مجموعة من الأسئلة الحارقة التي تشكل مضمون ما كتبه الأستاذ المصطفى حنيفة، الفاعل الحقوقي، على صفحته التواصلية بالفايس بوك، معنونا ذلك ب "القبح الذي فيك يا وطني"... ولأهمية ذلك، ونظرا للسجال الذي تعرفه الساحة الوطنية من نقاش حول فيلم نبيل عيوش، نشارك قراء "أنفاس بريس" هذه المادة الإعلامية.
عنوان هذا الكلام الذي أتفوه به هنا على قارعة المسمى "الفيسبوك" مدعاه الأساسي هو الزوبعة المثارة حول فيلم نبيل عيوش "الزين اللي فيك". هذه الزوبعة التي تذكرني بزوابع كثيرة أثارها الإعلام البديل فالإعلام الرسمي، ثم أصدر المخزن قرارات ليحسم الموضوع فيستكين الكل إلى الخمول "النقاشي/ الجدلي" إلى إشعار آخر، بالطبع معلوم من يعطيه الضوء الأخضر لانطلاقه في الوسط العمومي .
هناك من ناقش هذا الفيلم من منطلق فني سينمائي محض، رغم أنه لم يشاهد الفيلم مطلقا.. وهناك من اعترض عليه من منطلق أخلاقي حين رأى أن الفيلم فيه خدش للحياء العام، مع العلم أنه ليس مجبرا على مشاهدته رفقة عائلته.. وهناك من جرمه من منطلق أخلاقوي، بدعوى أن المغرب بلد إسلامي ولا يحق لأحد الطعن في أخلاقنا بتصوير الدعارة الممارسة في سياحتنا على قدم وساق.. وهناك من دافع عن الفيلم، بحكم كونه مارس جرأة لا مثيل لها وأماط اللثام عن نوع راقِ من الدعارة، دعارة أهل الخليج في المغرب... كلها آراء تحترم من منطلق حرية التعبير التي لا يمكن لإنسان حر أن يكون ضدها.
لكنني أطرح هنا أسئلة في هذا الصدد :
ـ لماذا لم تَثُر ثائرة الإسلاميين في المغرب على الفيلم المذكور مثلما ثارت ثائرتهم في قضايا كان لزاما عليهم الغضب الشديد في أمرها؟ هنا أذكر الفيزازي وقضية "كالفان"، حين نعت من احتجوا أمام البرلمان بـ "العاهرة التي تحاضر في الشرف"؟
ـ من هو نبيل عيوش؟؟ هل هو مخرج عادي في المغرب؟؟ أليس من رجالات الدولة؟؟ أليس عضوا في المجلس الاجتماعي والاقتصادي؟؟ وأبوه أليس هو صاحب المؤسسة سيئة الذكر، "مؤسسة زاكورة للقروض الصغرى" التي شردت عائلات وساهمت بقسط ليس بالسهل في الدفع بالنساء إلى امتهان الدعارة لسداد القروض الصغرى؟؟؟
ـ ثم لماذا تم بث مشاهد من فيلم لم يحظ بدعم المركز السينمائي المغربي، نظرا لضعف بنائه الدرامي كما صرحت بذلك فاطمة الإفريقي؟؟
ـ والتوقيت؟؟ كيف تم فتح النقاش في هذا الموضوع قبيل شهر رمضان، وفي عز النقاش العمومي حول القانون الجنائي الجديد؟ القانون الذي جاء أكثر رجعية ضدا على كل انتظارات التقدم المعقودة على الدستور الجديد؟؟؟
- ثم لماذا ركزت الأغلبية على نقاش مشهد الطاكسي والرقص الإباحي، ولم يركزوا على نقاش المشهد الذي تلقن فيه "عاهرةُ مغربية"، "شريفَا" خليجيا دروسا في حب فلسطين؟؟؟
ـ ثم هل كانت أجهزة الدولة في سبات عميق -وهي التي أعينها لا تنام- لتنتظر جعجعة المواقع الاجتماعية والإعلام الرسمي لتشمع الكاباري الذي تم تصوير الفيلم فيه، ولتحرك النيابة العامة بحثا في الموضوع، و لتمنعه رسميا من العرض وكأن التصوير تم بدون ترخيص من السلطات؟؟؟ أم أنها انتظرت هذه الجعجعة لتقول إن هذا ما يريده الشعب؟؟؟