كما اعتبر ثاباتيرو، في كلمته أن "كرسي دراسات الحضارة الإسلامية وتجديد الفكر الديني" فرصة ثمينة لفتح آفاق جديدة أمام مبادرة تحالف الحضارات التي اقترحها على المجتمع الدولي، وتبنتها الأمم المتحدة في وقت سابق"، موضحا أن "المعرفة والثقافة قوة ناعمة ضرورية في عالمنا المعاصر، لتغيير الصور النمطية وترسيخ قيم السلم والتعايش، خصوصا وأن غرناطة قامت على مر تاريخها بدور جوهري في التفاعل الخلاق بين أتباع الأديان والثقافات". كما ذكر ثاباتيرو في حديثه أيضا، بأن "آلاف الكلمات الإسبانية مشتقة من اللغة العربية"، وأضاف قائلا: "كان للثقافة الإسلامية ألقها وازدهارها، ونحن منتوج لها بشكل أو بآخر، فكثير من القيم الإنسانية التي تحث على التعايش ورثناها من الثقافة الإسلامية، ومن المهم أن يأتي كرسي دراسات الحضارة الإسلامية، ليرسخ ثقافة السلم والتعايش وليجدد هذا التفكير وهذا التواصل والتلاقي في مسار التلاقح بين الثقافتين الإسلامية والغربية". وختم ثاباتيرو محاضرته بالتأكيد على أهمية الإقرار بالتعددية الدينية والثقافية بوصفهما مصدري غنى، وبضرورة احترام الأديان والمعتقدات باعتبار ذلك مطلبا إنسانيا، داعيا إلى إنشاء "مجلس للأديان من أجل السلم" في إطار الأمم المتحدة، تكون مهمته نزع الشرعية عن كل عنف باسم الدين، من خلال إبراز القيم المشتركة بين الأديان، معتبرا أن التطرّف لا دين له، وأن السلم يرتبط ارتباطا وثيقا بالدِّين، ومشددا على أن التطرّف الديني يمكن مواجهته من خلال الدين نفسه، وذلك عبر إبراز القيم الدينية السامية التي توسع مساحات المشترك الإنساني، وتعزز التقارب بين الشعوب والثقافات، وهنا، يضيف ثاباتيرو، تكمن الحاجة إلى "كرسي دراسات الحضارة الإسلامية وتجديد الفكر الديني".