لا أحب مقولة "لا مقارنة مع وُجود الفارق"، لكنني اضْطَرَرْتُ للاقتناع بها مع متابعة تفاصيل جلسة التعذيب الطواعية للناطق الرسمي للحكومة أمام صحفي قناة أوروبا 1، فِعلا أحسست برغبة قوية للصراخ بملء حنجرَتي: "أنك لا تُمَثِّلُني"، هل هذا واضح؟
ما زِلت أتذكَّرُ الحوارات الصاخبة للحسن الثاني مع القنوات الأجنبية، نصل مع الرجل إلى قمة الصراع والتناقض نظرا لاستفراده بالحُكم المطلق، لكنك تُضْطَرُّ أيضا لاحترام تمكنه من ناصية اللغة الإعلامية، فالبلاطو، يتطلب حِنْكَةً خاصة، فبئس الفريق الذي أعدك لمهمة فاشلة، هل هذا واضح؟
حضرة ناطقهم الرسمي، كم كان حرِيّا بِكَ، رَأفة بنفسك قبل آذاننا أن تتكلم بلغة عربية سليمة، فَلْيُضْطَرُّوا للجوء للترجمة الفورية، من المُؤسف في زمن عولمة الصورة أن يظن المُتَلَقي البعيد أنك تتكلم باسم بلد مثل المغرب، أبناؤه أحسن الناطقين باللغات الأجنبية بشهادة بلدان احتضانهم، هل هذا واضح؟
هل تظن، مع وجود الفارِقِ، أن عنترياتِك المُفبركة في بلاطوهات الجزيرة، "المَخْدومَة" سَلَفاً، بأسئلة مٌعَدَّةٍ على المقَاسِ، كما يَفْعَلُ بعض ناقِصي الذِّمة هاهنا، فينبري ناطقهم بإسهال أرقامه المَحفوظة، والمَطْعون في صِدْقِيتها من طرف أهل التخطيط الرسمي أيضا، سَتنْفَعك، كم تكون السَّقطة مُدَوِّيةً حين تصبح أمام إعلام احترافي يكشف عورة ضُعفك التواصلي واللغوي، وتسقط ورقة التوت المصطنعة مخزنيا، هل هذا واضح؟
فعلا، 12 دقيقة في الجحيم، عنوان معبرُ عن حالة اضمحلال إنساني، عرَقُ من كل جانب، تلعْثُمُ متكرر، أخطاء لُغوية بالجملة، تَهالُكُ على الكرسي، حركات غير مُتوازنة، اختلال في التنفس، إبهام في إيصال الفكرة، تفاجُؤُ من أسئلة غير متوقَّعَةٍ، للأسف فاسم المَغرب يُتَداوَلُ في الجلسةِ، نحتاج فِعلا لطبيب نفسي بدل مُحَلِّلٍ سياسي، وأكيد أن السؤال الأخير للصحفي: "هل أنت سعيد!" مَسَّ عُمق المشكل، فلا مضمون للنقاش، هل هذا واضح؟
حول بشار وسوريا لا جواب، حول الحموشي والتعذيب لا جواب، حول الوسام المُفاجئ للقصر لوزير الداخلية الفرنسي لا جواب، حول الحقيقة و العدالة نصف جواب.
رسالة لِأَطْقُمِ الإعداد لمناورات الحُكْمِ: الكاريزما وقوة الإقناع لا يسقطان من السماء، إنها مسألة مبدأ وبروفيل شخصي.
إِنَّكَ لا تُمَثِّلُني!!! أَطْقُمُهُ لا تُمَثِّلُنِي !!!