فتاح بوهو "غيواني" مسكون بفن المسرح وبشعر الزجل إلى أخمص قدميه، عاشق للحرف وتلاوين القصيدة، "سارح الكلام والمعاني" ينحت شعره من تفاصيل وعمق المعيش وهامش اليومي المنفلت من براثين التنميط والتسطيح والمدثر برائحة التراب ونبع الماء، الشاعر صاحب ديواني "راس الوقيدة" و"اهظر يانايا اهظر" (عبارة عن مخطوطات) والشاعر حميد بوكري المتيم بشعر الفصيح المتمرس في دروب اللغة، دكتور الأدب العربي الذي يزاوج بين الإبداع الشعري والدراسات النقدية في الشعر، نذكر هنا كتابه المنشور تحت عنوان "تجلية في بنية اللغة الشعرية عند أبي الطيب المتنبي" إلى جانب عدد من قصائده الشعرية والإبداعات النثرية غير المنشورة...
الشاعران بوهو وبوكري حلا معا في ضيافة ناديي "الكتابة والإبداع" و"الصحافة والإعلام" بالثانوية التأهيلية لسان الدين بن الخطيب بمقاطعة تابريكت بسلا على هامش تخليد اليوم العالمي للشعر الذي يصادف 21 مارس من كل عام، وبين قراءات شعرية بلغتي الفصيح والزجل وترانيم موسيقية على آلات "العود" و"الهجهوج" و"القيتارة" سافر الحضور داخل فضاء المكتبة المدرسية في تلاوين وبحور الشعر الألقة مأخوذا بحرارة تجل شبيه بمبارزة شعرية بين تيارين إبداعيين في اللغة، متوحدين في إنطاق نبض الكلمات وتوهج الحروف.. وزاد في إذكاء الحرارة قراءات لقصائد شعرية دبجتها أخيلة تلميذات وتلاميذ بالمؤسسة دليل على بلوغ عدوى الشعر إلى الناشئة في إمكانية لتطوير ذائقتها الجمالية، كما قرأ تلاميذ آخرون في الاحتفاء ذاته قصائد في شعر الزجل من ديوان "تراب المعاني" للشاعر الزجال الغائب/ الحاضر إدريس المسناوي أمغار، الذي درس لسنوات بالثانوية المذكورة إلى حين إحالته على التقاعد..لتصير تلك اللحظات لحظات تحليق آسر في رحاب الشعر واقتراب جميل من همس الحروف ووهج القصيدة..