيرة لمبادرة البنك الدولي، مشيرة إلى أنها أتت في سياق الاهتمام بقضية مازال الطرف مغفول عليها، ويكتنفها القليل من الوعي، علما أن أي مولود يخرج لهذه الحياة فهو من طرفين، رجل وامرأة. وإذا استمر التعامل بنفس المنطق الذي يمارس حاليا، تحذر الشنا، فإن العاقبة لن تكون على خير. مردفة بأن جائزتها تلك تسمى "عمل حياة"، وتمنح لكل من قدم مشروعا اجتماعيا له إيجابيات في المجتمع الدولي، مما يؤكد على أن القضية التي تشغلها هي قضية تهم العالم بأسره، وتتطلب مبادرات تمكن من رفع التحدي من أجل مكافحة الإقصاء والهشاشة.
هذا، وأرجعت الشنا سر ارتياحها لهذه الجائزة، إلى كونها تعتبرها مكافأة لجميع المغاربة والبلاد والدولة التي أخذت على عاتقها النظر في قضية من القضايا الصعبة، واعترافا بطريق الوقاية الذي "نسلكه لأننا لسنا في بلد غربي حتى نمضي في الطريق الذي يوحي وكأن المرأة العازبة لها اختيار. إنما إن كتب عليها المكتاب، فأقل شيء وجب القيام به هو مساعدتها على الاحتفاظ بأبنائها، لربما تجتمع بأب ابنها يوما وتكمل معه مشوار الحياة كرجل صالح".