رأى مارك واطسون، الباحث السياسي الأمريكي ومؤلف كتاب "أنباء وأمراء: السعودية منذ عصر محمد حتى أيامنا" أن المجموعة التي تقدمت الصفوف الأمامية بالمملكة حاليا، وخاصة ولي العهد وولي ولي العهد، تمثل المجموعة الأعلى تعليما بتاريخ الحكم في البلاد، مضيفا أن الأمير محمد بن نايف مسؤول مباشرة عن طرد تنظيم القاعدة من البلاد.
وتابع واطسون بالقول: "الرسالة التي تتمثل في سفر الرئيس أوباما بدلا من نائبه جو بايدن مهمة للغاية، فالسعودية حليفة للغرب منذ قرن من الزمن، ومن الطبيعي أن يرعى الرئيس أوباما هذا التحالف ويعمل على تنميته، كما أظن أن الرئيس يريد أن يوطد علاقته مع ولي العهد الجديد وولي ولي العهد."
وأضاف: "الملك سلمان يبلغ من العمر 79 سنة، وسبق أن تعرض لجلطة، وبالتالي فإن ولي العهد سيدير الأعمال اليومية بالمملكة، وهو خريج كلية كرومويل البريطانية الجوية، أما ولي ولي العهد، الأمير محمد بن نايف فهو خريج كلية "لويس أند كلارك" في بورتلاند، وبالتالي فنحن نتحدث عن الأمراء الأعلى تعليما في المملكة." وتابع واسطون، متحدا عن الأمير محمد بن نايف بالقول: "عمره لا يزيد عن 55 سنة وهو أصغر أمير يتولى منصبا من هذا النوع في المملكة منذ نصف قرن، كما أنه هو المسؤول عن طرد تنظيم القاعدة من السعودية، وقد قامت الشرطة السعودية تحت قيادته باعتقال الآلات من الإرهابيين وقتل المئات منهم، ولذلك انتقل التنظيم من السعودية إلى اليمن."
وحول الأوضاع في اليمن قال: "اليمن كانت على الدوام مصدر قلق للسعودية، وهي البلد الذي فيه من السلاح ما يفوق عدد السكان، بل إنها الدولة الوحيدة التي تتجاوز الولايات المتحدة الأمريكية من حيث نسبة عدد الأسلحة إلى عدد السكان، وتسود فيها الفوضى منذ سنوات طويلة، حتى أن السعوديين كانت لديهم في العقد الثالث من القرن الماضي فرصة لغزو اليمن ولكن الملك الراحل عبدالعزيز رد على من نصحه بذلك بالقول إن اليمن بلد لا يمكن لأحد أن يُخضعه."
ولدى سؤاله ما إذا كان أوباما سيطرح في الرياض قضية المدون رائف بدوي المحكوم بألف جلدة إلى جانب السجن رد واطسون بالقول: "ربما يثير القضية، وأنا كنت قد توقعت صدور عفو ملكي عن بدوي، ولكن الملك وافته المنية قبل ذلك."
وأضاف: "السعوديون لا يهتمون عادة بمعاقبة المعارضين بقدر اهتمامهم بالعمل على إبعادهم عن المعارضة، وأظن أن الرسالة قد وصلت، واستبعد مواصلة عملية الجلد. لقد مرت السعودية بفترة رائعة حققت فيها الكثير من التقدم بمجال حقوق الإنسان وسمحت بظهور منظمات أهلية، ولكن هذا التقدم خفت وتيرته مؤخرا، ربما بسبب تقدم سن الملك عبدالله."