نشر الشاعر عبد الله بن ناجي وجهة نظر تخص "الانسحاب" الجماعي لـ 15 كاتبا من اتحاد كتاب المغرب، متسائلا عن جدوى هذه الاستقالة، وعن شعارها المتضمن في عبارة "نحن قادمون". في ما يلي نص وجهة نظر الشاعر بن ناجي:
"أتابع مسيرة الاتحاد منذ ما يزيد عن عشرين سنة، ووجهتُ غير ما مرة نقدا صريحا وبناء لآليات اشتغاله؛ كانت إحداها قبل ثمان سنوات (بتاريخ: 21 أبريل 2007) في رسالة موجهة إلى عبد الحميد عقار نُشرت بالملحق الثقافي لجريدة "المنعطف" ضمن زاوية أسبوعية عنونتها بـ: "رسائل متأخرة".. لم يلتفت أحد إلى ما جاء فيها، ولا إلى ما جاءت به أصوات ارتفعت في فترات زمنية متباعدة، حاولت جاهدة تصويب مساره.
لكن السؤال الذي يحضرني ويستمد مشروعيته من جميع الانتقادات السابقة في وجودها عن هذه التي ترتفع الآن: لماذا حظي هذا الانسحاب الجماعي، وما رافقه من انتقادات باهتمام واسع على غير العادة؛ هل لأن المنسحبين قاماتهم أطول، أم لأن الانتقادات اليوم اتخذت طابعا جماعيا، ومن داخل الاتحاد ذاته؟ ثم لماذا كانت استقالة الشاعر عبد الرحيم الخصار رئيس فرع أسفي (وغيره) فردية، ولم تُدرج ضمن لائحة الخمسة عشر؟ هل انتفى التنسيق، أم أن الشاعر عبد الرحيم الخصار جيل آخر لا ينتمي لجيل هؤلاء؟ ثم إن بعض الأسماء التي تضمنتها لائحة المنسحبين، أعلم ويعلم كثيرون أنها صنيع أحزاب وصنيع الاتحاد نفسه، وقد كانت إلى عهد قريب، وما زالت، تمارس وتكرس فكر الإقصاء تجاه الجميع خارج دائرة (النخبة)..
أعتقد جازما أن الأمر صراع يصب في اتجاه رأس المائدة.. ثم ما معنى شعار: "قادمون".. قادمون إلى أين؟ إلى داخل الاتحاد أم خارجه؟ إن كان خارجه، فلا شك أن مقترح إطار بديل يلوح في الأفق، وهنا أعتقد أن الأمر لا يعدو أن يكون سعيا لعود على بدء.. سعيا لتكرار تجربة الفساد والتقوقع على الذات، وإقصاء الآخر باسم الكتابة بعيدا عنها، ولست، هنا، ممن يتحامل على أحد، ولكنني أحمل قناعة تصل حد اليقين، مفادها أن من مارس الإقصاء، وتكبر وتجبر وتواطأ باسم الكتابة ضدها، وخالطت دماؤه دم الفساد الثقافي، يستحيل أن يُشفى من مرض الوهم العضال، ولن يُنتج إلا إطارا ينخره الفساد ومزيدا من التعالي والغطرسة الواهمة التي لا تمت للإبداع والكتابة بصلة..
لست عضوا، بعدُ، في اتحاد كتاب المغرب، ونشرتُ انتقادات لمسار اشتغال الاتحاد على صفحتي بالفيسبوك، كان آخرها موجها للمناظرة الوطنية حول الثقافة المغربية، عن مكانها وجدواها، يبدو أنه لم يُعجب إلا قليلا من الأصدقاء لم يزد عددهم عن العشرة، ولا أستسيغ طريقة عمل الرئيس الحالي للاتحاد: عبد الرحيم العلام.. لكنني في المقابل لا يمكن أن أصفق بنوع من البلادة لكل المبادرات والتحركات التي تناهض الاتحاد باسم البياض، وبعض أركانها مليئةٌ سِيَرُهم بالسواد.. ومن لديه فهم آخرَ لما سبق القول به أكون ممتنا إن سرد علي ملامح تصوره، علّي أحظى منه ببعض بيان"..