استعدادا لمتابعة مباراة المنتخب المغربي ضد منتخب مالي؛ - بعيدا عن ملعب مولاي عبد الله قريبا من مقاهينا المنتشرة كالفطر في مدننا التي تحولت فضاءاتها وساحاتها إلى منابر رياضية - يوم الجمعة 26 دجنبر 2025، أعرف العديد من الأصدقاء ممن سارعوا نحو الصيدليات لشراء مكملات المقويات - فيتامينات - تساعدهم على ضبط واسترخاء الأعصاب، وأدوية أخرى تتصل بصداع الرأس أو تساهم في توازن ضغط الدم والطونسيون. ومنهم أيضا من قرر متابعة نفس المباراة عبر شاشات "الحانات" رفقة زمرة من عشاق الجلدة اتقاء من شر قلق اختيارات مدرب الفريق الوطني الذي حول المنابر الاعلامية إلى منصات لإطلاق القنابل في إتجاه الجمهور المغربي.
الإختيار الإستباقي لهذه الفئة العريضة من جمهور كرة القدم كان اختيارا صائبا وموفقا على اعتبار أن "مول فرقة الكرة" تحول إلى "وباء متحور" يرخي بظلاله وسط التجمعات البشرية العاشقة لرياضة كرة القدم ويصيبها بأعراض لا تقل خطورة من أعراض "وباء كورونا" رغم توفق مختبر العقل الجامعي والإداري والأمني في إيجاد واختراع ودعم اكتشاف "التلقيح الرياضي" العلمي والتقني والهندسي وما إليه من مميزات جعلت بلدنا يبهر العالم على جمبع المستويات.
وصلنا في التميز في أقل وقت ممكن على مستوى الإعداد والاستعداد لهذه النسخة من بطولة كأس افريقيا...ما لم تصل إليه دول وأمم لها من الثروة والإمكانات والتقدم الحضاري والعلمي. واستثمارنا في البنية التحتية والمشاريع الكبرى من الجيل الجديد الملايير بتخطيط محكم ودقيق بأياد الأطر المغربية الكفؤة....لكن لسوء الحظ ظل النحس يلازمنا بسبب مزاج مدرب يعاكس إجماع شعب كرة القدم من خبراء ومختصين وإعلاميين وتقنيين وكذلك مدربين سابقين -كلهم - وضعوا الأصبع على مكامن الجرح وسلطوا كشافات الضوء على الأخطاء القاتلة ذات الصلة باختيارات وليد الركراكي.
الأغرب من ذلك حتى مدرب المنتخب المالي الذي كاد أن يهزمنا قال عن خطة الركراكي ما لم يقله شعراء الهجاء في بعضهم البعض...بل أن مدربنا الوطني المدلل والنرجسي ظل يرد على الصحفيين بطريقة استعلائية دون أن يعترف يقر بأخطاءه المتكررة حد القرف.
الكل بعرف بأننا نتوفر على مصنع/مشتل كبير وضخم أنتج وينتج نجوم كرة القدم دافعوا عن القميص الوطني في مختلف المحافل الكروية الدولية والعربية والافريقية....لكن وليد الركراكي اختار أن يعاكس الجميع ويستمر في توزيع الأعطاب المرضية، منها الذهنية والعصبية والنفسية، وينشر فيروس القلق والتدمر وسط الشباب والشياب وحتى الأطفال الذين بكوا على عدم قدرة فريقنا الوطني أن يهزم فريق منتخب مالي...رغم ورغم...
قال الشاعر محمد عزيز بنسعد مخاطبا المدرب وليد الركراكي: "إلا كنت ركراكي من ركراكة لحرار...الكاس ما يخرج من الدار" في إشارة إلى أن المغرب بكل فئاته يطالب بلقب كأس إفريقيا لينظاف إلى الكأس اليتيمة التي فزنا بها سنة 1976.
وتقاسم جمهور كرة القدم مضمون تدوينة رائعة مفادها أن المدرب الاستثنائي طارق السكيتيوي قد فاز ببطولة "الشان" وبكأس العرب بقطر، إلى جانب المدرب يوسف وهبي الذي ظفر بكأس العالم أقل من عشرين سنة....وطالبوا الركراكي بكأس إفريقيا.