تواجه مدينة الصويرة لأول مرة في تاريخها أزمة سكن حادة، إذ أصبح العثور على مأوى لائق تحديا حقيقيا، بسبب نذرة العقار، وغياب المشاريع السكنية، وارتفاع السومة الكرائية.
سنوات من المعاناة جعلت السكن بمدينة الصويرة قضية مستعجلة وملحة تتصدر جدول أعمال المجلس الجماعي.
وفي خطوة فتحت أبواب الأمل، أدرج المجلس الجماعي للصويرة في جلسته الاستثنائية التي انعقدت يوم الثلاثاء 09 دجنبر الجاري 2025، تحت رئاسة طارق محمد عثماني رئيس المجلس، نقطة تحت عنوان "تفعيل والإسراع بتنزيل الدراسة التقنية للمشروع المندمج للإسكان الاجتماعي والاقتصادي والتصويت عليه"، حيث تم إطلاق مشروع سكني يمتد على مساحة 5.2 هكتار بالقرب من منطقة سيدي مكدول، أحد أبرز محاور التوسع العمراني بالمدينة.
المشروع يضم حوالي 1200 شقة بمساحات تقدر ب70 مترا مربعا، موزعة وفق برنامج متكامل: 20% سكن اجتماعي، 70% سكن اقتصادي، و10% سكن وظيفي، مع تجهيزات شاملة تشمل حدائق، وملاعب للقرب، وروض أطفال، ومحلات تجارية، ومرآب لكل شقة، وإنارة ونظام ذكي لتدبير مياه السقي.
ويخصص المشروع 136 شقة للأسر المتضررة من مشروع سكني متعثر، ما يضع حدا لمعاناتها الطويلة منذ 2009، كما سيعطي المشروع الأولوية للأسر القاطنة في مبان مهددة بالسقوط، إضافة لتخصيص نسبة محددة منه للموظفين ذوي الدخل المحدود المستوفين للشروط القانونية، وستطرح باقي الشقق للعموم بأسعار مناسبة مدعومة بالنظام التحفيزي للدولة.
ويتميز هذا المشروع بالمعايير العمرانية الحديثة، إذ تتألف البنايات من ثلاثة طوابق (R+3)، مع واجهات متناسقة، وتهوية وإضاءة طبيعية، ومساحات مشتركة مريحة، واحترام معايير الولوج للأشخاص ذوي الإعاقة، مع الالتزام الكامل بقواعد السلامة وجودة البناء.
وتتراوح التكلفة الإجمالية للمشروع بين 450 و495 مليون درهم، موزعة كالآتي: أشغال التهيئة (VRD) 70–80 مليون درهم، السكن 330–360 مليون درهم، التجهيزات الداخلية 23–25 مليون درهم، واحتياطي 25–30 مليون درهم.
وسيتم تنفيذ المشروع تحت متابعة كل من وزارة الداخلية وأجهزتها الترابية عبر عمالة الصويرة، بتنسيق مع الجماعة، والوكالة الحضرية، وأملاك الدولة، وشركة العمران لضمان الالتزام بالآجال، والجودة، والتجهيزات الداخلية.
هذا المشروع، كما يؤكد فاعلون جمعويون، هو رسالة أمل لكل سكان الصويرة، إنه حي متكامل، ومنصة للاستقرار الاجتماعي، ومثال معبر على إرادة المدينة في معالجة اختلالات السكن، وفتح أبواب المستقبل، وبناء حياة جديدة للاسر المحلية، في انتظار توفير وعاءات عقارية اخرى لحل أزمة السكن.
ورحب سكان الصويرة بإطلاق هذا المشروع السكني، معتبرين إياه بارقة أمل تنقذ جزءا من الأسر المتضررة، وأعرب العديد منهم عن تقديرهم للمجهودات التي بذلت من طرف المجلس الجماعي والسلطات المحلية والجهات المعنية، مؤكدين أن هذا المشروع يمثل خطوة أولى نحو مواجهة أزمة السكن، مطالبين بالاستمرار في إطلاق مشاريع مماثلة تكمل هذا الورش الكبير، وتستجيب للحاجة الملحة لسكان المدينة، ليصبح السكن حقا متاحا ومستداما لكل أسرة.