يوسف أيوب يكتب: العلاقات الأخوية بين مصر والمغرب صخرة تتحطم عليها محاولات الوقيعة

يوسف أيوب يكتب: العلاقات الأخوية بين مصر والمغرب صخرة تتحطم عليها محاولات الوقيعة

كثيراً ما حاول البعض إحداث الوقيعة بين مصر والمغرب، سواء من خلال بث الفتن، أو اختلاق وقائع لا تمت للواقع بصلة، أو باستخدام أبواق إعلامية مشبوهة لشن هجوم "خبيث".. لكن في كل مرة تخرج العلاقة بين القاهرة والرباط أوثق من ذي قبل، دون أن تتأثر سلبًا من قريب أو بعيد بهذه المحاولات، التي تستفيد منها البلدان لكشف أعدائهما المشتركين، والعمل على تقوية ما بين البلدين من أواصر قوة وتعاون وتلاحم، حتى تحولت البلدان إلى صخرة تحطمت عليها كل محاولات الوقيعة والفتنة.

حاول المغرضون قبل ذلك حينما روجوا لفكرة أن هناك هجوما إعلاميا مصريا منظما يستهدف المملكة، لكن باءت هذه المحاولات بالفشل حينما أثبتت قيادتا البلدين أنهما لا يسيران خلف الشائعات أو المحاولات المسمومة لتعكير صفو العلاقات وكسر الصف العربي.. ورغم أن الرسالة كانت واضحة لأعداء البلدين بأن مصر والمغرب أقوى من هذه المحاولات الخبيثة، إلا أن أصحاب هذه المحاولات ما زالوا متمسكين بأمل دس السم ما بين البلدين، دون أن يتعلموا مما حدث في الماضي.

اليوم كنا أمام إحدى هذه الحلقات التي لن تنتهي، حينما حاول البعض استغلال خطأ شخصي لمذيع في القناة الأولى المغربية عن الوضع في مصر، لتصويره على أنه موقف المغرب من مصر، رغم أن موقف المملكة معلن وثابت بدعم الشرعية الثورية المصرية في 30 يونيو، وكان الملك محمد السادس من أوائل من هنأوا الرئيس عبد الفتاح السيسي، حينما فاز في الانتخابات الرئاسية في ماي الماضي..

فعل ملك المغرب ذلك لأنه كان ومازال يحترم إرادة الشعب المصري الذي ثار على نظام "إرهابي" أراد الانقضاض على الدولة المصرية وتحويلها لعزبة خاصة بالتنظيم الإرهابي.. هنأ ملك المغرب الرئيس السيسي، وساند ثورة 30 يونيو لأنه يقدر مصر وشعبها، وفى الوقت نفسه يحظى الملك محمد السادس بمحبة وتقدير الشعب والقيادة المصريين.

نحن بالفعل أمام محاولات من كيانات لا ترضى بهذا الوفاق الواضح ما بين مصر والمغرب.. كيانات إرهابية تسعى للوقيعة دومًا بين الأشقاء، واستغلال أخطاء شخصية والترويج لها وكأنها توجه عام، رغم علمهم بأنهم كاذبون ويقلبون الحقائق. أعضاء الإخوان مثلما اعتادوا قلب الحقائق للمصريين، يستخدمون الحيلة ذاتها في الخارج، فهم بعدما فشلوا في كسب أي تعاطف داخل مصر، راحوا يروجون لأكاذيب للوقيعة بين مصر وأشقائها العرب، مستخدمين في ذلك قنواتهم الإعلامية الأربعة "مصر الآن" و"الشرق" و"رابعة" و"مكملين".. فعلوا ذلك مع المغرب حينما هاجموها وهاجموا ملكها الذي يحظى باحترام وتقدير المصريين، هاجموا المغرب للإيحاء بأن الهجوم مصري، رغم أن هذه القنوات تبث من خارج الأراضي المصرية، وتحديداً من تركيا، وتتلقى تمويلاً من الدول الداعمة للتنظيم الإرهابي. حاولوا إفساد العلاقة لكن كل مساعيهم فشلت وستفشل في المستقبل، لأن مصر والمغرب، بل وكل الدول العربية، أكبر من أن تقع في هذا الفخ الإخواني الذي لا يؤمن إلا بأهداف التنظيم الخاصة التي لا تعترف بالوطن ولا بالعروبة.

إن ما حدث هو سوء فهم، تجاوزته البلدان مثلما تجاوزت الكثير، لأن ما بين القاهرة والرباط من علاقات تاريخية وإستراتيجية أكبر من أن تتأثر بهذه الأكاذيب أو الهفوات الشخصية لضعاف النفوس. سوء تفاهم عابر لكنه كشف عن فضيلة، وهي أننا أمام نظامين في القاهرة والرباط يعملان في هدوء ولا يتورطان أبدًا في هذه المعارك التي يحاول البعض اختلاقها.. فالبلدان لا يجريان أبدًا خلف الشائعات لأن ثقتهما في بعضهما البعض أقوى من أي شيء، فهي ثقة مبنية على ترابط شعبي ممتد.

(عن "اليوم السابع")