أعلنت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الأحد، رفضها الشديد للإساءات المتكررة والمتعمدة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، مؤكدة أن الغرب يكيل بمكيالين في التعامل مع القضايا الإسلامية. وقالت الهيئة، في بيان لها عقب اجتماعها برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الأحد، إن «كبار الإرهابيين مثل بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وجندي في زي المحاربين الصليبيين، تصدروا صفوف المظاهرة التي نظمتها الرئاسة الفرنسية في باريس، ما يزيد النار اشتعالا من خلال الإساءة والاستفزاز لمشاعر المسلمين، بما ينطوي عليه ذلك من دلالة لا تخلو من الإساءة وتخالف ما يعتنقه الغرب ذاته من احترام قيم الإخاء والمساواة والسلام».
وأوضحت الهيئة أن بعض الصحف الغربية «دأبت على الهجوم الاستفزازي المتواصل ضد الدين الإسلامي وشخص رسوله الكريم محمد (ص)، ولا تزال تصر على ذلك، مثل ما حدث بالدنمارك ومجلة شارلي إيبدو الفرنسية متواضعة الانتشار، والتي فصلت أحد محرريها البارزين لتعرضه من بعيد للمجتمع اليهودي الفرنسي».
وأضافت: «مع إدانتنا تصرف المجلة، واعتباره استفزازا وكَيلًا بمكيالين في حرية التعبير التي لا يدخل فيها السب والقذف وإهانة الأنبياء والرسل، وكما أدنّا إرهاب منظمة داعش وغيرها من الجانحين، فإننا ندين الآن وفي المستقبل كل عمل إرهابي يطيح بالأرواح التي تحفظها وتكرمها القيم الدينية والأخلاقية كافة».
وطالبت الهيئة الغرب بالتمسك بما يعلنه من مبادئ الحرية والإخاء الإنساني، وتؤدي مخالفتها إلى الكراهية وتهدد السلم العالمي، ومنع التفرقة والتمييز والتهميش لمواطنيه المسلمين، الذين يعانون من البطالة ضعف ما يعانيه المواطن الأوروبي العادي، إلى غير ذلك من صور التمييز في التعليم والأجور والتمثيل السياسي، مشيرة إلى أنهم يتعرضون للهجوم والإقصاء، ولا ذنب لهم إلا اختلاف الدين أو لون البشرة. واختتمت الهيئة البيان بقولها: «ندعو المسلمين في شتى بقاع الأرض إلى مراعاة أن الجهالة التي يمارسها البعض، إساءة إلى الإسلام ورسوله، لا ينبغي أن تقابل برد فعل جهول، فقد علَّمنا القرآن أن ندفع بالتي هي أحسن، وألا نفارق الحكمة، والتي تدل على أن المسلم السوي هو نفسه نموذج ورسالة الإسلام إلى الدنيا».