أبو الفضل : لا أفهم الكتابات التي تبارك فيلم نبيل عيوش بشكل أعمى

أبو الفضل : لا أفهم الكتابات التي تبارك فيلم نبيل عيوش بشكل أعمى

بعد تسريب لقطات من فيلم "much loved" أو "الزين لي فيك" لمخرجه "نبيل عيوش"، توالت التصريحات المهاجمة للفيلم، من طرف رواد الإنترنت وبعض الفنانين والمهتمين بالمجال السينمائي. ألهبت اللقطات المذكورة صفحات المواقع الاجتماعية، وصبَّ بعض المنتقدين جامَّ غضبهم على المخرج  "نبيل عيوش" والممثلة "لبنى أبيضار" إحدى بطلات الفيلم، التي ظهرت في اللقطات المسربة وهي تستعمل قاموسا خاصا بالمومسات. وكانت "أبيضار" قبل تسريب اللقطات قد كشفت لمحطة إذاعية أن الفيلم سيكون صادما، وأنه سيتضمن مشاهدا تدخل في خانة الأعمال الفنية المغربية التي تم تصنيفها في خانة المشاهد التي تتوسل "كشف المؤخرات" لتقديم الفرجة السمعية البصرية للمتلقي. وقد رافقت هذا الفيلم ضجة كبيرة قبل عرضه على هامش المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، في إطار فقرة  "La Quinzaine des réalisateurs"

"أنفاس بريس" اتصلت بنقاد ومؤلفين وفنانين مغاربة، لتقريب وجهة نظرهم بخصوص الضجة التي رافقت تسريب لقطات من الفيلم عبر الإنترنت، وفيما يلي رأي خاص بـ " إدريس أبو الفضل : إعلامي ومنتج تلفزيوني".

كلامي موجه لبعض النقاد المدافعين عن فيلم نبيل عيوش "الزين لي فيك"، يجب أن يفهموا بأن هذا الفيلم حتى ولو قبل مشاهدته كاملا، وبالاكتفاء باللقطات المسربة، لا يمثلني كمواطن مغربي سينمائيا ولا فنيا ولا أخلاقيا. النقد ليس مطيَّة للحط من عمل إبداعي فني بنية سيئة، وليس وسيلة للنيل من مبدع في مجال السينما بشكل مجاني، لكن لا أستسيغ الدفاع عن شيء لا يستحق الدفاع، فقد أصبح هذا الأمر الشغل الشغال لبعض ممتهني "النقد المشوِّه والمُحرِّف للحقيقة"، وأخص بالذكر من يسخرون أقلامهم لصالح صانعي الأفلام المغربية بخلفيات معروفة، فهذه الطينة من النقاد لا تتوانى في إلصاق صفة "الجهل" بكل من يجرؤ حسب زعمهم على التحدث بسوء عن هذا مثل هذا الفيلم، سواء كانوا على حق أو على خطأ، وبخصوص الضجة التي ترافق هذا الفيلم فهي تستحق أن يوضح المسؤولون عنه وعن إخراجه للوجود غرضهم الحقيقي من وراء إنجازه وعرضه. لا يمكنني الحديث عن قيمة الفيلم إبداعيا، فأنا لم أشاهده كاملا ولم أطلع على السيناريو، علما أن سيناريو الفيلم يمكن أن يُكون نابعا من رواية أو قصة تستحق القراءة من المتخصص والمهتم والقارئ العادي على حد السواء، ولنا المثال في العديد من الروايات العالمية التي خرجت من رحمها سيناريوهات شيقة تغري بالقراءة يستمتع بها المخرج والممثل قبل أن تتحول لعمل سمعي بصري تلفزيوني أو سينمائي أو مسرحي. صحيح أن انتقاد الفيلم دون مشاهدته كاملا، يمكن أن يتحول إلى الوصف بـ "المواجهة المجانية التي تفتقد للمصداقية" كما يُمكن أن يُستثمر ذلك لتحقيق الشهرة للفيلم قبل عرضه، لكن اللقطات المسربة من الفيلم تجعلني أتساءل باستغراب كبير عن السبب في هذا التسريب ومن وراءه؟.. وهي أسئلة يمكن أن تكون الإجابة عنها، تأكيدا لخلفيات التوجه الذي اختاره نبيل عيوش الذي يوازي الاعتراف بأنه دائما يستفز بواسطة كاميرته والمواضيع التي يتناولها سينمائيا. في نظري ردود الفعل العنيفة معنويا والتي بدرت من أغلبية المغاربة لها تفسيرات واضحة، كما أن الهيجان الذي خلفته اللقطات المسربة منه "وهي لا تتعدى دقيقتين"، لها مبرراتها. المشكلة هي أننا لا نفهم أيضا الكتابات والتصريحات التي تبارك هذا الفيلم بشكل أعمى، فأصحابها أيضا لم يشاهدوه كاملا. فكيف يحرمون على الآخرين ما يسمحون به لنفسهم؟ . أظن أن بعض السينمائيين المغاربة الذين ينطبق عليهم وصف "المشاغبين" يبحثون للأسف على صناعة سينما تستهوي وتجذب مُباركة وثناء "الآخر"، وهم دون شك يحلمون بوضع الخطوات فوق "الزربية الحمراء الافتراضية" للمهرجانات أي مايُعرف في قاموس المهرجانات السينمائية بـ tapis rouge  بلغة فرانسوا هولاند. لكنهم بذلك يسقطون من حساباتهم مشروع صناعة سينما مغربية أصيلة بمجهودات إبداعية فنية حقيقية تستقطب المشاهد المغربي المتعطش لسينما راقية. في تقديري نحن لازلنا بعيدين عن ذلك بشكل كبير، وسؤالي هو لماذا لم يمتلك المركز السينمائي الشجاعة الكافية لدعم هذا الفيلم إذا كان يستحق ذلك !!؟؟. أختم بالقول ردا على من سيناور بأن دقيقتين مسربتين من الفيلم لا تكفيان للحكم عليه، ببساطة إن المغاربة المتتبعين للسينما ألفوا نوعية افلام نبيل عيوش، وكما يقول أجدادنا "الرسالة يُمكن فهمها انطلاقا من عنونها".وبقى السؤال المطروح بالنسبة لي : هل سيسمح وزير الاتصال مصطفى الخلفي والمركز السينمائي المغربي بعرض هذا الفيلم بالمغرب !! ؟؟.