تشير مجموعة من الوثائق، إلى أن مدينة اليوسفية الحالية، كانت في السابق تحمل اسم (كشكاط) نسبة إلى أحد الأودية الموسمية (وادي كشكاط) الذي يخترقها حاليا من الجنوب، وقد كان اسم "كشكاط" متداولا بشكل قوي في المراسلات الفرنسية والعربية المتداولة بين المسؤولين المحليين بالمدينة وباديتها، والمراقب المدني بمركز الشماعية آنذاك قبل سنة 1931.
فكل الرسائل الموجهة من المسؤول المحلي عن الأمن بالمنطقة إلى المراقب المدني بمركز الشماعية قبل سنة 1931، كانت تشير إلى "كشكاط" ك "نزالة" تربط ما بين مدن الساحل الغربي ومراكش، ومجال عمراني وتجمع سكاني، وقد ظل هذا الإسم مستعملا حتى بعدما حملت المدينة اسم (لوي جانتي)، للتأكيد على أسبقية الإسم الأول، كما تؤكد ذلك مراسلة موجهة من المراقب المدني (Delorme) دو لورم (1928 - 1936)، إلى القائد العربي بلكوش (1918 - 1945)، قائد قيادة الزرة الشمالية والجنوبية: «وبعد، فليكن في علمك، أن مدير إدارة الفوسفاط سيكون بموضع مدينة (لوي جانتي) (كشكاط)، يوم الإثنين تاريخ 21 من الجاري على الساعة الثامنة صباحا، بقصد أن يخلص البلاد المبيعة لإدارة الفوسفاط، وعليه نحب منك أن تحضر أنت بنفسك وتخبر جميع الأناس البائعين أن يحضروا في اليوم المذكور والمحل المذكور وعلى الساعة المذكورة صباحا والسلام، في 18 دجنبر 1931».
وإذا كنّا لا نعرف بالضبط أصل كلمة (كشكاط)، فمن الراجح بالنظر إلى موقع المدينة المتواجد في أدنى نقطة من نجد الگنتور، وبالنظر للتواجد الأمازيغي بالمنطقة، فإن اسم (كشكاط) له أصول أمازيغية، خاصة أن ابن الزيات عند حديثه عن أحد الأولياء بالمنطقة أشار إلى أن: «...أبو مهدي وين (السلامة)..من أهل (أسكطاي)»، وأسكطاي معناه، التل العاري من النبات، وتلك هي حقيقة تلال نجد الكنتور، فهي خالية من النباتات ومن المياه الجارية.
ومن هنا، فالراجح أن كشكاط تعني أسفل أو قعر التل حيث مجرى المياه، وهو ما جعلنا نرفض الرواية التي تشير إلى أن اسم (كشكاط)، مشتق من الطبقات الأربع للفوسفاط التي تم اكتشافها بمنطقة الكنتور (4 couches).
(يتبع)