من المفارقات الصارخة التي تتكرر كلما حلت كارثة أو مأساة إنسانية، هو أن أوروبا تنتفض ضد ما صنعته هي بأيديها.. فالكوارث التي تحل بالمهاجرين السريين الأفارقة أسبابها الرئيسية كامنة في ما يفعله قادة أوروبا في العديد من الدول الإفريقية من نهب خيراتها وتمزيقها شر تمزيق، ولا أدل على ذلك ما يقع اليوم في ليبيا والصومال والنيجير... بتدخلاتهم الوحشية التي تدفع الأفارقة إلى خوض غمار المخاطرة في أعماق البحار هربا من الحروب والمجاعات.. يفعلون هذا ويصنعون المآسي، ثم ينتفضون لتوجيه اللوم (إلى من؟) وإيجاد الحلول.
إذ على خلفية الأحداث المتلاحقة وفاجعة غرق سفينتين "باتيرا" اللتين كانتا تحملان المئات من الأشخاص بعرض السواحل الإيطالية، يعلن رئيس الاتحاد الأوروبي "دونالد توسك" عن عقد مؤتمر استثنائي لهذه المنظمة الأوروبية يوم الخميس المقبل 23 أبريل الجاري، وذلك بناء على طلب من رئيس الحكومة الإيطالية "ماتيو روزي". مضيفا، في تصريح له يوم أمس الاثنين، بأن القمة التي ستجمع 28 من رؤساء الدول والحكومات أعضاء الاتحاد الأوروبي، ستعالج ظاهرة تدفق الهجرة السرية نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، والتي صارت إيطاليا بوابتها الأولى، كما ستبحث عن الحلول الجذرية لهذه الظاهرة مع اتخاذ التدابير الضرورية العملية لتطويقها.