عبد الفتاح بوهو اسم شاعر زجال ينحت قصيدته من تلاوين عمق الحرف والكلمات المنفلتة من تجارب المعيش واليومي، المتأصلة والمتمفصلة في تجاويف "القاع المغربي" وفي تضاريس الهامش النابض من الحياة.. هو زجال يفضل كثيرا الانزواء والتواري إلى الظل، زاهد غير متهافت على الأضواء وخطابة المنابر.. ولعل الدليل على ذلك هو أن دواوينه الشعرية الزجلية ما زالت إلى اليوم عبارة عن مخطوطات مرقونة بخط اليد وغير منشورة طباعة مثل ديوان "راس الوقيدة" وديوان "اهظر يانايا اهظر".
الزجال بوهو الذي رأى النور بسيدي بنور في عمق دكالة و"تقولب" (بتعبير الزجال أحمد المسيح) في مدينة سلا على ضفاف نهر أبي رقراق، كانت بدايته الأولى على درب الفن المسرحي كممثل رفقة الراحل محمد تيمود في عدد من الأعمال المسرحية وعبد الكريم برشيد والمرحوم عبد الله أوزاد، ليخوض بعدها تجربة الكتابة الدراماتورجية من خلال" كناش المعاش" و"سارح الزمان" عن ديوانين زجليين للشاعر إدريس المسناوي أمغار (المسرحيتان هما أيضا عبارة عن مخطوطتين)، هذا موازاة مع انكبابه المتواتر على الكتابة الزجلية وانشغاله بالهم الثقافي..
يقول الزجال بوهو في قصيدة قصيرة بدون عنوان تحتفي بالكتابة:
ماناش خوك/ف الحرفة/حتى نكون عدوك../أنا خوك ف الحرف/وغانبقى خوك"..
عبد الفتاح بوهو انتبهت إليه بذكاء واعتراف جميل جمعية مهرجان سوق الأربعاء الغرب، وهي تستضيفه في تكريم يليق به ضمن فعاليات الدورة الثانية، التي تحمل اسمه، من "المهرجان الوطني للزجل"، والتي ستقام أيام 6 و7 و8 مارس بعنوان "خيمة الحروف" تحت شعار" زجل يرقى بالقصيدة وبالإنسان"، وتحتضن حلقاتها قاعة العروض بثانوية سيدي عيسى، بمشاركة أسماء زجلية من الجنسين ومن مدن مغربية مختلفة..
وفي قصيدة أخرى أيضا بدون عنوان يقول: "مات الكلام/والكلمة/هزات معانيها/مالقات/غير بياض الورقة/ وبه شدات حق الله/ والحرف/ اتحاز حداها/ يسول/ آش بكاها/ امهبط نخسة/ ونخسة امطلعاه/ كالت/ باكية على الحق/ اللي/ ف اطريق الباطل/ ازهق/ واش/ ندوي وانغوت/ وللا/ انزم وانسكت/ وانكول/ هذا ما اعطى اللهّ"...
يشار إلى أن الدورة الأولى للمهرجان الوطني للزجل بسوق أربعاء الغرب كانت قد حملت اسم الزجال المعروف أحمد المسيح..