حاتم إدار: تنظيمي لمسابقة اكتشاف المواهب كان بخلفية رد ولو القليل لمنطقة نشأتي "سيدي البرنوصي"

حاتم إدار: تنظيمي لمسابقة اكتشاف المواهب كان بخلفية رد ولو القليل لمنطقة نشأتي "سيدي البرنوصي"

على خطى العديد من الشباب الذين فضلوا برامج اكتشاف المواهب لإبراز قدراتهم الفنية، سلك الفنان حاتم إدار الطريق نفسه، واختار فرصة "سوبر ستار" التي كانت فأل خير على مشوار تجربته، إذ استطاع أن يكسب تنويه لجنة التحكيم على مدار جميع البرايمات التي مر بها، بما في ذلك إعجاب الموسيقار إلياس الرحباني. بعد ذلك وجد المجال وبرغم صعوبته مقدما له يد الاحتضان، خاصة وأنه كان بمساعدة معجبين، ليس في المغرب بحسب، وإنما بمجموعة من الدول العربية الأخرى. الأمر الذي مكنه من لفت أنظار رجال الشاشتين الكبيرة والصغيرة أيضا، ليتم إشراكه في أعمال تلفزيونية وسينمائية، من قبيل "الزواج الثاني"، و"يما"، فضلا عن فيلم "وليدات كازا" والشريط الطويل "القمر الأحمر". ولم يقتصر نشاط حاتم إدار على هذا الشق في العطاء الفني، بل بادر في الفترة القليلة الماضية إلى دخول غمار تنظيم مسابقة وطنية فتحها في وجه الطاقات الغنائية الواعدة، وهي الخطوة التي اعتبرها محاولة أولى لرد ولو النزر الضئيل من الاعتبار لمسقط رأسه، منطقة "سيدي البرنوصي" بمدينة الدار البيضاء، لما شملته من رعاية وسند لن ينساه مهما حيا. كما أنها، أي المسابقة، مساهمة منه في مساعدة كل من تلمس في إمكانياته الاستعداد للتحليق بعيدا في مجال الغناء، خاصة وأنه مر من التجربة ذاتها، ويعرف حق المعرفة قيمة الدعم عند نقطة الانطلاق. ولهذا اختار عنوان "ماكاينش المشكلة" لتلك المنافسة. عن الكواليس التي صاحبت الأخيرة، وجديده الغنائي، زيادة على وجهة نظره في الأغنية "المعصرنة" الرائجة هذه الأيام، تحدث إدار ل"الوطن الآن"" قبل أن يعود بالحوار التالي:

جميع المتتبعين تقريبا اكتشفوا حاتم إدار من خلال برنامج "سوبر ستار"، لكن العديد منهم يجهل اللحظة الحقيقية التي اكتشفت فيها أنت موهبتك؟

أكيد أن أي برنامج للمسابقات لا يكون سوى تتويج لصقل موهبة خلقت مع الفنان، لذلك فإنني وقبل أن يعرفني الجمهور كانت لي تجارب كثيرة منذ الصغر، حتى دون أن أبغ سن ال10 أعوام. لكن لا يمكنني بأي نسيان اللحظة التي تلقيت فيها اقتراحا من شقيقتي للمشاركة في إحدى المسابقات الغنائية التي أشرفت عليها آنذاك دار الشباب بمنطقة سيدي البرنوصي في الدار البيضاء. وبالفعل استحسنت الفكرة وانضممت لقائمة المترشحين بأداء أغنية "لسه فاكر" لكوكب الشرق السيدة أم كلثوم. فكان الإعجاب من لدن لجنة التحكيم ومعهم الحضور، الذين كان من بينهم بعض أعمدة الفن المغربي أمثال الفقيد عبد النبي الجراري، وعازف العود القدير الحاج يونس، إضافة إلى الإعلامي المتميز عتيق بنشيكر. وقتها أحسست بأنني تجاوزت الحاجز النفسي، وامتلكت مقدمات الاستئناس بالجمهور والخشبة و"الميكرو".

أداؤك لأغنية "لسه فاكر" وأنت لم تتجاوز العشر سنوات ينم عن ميول مبكر لما هو طربي، لكن ما قولك في اتجاهك إلى بعض الأغاني التي تنعت ب"المعصرنة" خاصة وأنها تلقى ردود فعل قوية تتوزع بين مرحب ورافض؟

دعني بداية أؤكد على أن عشقي لما هو طربي مازال متمكنا مني وسيظل، وليس أكثر دلالة على ذلك هو أن ألبومي الأخير يحمل عنوان "طربيات حاتم إدار". غير أن هذا لا يمنع القول بأن ضرورة التعايش مع ما هو رائج، تفرض التماشي مع الموجة الجديدة، التي يجوز الحديث على أنها تختلف عما عرفه ما يسمى ب"الزمن الجميل". لكن بطبيعة الحال شريطة احترام الكلمة المحترمة واللحن الرفيع والأداء المتميز، حتى يمكن سماع المنتوج الغنائي داخل الأسرة دون أدنى حرج. خصوصا وأننا أمام نشأ من الواجب أن نربيه على الذوق السليم، ونعود أذنه على تلقي الأفضل حتى تكبر على خطاه.

على ذكر الحس الفني الرفيع. إلى أي حد وجدت هذا الامتياز في الشباب المنتظر استقبالهم يوم الأحد 12 أبريل في إطار المسابقة التي تشرف على تنظيمها لأجل اكتشاف المواهب؟

من المعلوم أنك اتخذت مؤخرا مبادرة لاكتشاف المواهب الشابة المغربية في مجال الغناء. كيف كانت الحصيلة؟

الحصيلة أكثر من مشرفة إلى درجة فاجأنا العديد من المترشحين بمستواهم العالي، ولا يحتاجون سوى لبعض الاجتهاد وصقل إمكانياتهم. ومما زاد من إعجابي هو أن تلك الأداءات كانت خالصة مائة في المائة، أي دون تقويمات تقنية أو شيء من هذا القبيل، لأنه وكما هو معروف فإن العديد من المغنين تنبهر بصوتهم وطريقة غنائهم على الأشرطة والسيديات، لكن تصدم حين تسمعهم مباشرة "لايف"، إذ يلاحظ فرق كبير بين الحالتين. كما أن هؤلاء الشباب أبدوا ميولا رائعا للأغاني الرائدة، كتلك التي تعود لأم كلثوم أو أديب الدايخ أو وردة الجزائرية أو صباح فخري أو فيروز أو محمد عبد الوهاب، مما ينبئ بذوقهم الراقي. لهذا، أجزم بأن مستقبلا زاهرا ينتظرهم إن أكملوا المشوار بالمزيد من الحرص على العمل الدؤوب والمستمر.

هل كانت فكرة تنظيم هذه المسابقة من دافع شخصي، أم بإيعاز من أطراف أخرى؟

الفكرة من اقتراحي. ولا أعتقد في ذلك شيء غريب بحكم أنني مررت بنفس التجربة، حتى لا أقول بأنها كانت السبب الأول الذي قادني إلى ضرورة مد يد المساعدة لمن يفتقرها من أبناء الشعب. وهنا أود التركيز على الرغبة التي كانت لدي ومازالت في رد ولو القليل القليل مما منحته لي منطقة سيدي البرنوصي من دعم لن أنساه مهما حييت. ففيها ولدت وترعرعت، وبها وجدت السند إلى أن صار إسمي معروفا في المغرب وخارجه

لنعود إلى آخر أعمالك وأسألك عن مضمونه سواء على مستوى الموضوع أو اللحن أو الفئة المعنية به..

الألبوم بعنوان "طربيات حاتم إدار"، ويشمل أغاني طربية من قبيل "خمرة الحب"، و"القلب يعشق كل جميل"، فضلا عن موشحات أيام الماضي، كما يحتوي على أغاني بكلمات مغربية بسيطة حتى تصل لأكبر شريحة، وألحان تم المزج فيها بين إيقاعات مغربية وهندية. وهي للتذكير قطع من كلمات وألحان المهدي موزايين. كما لدي ألبوم "ارتاحو يا حساد" الذي يوجد حليا بين أيدي الجمهور، عسى أن يحظى بالمزيد من القبول الذي لمسته بمجرد طرحه

وماذا عن مشاركاتك السينمائية وبصمتها في مسارك الفني؟

الجميع يعلم ما للسينما من جمهور واسع، ومشاركتي في بعض الأفلام خولتني الرفع من عدد مكتشفي حاتم إدار، ناهيك على أنها كانت قيمة مضافة أغنت رصيدي الفني. أتمنى فقط أن يكون الجمهور استحسن تلك الإطلالة السينمائية.