الزكي باحسين: ديالي كبير عليك.. من الحكومة الملتحية إلى الحكومة المُسْتَقْحَبَة

الزكي باحسين: ديالي كبير عليك.. من الحكومة الملتحية إلى الحكومة المُسْتَقْحَبَة

فِي مَكَانِ جَامِعِ

وزمن ليلة

لَيِلاَكَ أنت

وصلاتك ردة

أحِد عن المطايا

واركب بَغِيةً

فمسيرتك بين النهد والسُّرّة

وأتباعك من قيْس وبني مُرَّه

فلا يَبَّا لك

ولا وَيْحاَ

فَمُذْ بايعوك قالوا: سلاما

ومذ بايعوك قالوا: لا مَلامَا

فلا ملامة على من هجم على زعيمة الجرار. "حْنْحَنْ ؤُلاحْ اللّْجامْ"لما حَازَبَتْهُ بثقيل الكلام. وقد كان أمامه-وهو المسلم المحافظ-التأسي برسول الإسلام الكريم، والذي كان، فيما حدث عنه ابن عباس، يصلي كلما حَزَبَهُ أمر.

فالرجل كان يرى فيها "قارورة" مدانة خرجت توا من عيطة أولاد البوعزاوي. تلك المرأة المسماة ميلودة بنت دريس والتي أتت بشيء فَرِيًّا استوجب تساءل الاستهجان:

آ ميلودة يابنت ختي

آشنوداكشي درتي.

آنا ؤمللي بلاك الله

خلي الدري لباه.

إنه اتهام صريح ل " ميلودة " بالزنى.

تلبس الأمر على "رجل الدولة" فلم يفرق بين "الميلودتين". فكان فصل الخطاب "ديالي كبير عليك".

الدولة في شخص ثاني رجل في البلاد تعلن بداية خطاب الاسْتِقْحَاب لمواجهة "متمردات" "مسترجلات" "متعاطيات" لـ "شؤون الرجال" من غير رخصة شرعية.

ولا "كاتو" في البلاد.

هذا الروماني الذي كان "حليمي" متقدم في التاريخ، كان يشغل وظيفة "جنصو" [مندوب سامي للتخطيط] وتربيونا [مدافع عن حقوق العامة] انتفض ضد خطة القيصر للاستيلاء على السلطة والحكم عن طريق مبادلة النساء بالزواج، فقال شهادته الساخطة التي حفظها لنا بلوتارك في كتاب السِّيَر:

- إنه لمما لا يمكن التسامح فيه قط أن تُسْتَقْحَبَ الحكومة عن طريق الزواج.

أدت الواقعة إلى قتل يوليوس قيصر بانصال من تحالف معهم عن طريق زيجات كانت لكاتو الأصغر شجاعة وصفها بالاستقحاب. وقام بعد ذالك شكل من الحكومة جديد سمي بالتريومفيرا الأولى؛ حيث اقتسم حكم الإمبراطورية ثلاثة من القناصل. 

وبذالك انتهت دولة الاستقحاب الرومانية التي أسسها القيصر عظيم الروم.

السيد ملحتي البلاد الأول لا يمكنه أن يسير شؤون الحكم بكتاب الروض العاطر؛ فالأكيد أن معرفة تعداد وأنواع وأسماء إخوة "ديالو" كما يعددها الشيخ النفزاوي في دليله لا تسمح بتسيير البلاد إلا إذا كان يرى في خطاب الاستقحاب قوانين تنظيمية لمواد الدستور.. في هذه الحالة سيكون واجبا استحضار رد فوكيون؛ هذا السياسي اليوناني في الزمن القديم انتدب رجلا ملتحيا اسمه أرخيبيادس لمعونته في قضية سياسية، فكان أن أتى الرجل الوقور بلحيته وسيماءه الصارمة بما يخالف المساندة، ليرد عليه فوكيون:

- إيه يا أرخيبيادس. لقد أَزِفَ الوقت لحلاقتك.

من الحكومة الملتحية إلى الحكومة المُسْتَقْحبة.. يبدو أن تناوب اليوسفي كان جد محافظ؛ فرغم أن الاشتراكيين ارتبطوا بكتاب جون كو: باستيس ويسكي- إي - ماركسيزم؛ فإن مجموع شراب الخندريس هذا لم يدفعهم أبدا لساقط الكلام.