سعيد زربيع: جائزة اتحاد كتاب المغرب تتويج لمنطقتي الصحراوية المنسية بين أمواج البحر وكثبان الرمال

سعيد زربيع: جائزة اتحاد كتاب المغرب تتويج لمنطقتي الصحراوية المنسية بين أمواج البحر وكثبان الرمال

فاز الزميل سعيد زربيع، بجائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب، ضمن رواية "أوزيوالت".. في هذا الحوار يسلط زربيع الضوء على هذه المنطقة التي تقع في تراب إقليم بوجدور، وكيف تشكل فضاء للتعايش القبلي والعرقي...

+ من هو سعيد زربيع؟

- رأيت النور في مدينة بوجدور سنة 1986، حاصل على الإجازة في علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة القاضي بمراكش، حاصل على دبلوم معد ومنتج في الإعلام من معهد الاتصال وعلوم الإعلام بمراكش سنة 2008، أتابع دراستي حاليا في الإجازة المهنية للتحرير الصحفي، بجامعة ابن زهر بأكادير. اشتغلت صحافيا في عدد من المنابر الإعلامية الوطنية، ومدير نشر وتحرير لمجلة "صوت الصحراء"، والآن صحفي منتج في وكالة صحراء ميديا بالرباط، ومراسل قناة "ام بي سي"في عدد من اللقاءات والمؤتمرات الدولية، بالإضافة إلى مراسلة وكالة الأنباء الإفريقية القسم الفرنسي، ورئيس تحرير بالقسم العربي لذات الوكالة..

+ كيف تم تتويج رواية "أوزيوالت" بجائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب؟

- لمن لم يسمع ب "أوزيوالت"، فهي منطقة تقع جنوب مدينة بوجدور بحوالي 17 كيلومترا، وهي منطقة بحرية وصحراوية في الآن ذاته، منطقة تتميز بمؤهلات طبيعية ومناظر ساحرة، وغنية عن أي وصف.. فمهما حاولت لن أوفيها حقها، زيارتها وحدها كفيلة بذلك. وحرصا مني على التعريف بهذه المنطقة على الصعيد الوطني ولما لا العربي والدولي، كان اختيار عنوان الرواية تيمنا بها، والتي تدور غالبية الأحداث بها ومن حولها.. أحداث تختلف باختلاف شخصياتها الذي وضعت، في مخيلتي، لكل واحد منها بصمة خاصة، مخالفة لغيرها، وإن كان الهدف الإنساني هو من يطبعها ويطغى على تصرفاتها..  وللأسف الشديد فالمنطقة تعاني التهميش شأنها شأن غالبية المناطق بالجنوب التي باستطاعتها، إذا ما توفر الاهتمام، أن تكون مزارا دوليا لما تتمتع به من سحر طبيعتها."أوزيوالت" منطقة عشت فيها ذكريات طفولة كلما حلت عطلة مدرسية آنذاك، شغفي بها وعشقي لنسيمها وأمواجها ورمالها جعلها تسكنني حتى اللحظة، مشاعر طالما استفزت قلمي لأكتب وأعلق، إلا أن تأجيل ذلك طغى على رغبة الكتابة بحكم انشغالات شخصية وفي العمل، تحديت كل هذا ذات ليلة فبدأت، فكان نتيجته"أوزيوالت"، تلك الرواية التي تمنيت، وإن كانت أحداث الرواية واقعا متخيلا، إلا أن وصف المكان بعيد كل البعد عما هو خيالي.

+ كيف تصف تتويجك بهذه الجائزة؟

- أعتقد أن تتويجي بجائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب لهذه الدورة، صنف الرواية، وهو شرف أضعه تاجا فوق رأسي، لهو تتويج في حد ذاته لتلك المنطقة الصحراوية المنسية بين أمواج البحر وكثبان الرمال، هو نفض غبار علاها منذ سنين، لتطفو وتعلو ولو لأول مرة.. فأهل الشمال المغربي لا يعرفون الكثير عن مناطق الجنوب، ولا ما يقع برحاها من أحداث، وهي مناسبة للاطلاع عن قرب على نموذج من هذه المناطق عبر صفحات الرواية، وهي دعوة علنية أيضا للجميع للوقوف على مناظر المناطق الصحراوية.. "أوزيوالت" هي فضاء للتعايش أيضا بين مختلف أطياف المجتمع، بغض النظر عن الانتماءات الإقليمية والقبلية والعرقية والإديولوجية والدينية، هي تحد لرواسب بعض من الماضي السلبي، هي قصة حب وحياة وموت..

+ هل هناك مشاريع روائية مستقبلية؟

- أعتبر "أوزيوالت" فاتحة مشوار أدبي، سأحرص بتوفيق من الله ألا يتوقف.. صحيح أن سهام الناقدين والمنتقدين السلمية والبناءة ستوجه إليها، وإلا فما فائدة عمل أدبي بدون توجيه، خصوصا أنها أول عمل روائي شخصي لي، قد يحمل الخطأ كما الصواب.. وأصدقك القول هنا إن قلت أنني راجعتها مرة واحدة بعد الانتهاء من كتابتها، ورفضت أن أكرر ذلك لسبب واحد وبسيط أنه في كل مرة سيظهر لي تعديل ما بين صفحاتها، وإذا أضعت الوقت في التعديل فلن تخرج للوجود أبدا، ولن أفكر فيما هو قادم، سأظل حينها حبيسها وفقراتها.. سأحرص إن شاء الله، أن أتجاوز كل ما يمكن أن أعتبره أخطاء في القادم من الإبداعات، وسأحرص أيضا ألا تتوقف هذه المسيرة بكتابات جديدة قد يكون لها إمتاع من نوع خاص..

+ ما هي رسالتك للمسؤولين من وراء هذه الرواية؟

- من خلال منبركم المحترم هذا، أدعو المسؤولين إلى ضرورة إحياء "أوزيوالت" التي ولدت ميتة، إحياؤها بتعميرها، والتعريف بها، وإعطاء فرص لشباب المنطقة العاطل، الذي لكل واحد منهم حكاية فيها، أن يستثمر فيها.. أدعو إلى دعم شباب المنطقة الذي يتمتع بمؤهلات خارقة، وأفكار بناءة، هم أهل لتتاح لهم الفرصة لذلك... وأشكر في الأخير كل من ساندني فترة كتابة مولودي الأدبي هذا، الذي أهديه إلى روح جدي الطاهرة "مربيه ولد يسلم ولد الفاضل"، والوالدين أطال الله في عمرهما... أشكر لجنة تحكيم اتحاد كتاب المغرب على ثقتهم التي وضعوها في الرواية... وأشكر زوجتي التي طالما كانت سندا لي ليال كتبت فيها صفحات هذه الرواية.. .أشكر صديقي الاعلامي الرائع "سعيد زعواطي" على توجيهاته وإرشاداته، وليس أخيرا أشكر أستاذي الكبير "محمد مطيع" منبع العطاء الذي لا ينضب.. أول من دلني على طريق الصحافة والأدب..