أكادير: ساكنة كسيمة مسكينة تنتفض ضد المديرية الإقليمية للمياه والغابات

أكادير: ساكنة كسيمة مسكينة تنتفض ضد المديرية الإقليمية للمياه والغابات

بمبادرة من تنسيقية  جمعيات المجتمع المدني الناشطة بمنطقة كسيمة مسكينة، قامت العشرات من سكان الدواوير والمداشير التابعة لأهالي قبيلة مسكينة بوقفة احتجاجية أمام مقر المحافظة العقارية والمسح الطبوغرافي بأكادير، صباح يوم الخميس الماضي، نددت من خلالها بما تتعرض لها أراضيها وأملاكها العقارية من تجاوزات واستيلاءات من قبل المصالح المعنية ومن قبل بعض المنعشين العقاريين ومن قبل جهات أخرى مجهولة لدى ساكنة المنطقة.

وطالب المحتجون من خلال شعاراتهم المرددة ومن خلال اللافتات المرفوعة بفتح باب التعرضات أمام المتضررين وعدم التمادي في إقصاء وتهميش مطالب الأسر التي سلبت منها أراضيها التي ورثتها من أجدادها ودأبت على استغلالها منذ عقود خلت قبل أن تتفاجأ في الآونة الأخيرة بلجوء إدارة المحافظة العقارية بأكاديرإلى تحفيظها واعتبارها أملاكا للدولة يمنع استغلالها والتصرف فيها من قبل الساكنة.

كما اعتبر المتضررون المؤطرون من قبل فيدرالية جمعيات المجتمع المدني بمنطقة كسيمة مسكينة وبالفرع الإقليمي للنقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، من خلال بيان أصدروه بالمناسبة، تحفيظ هذه الأراضي دون علم أهاليها ومستغليها بمثابة اغتصاب لها من طرف المقدمين على هذا الإجراء وفي طليعتهم إدارتي المحافظة العقارية والمسح الطبوغرافي والمديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بأكادير باعتبارهما المسؤولتين على تدبير ملف هذه الأراضي والأملاك الغابوية بالمنطقة.

هذا، وكانت مجموعة من الأراضي والضيعات وممتلكات أهالي مرتفعات مسكينة قد تعرضت، خلال العقد الأخير، للاغتصاب بمجموعة من الدواوير التابعة لجماعتي الدراركة وأمسكروض  دون علم أصحابها، من قبل لوبيات العقار التي تسلك طرق ملتوية وتستعين بمجموعة من شهود زور معروفين لدى الداني والقاصي، للتوقيع على عقود وهمية للاستيلاء على المئات من الهكتارات وتحفيظها دون علم أصحابها الذين يجهلون، بسبب محدودية معارفهم وقلة خبرتهم، المساطر الإدارية المعقدة والمتبعة في عقود البيع والشراء.الشيء الذي حرك بعض الضمائر الحية بالمنطقة بفضل غيرتها على هذه المنطقة التي عانت من ويلات الإقصاء والتهميش في غياب برامج ومشاريع تنموية تعيد الاعتبارلأبنائها، (حرك) لإثارة انتباه المتتبعين للشأن المحلي والرأي العام وللمتضررين من هذه الممارسات المرفوضة والمشينة لفضحها ووضع حد لها وإعادة الأمور إلى نصابها قبل أن تأخذ منعطفا يصعب معه توقع عواقبه المستقبلية على المنطقة برمتها وعلى ساكنتها.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الوقفة تعتبر الثالثة من نوعها، في خروج غير مسبوق لساكنة قبيلة كسيمة مسكينة للدفاع على مصالحها التي بدأ "التحرش" بها في الآونة الأخيرة من طرف جهات مختلفة، خاصة المتعلقة منها بأراضيها وبأملاكها الغابوية التي تعتبرها أساس استقرارها ومصدر عيشها،بل مرادفة للحياة في أحايين كثيرة لدى غالبيتها.