ووفق المعطيات المتداولة، فقد انطلقت فكرة المشروع في بدايتها كأغنية جماعية تجمع نخبة من الفنانين المغاربة، بإشراف المنتج العالمي ريدوان، حيث تم الاتفاق مبدئيًا مع عدد من الأسماء الفنية البارزة، من ضمنها الدوزي، للمشاركة في العمل.
غير أن المشروع عرف لاحقًا تغييرًا في توجهه، بعد اتخاذ قرار تقسيمه إلى عملين منفصلين؛ أغنية مغربية خالصة بإنتاج مستقل، وأخرى رسمية تمثل كأس أمم إفريقيا، تشرف عليها الجهات الكروية المنظمة، وتضم فنانين عربًا ودوليين إلى جانب أسماء مغربية.
هذا التحول أثار تحفظ الدوزي وفنانين آخرين، خاصة فيما يتعلق بمعايير اختيار الأسماء المغربية المشاركة في الأغنية الرسمية، إذ رأوا أن بعض الاختيارات لا تعكس الوزن الفني ولا التجربة التي تخول تمثيل المغرب في عمل موجه لجمهور قاري ودولي واسع.
كما أن توسيع قائمة المشاركين، استجابة لاعتراضات أسماء لم تكن ضمن التصور الأولي، أفضى إلى فقدان العمل لهويته الفنية، وتحويله إلى أداء جماعي محدود، يكتفي فيه كل فنان بمقاطع قصيرة، الأمر الذي أضعف الانسجام العام والقيمة الرمزية للأغنية.
وأكدت المصادر ذاتها أن الاعتبارات المالية لم تكن مطروحة نهائيًا، مشيرة إلى أن الدوزي وعددًا من الفنانين أبدوا استعدادهم للمشاركة دون مقابل، تقديرًا لرمزية الحدث الوطني، غير أنهم رفضوا الظهور في عمل لا يحترم المعايير الاحترافية ولا يراعي مكانتهم الفنية.
وفي ضوء ذلك، اختار الدوزي الانسحاب بهدوء، انطلاقًا من قناعته بأن المشاركة في الأعمال الرسمية ينبغي أن تقوم على الجودة والكفاءة، لا على الكم أو المجاملات، مؤكدًا في الوقت نفسه أن موقفه لا ينطوي على أي عداء للتظاهرة، بل يعكس حرصه على تقديم صورة فنية تليق بالمغرب في حدث كروي قاري بحجم كأس أمم إفريقيا.