أكد خبير اقتصادي جزائري، أن الفساد "يضرب أطنابه اليوم في الجزائر" وأنه "فاق كل المستويات". وقال كاتب المقال فارس مسدور، في مقال نشرته، اليوم الاثنين صحيفة "العربي الجديد" اللندنية الناطقة بالعربية، أن "الفساد في الجزائر فاق كل المستويات، وأنه لم يبق محصورا في فئات محدودة ومعينة بذاتها، بل شمل كل المستويات، بما في ذلك قطاع الأشغال العمومية"، مستدلا على ذلك ب"الطريق السيار في الجزائر، الذي يعتبر سعر الكيلومتر الواحد فيه الأغلى في العالم، وهذا بسبب الفساد الذي ينخر القطاع" على حد قول الخبير الجزائري، ويضيف الكاتب، أنه تم إنجاز عدد من المشاريع الكبرى خلال الخمسة عشر سنة الماضية، بتكلفة فاقت 800 مليار دولار، معتبرا أنه "من الصعب التصديق أن هاته الأموال العمومية الضخمة والخيالية تم صرفها على هاته المشاريع، في وقت لا نلمس فيه أي تغيير يذكر على أرض الواقع".
ومن مظاهر الفساد الأخرى المستشرية في الجزائر، يشير الكاتب إلى واقع بعض المستشفيات التي تم بناؤها، "لكنها بقيت هياكل دون روح، ومرافق دون أطباء، وخصصت لها الميزانيات الضخمة التي أكلت أموالا طائلة في تجهيزات لا يستفيد منها المواطنون" مبرزا أن هذا الواقع ألحق "الضررالشديد بالوضع الصحي للسكان نتيجة الفساد العظيم الذي ضيع قطاع الصحة في بلادنا، خاصة مع بروز القطاع الصحي الخاص الذي ظهر كبديل فإذا به يصبح الحليف الأول لأولئك الفاسدين الذين دمروا الصحة في بلادنا". وعزا الكاتب الوضع الصحي المتدهور في بلاده، أساسا إلى الفساد الذي ينخر الجهاز الإداري للبلاد، والذي - قال - إن من تداعياته، القرار الذي اتخذه المسؤولون بالجزائر مؤخرا، والقاضي بإحراق الأدوية المتقادمة، في وقت تعاني فيه المستشفيات خصاصا مهولا في هذا المجال" معتبرا أن هذا الوضع يجسد "الفساد في أبشع صوره."