لكن غير المقبول هو أن يغلق لقجع الباب الخاص لخروجه من القاعة، بعد أقل من 5 دقائق استغرقها في تلاوة بلاغ حول اجتماع بعض أعضاء المكتب التنفيذي لجامعة كرة القدم مع عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة على خلفية إساءة هذا الأخير لنادي الوداد البيضاوي، وقبل أن يغلق لقجع الباب وراءه، أغلق أيضا أفواه الزملاء الصحافيين، إذ لم يترك لهم فرصة الاستفسار عن هذا اللقاء وحيثياته، وهو ما علق عليه بعضهم، بأنه كان الأولى أن يكتفي بإرسال البلاغ عبر الفاكس أو الإيميل لوسائل الإعلام دون تكبيدهم مشاق وعناء كل هذه التنقلات وضياع الوقت، فيما علق آخر بأن لقجع يخالف تماما أتعاب المحامين السويسري الذي يتولى مهمة الدفاع عن جامعة كرة القدم أمام محكمة التحكيم الرياضية الدولية، فيما يخص العقوبات المالية التي فرضتها "كاف" على الجامعة وحرمانه من المشاركة القارية لدورتين، إذ أوردت تقارير إعلامية أن المحامي السويسري سيتقاضى ما مجموعه 800 ألف يورو أي ما يعادل مليار سنتيم، ولأن الزمن مهم عند الأوربيين فإن هذا المحامي يحتسب أتعابه للساعة بما يعادل 500 يورو أي قرابة 88 درهما للدقيقة، ولأن الزمن المغربي متمدد ولاقيمة له عند الرئيس لقجع فإن ضياع 4 ساعات من أجل الاستماع لخطابه في خمس دقائق عادي.. وبالعودة لمضمون البلاغ الذي تلاه لقجع، فقد أوضح أن النسيج الكروي تعرض في الآونة الأخيرة لوقائع كادت أن تعصف به، فداخليا نشبت تجاذبات سياسية تسببت فيها تصريحات بنكيران حول فرق الوداد البيضاوي، وخارجيا هناك العقوبات التي قررتها الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، داعيا في نفس الوقت لتقوية الصف الداخلي من أجل مواجهة كل التحديات، حيث تم عقد لقاء بين المكتب التنفيذي للجامعة مع رئيس الحكومة بنكيران، يوم أمس الثلاثاء 17 فبراير الجاري، تدارس فيه الطرفان حيثيات هذا التجاذب السياسي في كرة القدم، وبأن الهم الأساسي كان هو تهدئة جميع الأطراف وعدم الزج بكرة القدم في الصراعات الحزبية، كما تم الاتفاق على أن تتكلف الجامعة وتسخر جميع إمكانياتها من أجل رصد كل اختلال من حيث استغلال المجال الرياضي في الاستحقاق الانتخابي المقبل، وذلك ضمن حفظ كرامة مسيري الأندية الرياضية، وصيانة حرمة الملاعب الرياضية، مؤكدا أن الجامعة بأجهزتها هي المكلفة بتدبير كرة القدم باستقلال تام عن كل سلطة أو هيئة.. يذكر أن رئاسة فريق الوداد البيضاوي راسلت رئيس الجامعة منذ أسبوعين، واصفة تصريحات بنكيران بوجود بلطجية في النادي الأحمر بمثابة تدخل سافر في الشؤون الداخلية للنادي، ملتمسة من الجامعة باتخاذ إجراءات صارمة نتيجة ما اعتبر إساءة لوداد الأمة.