انقطعت أخباره منذ مدة طويلة وغاب عن شاشة التلفزيون وخشبات المسارح وبلاطو الإذاعة. سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يشتغل هناك في إذاعة صوت الجالية بالعاصمة واشنطن، وهي إذاعة موجهة لكل العرب عبر الإنترنت. يقول إن بعض الفنانين يروجون أنه "هارب بالشيكات". كما يوضح أن شخصا ما اشترك معه في مشروع إنتاج فيلم عنوانه "مافيوزي"، يفيد أنه سلمه مبلغ 50 مليون سنتيم، مُضيفا أنه ابتزه بعد ذلك بـ "شيك ضمان"، فتوالت شيكات الضمان من لدن "محمد عزام" وتسببت في إقحامه في مشاكل كبرى على يد شريكه، إذ يقول أنه شتت عائلته وكان سببا رئيسيا في معاناته.. في هذا الحوار يبوح "محمد عزام" المعروف بـ "بهلول" بأسرار خصَّ بها موقع "أنفاس بريس". تنشر لأول مرة حول حياته الخاصة ومساره الفني.
+ طال غيابك عن الأعمال الفنية التلفزيونية والمسرحية والإذاعية المغربية. فهل المانع هو سفرك للولايات المتحدة الأمريكية؟
- أقولها بصراحة لسنا نحن الغائبين، بل الأجواء والظروف التي يقاس فيها غياب الفنان هي من غابت وغيَّبَت معها الحيوية والنشاط والعطاء.
+ العديد من المتتبعين لمسيرتك الفنية لم يفهموا سر سفرك المفاجئ للاشتغال بالخارج، وهناك من ربطها بمشاكل متعلقة بالشيكات، فما ردك على أصحاب هذا القول؟
- سبب هجرتي، بكل بساطة، ليس كما قال بعض الفنانين سامحهم الله. ولن أرد عليهم لأنني سبق وأن كنت من المفتخرين بهم وبفنهم، رغم أن الناس لا يطيقون حتى رؤية وجوههم. كنت أقدمهم في برامجي الإذاعية دون خلفيات أو اختلافات، لكنهم الآن يرددون سبب هجرة "محمد عزام" أنه "هارب بالشيكات". عن أي شيكات يتحدثون وهم لا يعرفون حتى نوعية عملي؟.. أقول لهم من هذا المنبر: اشتقت لكم وإلى برامجكم الخاوية، وأستسمح لهم فلم يكن لدي وقت كاف كي أجلس معهم في مقاهي "هريد الناب" والنميمة لأنني كنت أبدع في الإشهارات والجولات الفنية داخل وخارج المغرب.
+ إذا لم تكن الشيكات هي السبب، فما السبب الحقيقي الذي دفعك للهجرة نحو بلد يبعد عن الوطن الأم بـقرابة 5739.84 كيلومتر؟
- الجواب الحقيقي هو أني تعبت وشبعت وأصابني ملل التفكير في مستقبل الفن في المغرب. كنت كلما ألتقي بشخص أو مجموعة تجدهم يشتكون، وآخرون يحسدون، وآخرون يتلاعبون. إذن كي لا تضيع مواهبي، التي باتت تنتقل من هنا إلى هناك، وجدت نفسي أكتب وألحن وأغني وأرقص وأمثل وأجول وأطرق الأبواب للحفاظ عن استمراريتي. لكن لم أجد سوى التلاعب والحسد والغيرة، وفي الوقت نفسه كنت دائما أتساءل: ألا يحق لي أن أبحث عن مستقبل يخدمني ويخدم أسرتي؟؟ إذن وجدت أن الحل بالنسبة لي هو السفر واكتشاف فضاءات أرحب.
+ لماذا وقع اختيارك على الولايات المتحدة الأمريكية بالضبط؟
- سافرت لعدة دول عربية وغربية، فوقع اختياري على الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت نيتي (وأقسم بالله) فقط زيارة زوجتي التي كانت تلد في أمريكا، بمعنى سافرت لأغير الجو وفي الوقت نفسه أسجل طفلتي هناك باسمي. كما سافرت بعد ذلك إلى كندا لأقدم حفلا هناك. ثم رجعت إلى أمريكا كي أودعهم لأعود لبلدي، لأن الحنين كان دائما يغلب علي. لكني تفاجأت بأن شخصا دفع شيكا للبنك في اسمي للسحب، كنت قد سلمته له على سبيل الضمان.. حدث هذا قبل أسبوع من قرار رجوعي إلى المغرب.. فضحكت كثيرا وفهمت أن الله يريد لي البقاء، لأن مثل هؤلاء الأشخاص وما أكثرهم عندما ينجح الفنان يبحثون له عن معيقات.. ومن ضمنها قضية هذا الشيك الذي عندي معه قصة ولا أبالي بها.. لكن أبشر الجميع أنني إذا فكرت في الرجوع غدا سأدخل للمغرب و"راسي مرفوع". قيمة الشيك ليست باهظة 34 مليون سنتيم، سأدفعها و"مريضنا ماعندو باس"، وبسرعة ستجدني هناك أكرر أخطائي في التسيير.. لكنني أخرت كل هذا واستجبت لله في حكمته، والحمد لله لدي وقت أكمل دراستي لأحصل على "ديبلومي"، وسأتركه مفاجأة كي يبارك الله فيه. أنا الآن أربي أبنائي أحسن تربية، وظروف عيشهم سليمة، وأظن أن هذا هو أجمل استثمار سأسعد به.. و في القريب إن شاء الله سأدخل لبلدي للزيارة فقط، ثم أرجع لإتمام خطواتي التي بدأتها هنا.
+ وما حكاية الشيك الأول؟ وما هي ظروف تسليمه للشخص الذي ذكرته؟ وما هي العلاقة التي كانت تجمعكما؟
- ليس علي حكم جنائي ولم يسبق لي أن دخلت حتى مخفر شرطة في المغرب. كل ما في الأمر أني فكرت في إنتاج فيلم سينمائي، اسمه "مافيوزي" مع المخرج مراد الخودي، إذ كنت أملك بعض المال، فطلب مني شخص أن يشارك في الإنتاج، قدم لي مبلغ 50 مليون سنتيم، وأخذ مني شيكا كضمان، رغم أنه شريك في الإنتاج، كنت مضطرا للقبول، لأني كنت قد بدأت التحضيرات والاستعدادات.. إذن ما ذنبي أن يدفع شخص شيكا في اسمي وأنا في أمريكا. في رمضان 2011 كنت مسافرا لأداء مناسك العمرة، فتفاجأت بالشيك الضمان بمبلغ 50 مليون مدفوع للبنك في ذمتي بدون رصيد بطبيعة الحال، رجعت من المطار دفعت له مبلغ 16 مليون سنتيم مقابل التنازل والصبر لبعض الوقت، لكنه ابتزني وابتز أسرتي "فاللهم خذ حقنا منه" لأنه زعزع أسرتي وشتت أفكاري. المشكلة في بلد مثل المغرب الحبيب يؤمن بالشيك أكثر من قضيته وسبب إعطائه وظروفه، وهو أمر يجعل الإنسان دائما متخوفا.
+ لكن، أنت تعلم أن الشيك ضمان ممنوع قانونا؟
- طبعا. لقد كنت مضطرا لتسليمه الشيك، وكان قصدي أن نعمل سويا بحسن نية، أتعرف ماذا فعل هذا الشخص؟ قبل أن يتنازل عن دعوة الشيك أخذ مني ثلاث شيكات متفرقة بمبلغ 20 مليون سنتيم و20 مليون سنتيم و10 مليون سنتيم. ثم أخذ من أخي شيك ضمان بمبلغ 50 مليون سنتيم، ومن زوجتي شيكا بمبلغ 50 مليون سنتيم أيضا، كل هذا ضمان في بلاد تسمح بالضمان. مقابل مبلغ خمسين مليون سنتيم أصبح يملك 150 مليون سنتيم كشيكات ضمان. المهم تنازل عن الشيك، وأعطيته 16 مليون سنتيم، وطلبت منه تمزيق شيك في اسم زوجتي لأنها امرأة ولا دخل لها، وفعلا مزق الشيك.
+ انتهت الأمور بخير إذن؟
- لا.. للأسف احتفظ بشيك أخي 50 مليون سنتيم وثلاث شيكات بقيمة 50 مليون سنتيم. المهم تحاورت معه دون جدوى لأنه استغل ظرف الشيك. أخذت منه الشيك بقيمة 20 مليون وبقي عنده كضمان شيك بـ 30 مليون سنتيم وشيك أخي بـ 50 مليون سنتيم. أنا سافرت لسبب سبق أن ذكرته، زوجتي كانت تلد بأمريكا، والمشاركة في حفل بكندا، عندما كنت راجعا أخبروني أنه دفع شيك 30 مليون سنتيم للسحب، إذن ما عساي أن أفعل مع شخص مبتز لا ثقة فيه، والكارثة أنه بعد مدة دفع حتى شيك أخي 50 مليون سنتيم، فما ذنب أخي المسكين؟ إذن أريد منكم أن تقرروا وتفصلوا، بعد أن سلمته 16 مليون سنتيم لم يبق في ذمتي لصالحه سوى مبلغ 34 مليون سنتيم فقط، لكن هذا المبلغ أصبح كبيرا جدا بسبب ابتزازه لي ولأسرتي. والحمد لله كل ما وقع فيه خير لأنه رغم أنني لم أكن أرغب في المكوث بأمريكا اضطرت لذلك، وهذا كان فيه خير علي وعلى أسرتي، إذ أني أدرس وأعمل وأربي أبنائي في ظروف جيدة، وماض في طريق الفن على المستوى العربي في انتظار ضبط اللغة الإنجليزية لكي أنطلق إلى العالمية. لما لا.. إن شاء الله.