ٍاستغرب عدد كبير من الزائرين لمعرض السياحة الدولي بهولندا غياب الجناح المغربي الذي دأب على الحضور باستمرار في معرض بحجم المعرض الدولي الذي يقام كل عام بهولندا، لا أحد يعرف تبريرا لهذا الغياب في وقت تحضر فيه مصر وتونس ودول عربية وإفريقية ناهيك عن تركيا بثقلها القوي وقبرص واليونان ودول لاتينية أخرى قد لا ترقى إلى التنوع السياحي الذي يتمتع به المغرب وظروف الأمن والاستقرار التي تميزه اليوم عن باقي الدول العربية والإفريقية .
غياب المغرب في هذا الظرف بالذات يعني غياب تبصر للآفاق التي ينتظرها المغرب من سياحته في المستقبل وحتى المهاجرون أبناء المغرب استاءوا من غياب بلدهم في المعرض ،هم أيضا المتطلعون إلى معرفة الجديد في المنتوج السياحي لبلدهم وهم الذين يمثلون كذلك أعلى نسبة من المهاجرين في أوروبا (أكثر من نصف مليون مغربي ) إن التفكير في 20 مليون سائح في أفق 2020 يستدعي منا تعزيز تسويق المغرب باستمرار في بلدان أوروبا وعدم المشاركة في معرض بحجم المعرض الدولي بهولندا يعد تعثرا كبيرا وعبثا لسياسة التسويق التي يسهر عليها المسؤولون عن السياحة في البلد .
الوزير حداد المسؤول عن القطاع والمكتب الوطني للسياحة والذي حل على رأسه مدير جديد كسب ربما خبرة في شركة وطنية وهي الخطوط الملكية المغربية التي تربطها ولا ريب في هذا علاقة جد مباشرة بقطاع السياحة .
ترى ما دور مكتب السياحة المغربي ببروكسيل؟ ولم لا يتم التفكير في مكتب آخر في هولندا ولم تغيب برامج تقديم المنتوج السياحي باستمرار على القنوات الأوروبية ، ولم لا نستثمر أكثر منتوجنا السياحي والدعاية له في كل المناسبات ،وما هو موقف فدرالية السياحة بالمغرب وما رأي علي غلام رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة وأصدقائه المستثمرين و الناشطين في القطاع ، وما الفائدة من تلك الندوات والخرجات حول سياسة السياحة بالمغرب ،ما الفائدة من هذه "البروباكندا" الفارغة حول النهوض بقطاع السياحة.
هي أسئلة كبيرة أطرحها معكم للنقاش والوقوف عندها ،وكذلك ما سر هذا الغياب في الوقت الذي نود كذلك تلميع صورة البلد في الخارج والمساهمة في ترسيخ قيم التسامح وكرم المغاربة وتفتحهم وتعايشهم والوقوف في مثل هذه المناسبة أي المعرض الدولي للسياحة على ثقافة المغرب وأصوله وتاريخه .
ضاعت منا ومن مغاربة الخارج والداخل فرصة الاستقطاب والمشاركة والكسب والعطاء ، كلها طرق تؤدي لاستفادة المغرب ماديا ومعنويا من سياحته وقطاعاتها،لكن لا مبالاة وزير السياحة وزميله في إدارة المكتب الوطني السياحة تجعل المغرب يغيب عن موعد سنوي فرصة لتسويق صورته ومكانته ضمن الكبار. قال لي مسؤول تونسي وآخر مصري : كيف كنتم من الكبار و"كبار علينا" واليوم غائبون ولا وجود لكم في هذا المعرض؟ أجبت بكل ما املك من كبرياء وغيرة دفاعا عن البلد : نحن اجتزنا عشرين مليون من السواح وقد نترك لكم الفرصة هذه السنة ولا داعي للمشاركة.ضحك الأصدقاء وتفهموا تفاعلي وأكلنا الحلوة التونسية. تظل الأسئلة عالقة والغبن ساكن في قلوب كل المهاجرين الغيورين على سياحة بلدهم وسمعته .