الطرد الجماعي للمغاربة من الجزائر.. إرهاب دولة

الطرد الجماعي للمغاربة من الجزائر.. إرهاب دولة وجهان لعملة واحدة.. هل يُدوَّل طرد المغاربة من الجزائر كجريمة إرهاب دولة؟
في‭ ‬قلب‭ ‬باريس،‭ ‬خرجت‭ ‬جمعية‭ ‬المغاربة‭ ‬ضحايا‭ ‬الطرد‭ ‬التعسفي‭ ‬من‭ ‬الجزائر،‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬الماضي‭ ‬(13‭ ‬دجنبر 2025)،‭ ‬للمطالبة‭ ‬بتفعيل‭ ‬التوصيات‭ ‬الأممية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بقضيتهم‭ ‬الإنسانية‭. ‬فقد‭ ‬ظل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الضحايا‭ ‬وأسرهم‭ ‬لخمسين‭ ‬سنة‭ ‬يعيشون‭ ‬ما‭ ‬أقدم‭ ‬عليه‭ ‬عسكر‭ ‬الجزائر‭ ‬سنة‭ ‬1975،‭ ‬حيث‭ ‬تشكّل‭ ‬الجرح‭ ‬الأصلي: (اقتلاع‭ ‬قسري،‭ ‬تفكيك‭ ‬عائلات،‭ ‬مصادرة‭ ‬ممتلكات،‭ ‬وانهيار‭ ‬مسارات‭ ‬حياة‭ ‬كاملة)،‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬اعتراف‭ ‬رسمي‭ ‬أو‭ ‬تعويض‭ ‬يوازي‭ ‬حجم‭ ‬المعاناة‭. ‬
 
وقد‭ ‬سعت‭ ‬الجمعية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسيرة‭ ‬صامتة،‭ ‬إلى‭ ‬إشراك‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬السلطات‭ ‬الجزائرية،‭ ‬لتطبيق‭ ‬ما‭ ‬نصت‭ ‬عليه‭ ‬مواثيق‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬الطرد‭ ‬الجماعي‭ ‬وتحمي‭ ‬الأفراد‭ ‬من‭ ‬الاقتلاع‭ ‬القسري،‭ ‬وتلزم‭ ‬الدول‭ ‬بالاعتراف‭ ‬بالضرر‭ ‬وتعويضه‭.‬
 
وتعكس‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬وعيا‭ ‬مدنيا‭ ‬متقدما‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬التدويل‭ ‬وسيلة‭ ‬لإعادة‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬النقاش‭ ‬الدولي،‭ ‬وتقديم‭ ‬صورة‭ ‬حية‭ ‬لمعاناة‭ ‬آلاف‭ ‬الأسر‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تنتظر‭ ‬الاعتراف‭ ‬الرسمي‭ ‬بعد‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الصمت‭. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬طرد‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المغاربة‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬سنة‭ ‬1975،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مجرد‭ ‬إجراء‭ ‬إداري‭ ‬أو‭ ‬مجرد‭  ‬توتر‭ ‬سياسي،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬فعلا‭ ‬يجسد‭ ‬بالفعل‭ ‬«الانتقام‭ ‬من‭ ‬الحلقة‭ ‬الأضعف»‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬التوترات‭ ‬التي‭ ‬اختار‭ ‬العسكر‭ ‬الجزائري‭ ‬إشعالها‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬«الانتصارات‭ ‬الديبلوماسية‭ ‬والسياسية»‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬المغرب‭ ‬بفضل‭ ‬إطلاق‭ ‬المسيرة‭ ‬الخضراء،‭ ‬إذ‭ ‬بادر‭ ‬بومدين‭ ‬إلى‭ ‬اقتلاع‭ ‬«مغاربة‭ ‬الجزائر»‭ ‬من‭ ‬بيوتهم،‭ ‬وفصلهم‭ ‬عن‭ ‬أرزاقهم،‭  ‬حيث‭ ‬وجد‭ ‬كثيرون‭ ‬أنفسهم‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬دون‭ ‬وثائق‭ ‬أو‭ ‬أمتعة‭ ‬أو‭ ‬أملاك،‭ ‬بل‭ ‬دون‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬توديع‭ ‬أحباب‭ ‬لهم،‭ ‬زوجات‭ ‬وأصهار‭ ‬وأبناء‭ ‬وأصدقاء،‭ ‬مما‭ ‬شكل‭ ‬جرحا‭ ‬مفتوحا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬نسيانه‭.‬
 
لقد‭ ‬وصلت‭ ‬قضية‭ ‬تدويل‭ ‬ملف‭ ‬المغاربة‭ ‬المطرودين‭ ‬من‭ ‬الجزائر،‭ ‬اليوم،‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬"التهيئة‭ ‬المتقدمة‭ ‬دون‭ ‬بلوغ‭ ‬العتبة‭ ‬المؤسسية‭ ‬الدولية"،‭  ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مطلبا‭ ‬معزولا‭ ‬في‭ ‬سياقه‭ ‬الجغرافي‭ ‬أو‭ ‬الإقليمي،‭ ‬مما‭ ‬يرشحها،‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬في‭ ‬الواجهة‭ ‬الدولية‭ ‬الحقوقية،‭ ‬إلى‭ ‬التحول‭  ‬إلى‭ ‬ملف‭ ‬معروض‭ ‬رسميا‭ ‬على‭ ‬هيئات‭ ‬دولية‭ ‬كبرى‭ ‬بصفة‭ ‬قانونية‭ ‬مكتملة‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسمح‭ ‬بتوصيف‭ ‬وضعها‭ ‬الحالي‭ ‬بدقة‭ ‬عبر‭ ‬مستويين‭ ‬متداخلين:‭ ‬الوعي‭ ‬الدولي،‭ ‬الفعل‭ ‬المدني‭ ‬العابر‭ ‬للحدود:
 
أولا‭:‬‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬الدولي،‭ ‬خرجت‭ ‬القضية‭ ‬نسبيا‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬الصمت‭ ‬التام‭. ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مجهولة‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬قبل‭ ‬عقدين،‭ ‬خصوصا‭ ‬داخل‭ ‬الأوساط‭ ‬الحقوقية‭ ‬والأكاديمية‭ ‬والإعلامية‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭. ‬بل‭ ‬بدأت‭ ‬تُدرج،‭ ‬وإن‭ ‬بشكل‭ ‬محدود،‭ ‬ضمن‭ ‬نقاشات‭ ‬أوسع‭ ‬حول‭ ‬الطرد‭ ‬الجماعي،‭ ‬والتهجير‭ ‬القسري،‭ ‬والذاكرة‭ ‬غير‭ ‬المنجزة‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬المغاربي‭.‬
 
ثانيا‭:‬‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الفعل‭ ‬المدني،‭ ‬إذ‭ ‬انتقلت‭ ‬الجمعيات‭ ‬الممثلة‭ ‬للضحايا‭  ‬من‭ ‬منطق‭ ‬التذكر‭ ‬إلى‭ ‬منطق‭ ‬الترافع‭ ‬وإنتاج‭ ‬خطاب‭ ‬حقوقي‭ ‬قابل‭ ‬للتدويل،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬ربط‭ ‬الطرد‭ ‬بمفاهيم‭ ‬قانونية‭ ‬معترف‭ ‬بها‭ ‬دوليًا‭ ‬(الطرد‭ ‬الجماعي،‭ ‬العقاب‭ ‬الجماعي،‭ ‬مصادرة‭ ‬الممتلكات،‭ ‬الإرهاب)؛‭ ‬بناء‭ ‬شبكات‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬فاعلين‭ ‬حقوقيين‭ ‬وإعلاميين‭ ‬أجانب؛‭ ‬استثمار‭ ‬الرمزية‭ ‬الزمنية‭ ‬للذكرى‭ ‬الخمسين‭ ‬كرافعة‭ ‬أخلاقية؛‭ ‬التظاهر‭ ‬السلمي‭ ‬لإدخال‭ ‬الملف‭ ‬مرحلة‭ ‬الظهور‭ ‬المنظم‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬العمومي‭ ‬الدولي‭.. ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬رفع‭ ‬الملف‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التقاضي‭ ‬أو‭ ‬الإحالة‭ ‬الرسمية،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬تحولا‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية‭ ‬من‭ ‬الملف،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬المعادلة‭ ‬السياسية‭ ‬تغيّرت‭ ‬شروطها‭ ‬اليوم،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مكسب‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭.‬
فعل‭ ‬إرهابي‭ ‬مكتمل‭ ‬الأركان
 
ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬المستجد‭ ‬الذي‭ ‬تعرفه‭ ‬القضية،‭ ‬والذي‭ ‬بإمكانه‭ ‬الدفع‭ ‬بالتدويل‭ ‬إلى‭ ‬أقصاه،‭ ‬يبقى‭ ‬هو‭  ‬الموقف‭ ‬الذي‭ ‬عبَّر‭ ‬عنه‭ ‬المرصد‭ ‬الوطني‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬نظمه‭ ‬يوم‭ ‬12‭ ‬دجنبر‭ ‬2025‭. ‬وتميز‭ ‬بمحاضرة‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬اجبارة‭ ‬تحت‭ ‬عنوان: «عملية‭ ‬طرد‭ ‬المغاربة‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬سنة‭ ‬1975،‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬لتصنيف‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية»‭. ‬(انظر‭ ‬صفحات‭ ‬الغلاف‭ ‬الموالية)،‭ ‬والقاضي‭ ‬بالمطالبة‭ ‬بتصنيف‭ ‬طرد‭ ‬المغاربة‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬فعلا‭ ‬إرهابيا‭ ‬مكتمل‭ ‬الأركان،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬طبيعته‭ ‬الجماعية،‭ ‬وسياقه‭ ‬السياسي،‭ ‬وآثاره‭ ‬النفسية‭ ‬والإنسانية‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬ممتدة‭ ‬إلى‭ ‬اليوم،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬قرار‭  ‬الطرد‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬إجراء‭ ‬إداريا‭ ‬معزولا،‭ ‬ولا‭ ‬نتيجة‭ ‬فردية‭ ‬لمخالفات‭ ‬قانونية،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬فعلا‭  ‬انتقاميا‭ ‬منظما‭ ‬استهدف‭ ‬فئة‭ ‬محددة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬جنسيتها،‭ ‬ووقع‭ ‬تنفيذه‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬وجيز،‭ ‬وبوسائل‭ ‬قسرية،‭ ‬ودون‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭ ‬للروابط‭ ‬العائلية‭ ‬أو‭ ‬الممتلكات‭ ‬أو‭ ‬الوضع‭ ‬الإنساني‭ ‬للأفراد‭. ‬هذا‭ ‬الطابع‭ ‬الجماعي‭ ‬والعقابي،‭ ‬المرتبط‭ ‬بقرار‭ ‬سياسي‭ ‬مركزي،‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الحادثة‭ ‬تتجاوز‭ ‬توصيف‭  ‬«الخطأ‭ ‬الدبلوماسي»‭ ‬أو‭  ‬«الإجراء‭ ‬السيادي»،‭ ‬لتدخل‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬الأفعال‭ ‬الجسيمة‭ ‬التي‭ ‬يُسائلها‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭.‬
 
إن‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تصنيف‭ ‬التهجير‭ ‬القسري،‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬آلاف‭ ‬المغاربة،‭ ‬عملا‭ ‬إرهابيا‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬فهم‭ ‬موسع‭ ‬لمفهوم‭ ‬الإرهاب،‭ ‬لأنه‭ ‬يرتبط‭ ‬بجوهر‭ ‬الفعل‭ ‬نفسه:‭ ‬أي‭ ‬استخدام‭ ‬التهديد،‭ ‬والصدمة،‭ ‬والعقاب‭ ‬الجماعي،‭ ‬لتحقيق‭ ‬غايات‭ ‬سياسية‭ ‬دنيئة؛‭ ‬وهي‭ ‬أفعال‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬في‭ ‬أثرها‭ ‬النفسي‭ ‬والإنساني‭ ‬عن‭ ‬أفعال‭ ‬الترويع‭ ‬الجماعي‭ ‬التي‭ ‬يسعى‭ ‬الإرهاب،‭ ‬بمفهومه‭ ‬الوظيفي‭ ‬العام،‭ ‬إلى‭ ‬إحداثها‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬واضحا:‭ ‬إرسال‭ ‬رسالة‭ ‬سياسية‭ ‬إلى‭ ‬القرار‭ ‬السياسي‭ ‬المغربي‭ ‬عبر‭ ‬المس‭ ‬باستقرار‭ ‬مدنيين‭ ‬مغاربة،‭ ‬وضربهم‭ ‬في‭ ‬معيشتهم‭ ‬واستقرارهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمنح‭ ‬الفعل‭ ‬بعده‭ ‬«الإرهابي»‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الأثر‭ ‬والغاية،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬دون‭ ‬متفجرات‭ ‬وأحزمة‭ ‬ناسفة‭ ‬وسيارات‭ ‬مفخخة‭. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬التهجير‭ ‬القسري،‭ ‬وفق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني،‭ ‬يُعد‭ ‬جريمة‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬متى‭ ‬تم‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬أو‭ ‬بشكل‭ ‬منهجي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينطبق‭ ‬بجلاء‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬طرد‭ ‬المغاربة‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬سنة‭ ‬1975‭. ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬الجزائرية‭ ‬مارست‭ ‬«إرهاب‭ ‬الدولة»‭ ‬و«الانتقام‭ ‬السياسي»‭ ‬حين‭ ‬استخدمت،‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬رادع‭ ‬أخلاقي‭ ‬أو‭ ‬قانوني،‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬لإخضاع‭ ‬مدنيين‭ ‬عزل،‭  ‬ونقلهم‭ ‬إلى‭ ‬الحدود،‭ ‬وبث‭ ‬الخوف‭ ‬في‭ ‬نفوسهم،‭ ‬ومعاقبتهم‭ ‬جماعيا‭ ‬بسبب‭ ‬انتمائهم‭ ‬الوطني‭. ‬
 
وتبعا‭ ‬لذلك،‭ ‬فإن‭ ‬المطالبة‭ ‬بإدراج‭ ‬الطرد‭ ‬الجماعي‭ ‬للمغاربة‭ ‬في‭ ‬خانة‭  ‬«العمل‭ ‬الإرهابي»‭ ‬ليس‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬رفع‭ ‬سقف‭ ‬الخطاب،‭ ‬أو‭ ‬تسجيل‭ ‬نقطة‭ ‬سياسية‭ ‬في‭ ‬مرمى‭ ‬«الكراغلة،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬ورقة‭ ‬مشروعة‭ ‬لكسر‭ ‬الصمت‭ ‬الذي‭ ‬لازم‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬لعقود‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬دفع‭ ‬نحو‭ ‬تسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالجريمة،‭ ‬وعدم‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬بوصفها‭ ‬خلافا‭ ‬سياسيا‭ ‬عابرا‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬توتر‭ ‬سياسي‭ ‬عابر‭ ‬يقع‭ ‬خارج‭ ‬المسؤولية‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحقوقية؛‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬التجارب‭ ‬الدولية،‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العدالة‭ ‬الانتقالية،‭ ‬أظهرت‭ ‬أن‭ ‬طيّ‭ ‬صفحات‭ ‬الماضي‭ ‬دون‭ ‬تسمية‭ ‬الأشياء‭ ‬بأسمائها‭ ‬لا‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬المصالحة‭ ‬الحقيقية،‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬الإحساس‭ ‬بالظلم‭. ‬ومن‭ ‬ثم،‭ ‬تأتي‭ ‬ضرورة‭  ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬سردية‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬حقوقي‭ ‬وأخلاقي‭ ‬واضح،‭ ‬وتحميل‭ ‬الفعل‭ ‬السياسي‭ ‬الانتقامي‭ ‬للعسكر‭ ‬الجزائري‭ ‬تبعاته‭ ‬التاريخية‭. ‬
 
صمت‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية‭ ‬
لماذا‭ ‬تصمت‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية‭ ‬عن‭ ‬ملف‭ ‬طرد‭ ‬المغاربة‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬؟‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اختزال‭ ‬الجواب‭ ‬في‭ ‬سبب‭ ‬واحد،‭ ‬لأن‭ ‬الأمر‭ ‬يتقاطع‭ ‬فيه‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬والاستراتيجي،‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يتقاطع‭ ‬فيه‭ ‬الحقوقي‭ ‬الصرف‭. ‬وإجمالا‭ ‬يمكن‭ ‬إبراز‭ ‬ما‭ ‬يلي:
 
أولا‭: ‬السياق‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬فيه‭ ‬الطرد:‭ ‬المغرب‭ ‬كان‭ ‬آنذاك‭ ‬مقبلًا‭ ‬على‭ ‬مرحلة‭ ‬دقيقة‭ ‬ومصيرية،‭ ‬مرتبطة‭ ‬أساسا‭ ‬بملف‭ ‬الصحراء،‭ ‬وبإعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬أولوياته‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والأمنية‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬إقليمية‭ ‬مشحونة‭. ‬وهذا‭ ‬معناه‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬لم‭ ‬يُنظر‭ ‬إلى‭ ‬الطرد‭ ‬بوصفه‭ ‬ملفا‭ ‬حقوقيا‭ ‬مستقلا،‭ ‬بل‭ ‬بوصفه‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬تصعيد‭ ‬سياسي‭ ‬شامل‭ ‬أقدمت‭ ‬عليه‭ ‬الجزائر‭. ‬هذا‭ ‬التداخل‭ ‬جعل‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬الحدث‭ ‬بمنطق‭ ‬احتواء‭ ‬الأزمة‭ ‬بدل‭ ‬تفجيرها‭ ‬دوليًا،‭ ‬تفاديًا‭ ‬لمضاعفة‭ ‬جبهات‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬كانت‭ ‬تحتاج‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والعسكري‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحرشات‭ ‬الجزائرية‭ ‬(عبر‭ ‬صنيعتها‭ ‬البوليساريو)‭ ‬ضد‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمملكة‭.‬
 
ثانيا‭:‬‭ ‬اعتمدت‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية،‭ ‬لعقود،‭ ‬مقاربة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬الخلافات‭ ‬السياسية‭ ‬وبين‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭. ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنظور،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تخوّف‭ ‬حقيقي‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬تدويل‭ ‬ملف‭ ‬الطرد‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬القطيعة‭ ‬الشعبية‭ ‬مع‭ ‬الجزائريين،‭ ‬وإلى‭ ‬تحويل‭ ‬مأساة‭ ‬إنسانية‭ ‬إلى‭ ‬وقود‭ ‬لصراع‭ ‬دائم‭ ‬بين‭ ‬المجتمعين‭. ‬
 
ثالثًا‭:‬‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬المقاربة‭ ‬الحقوقية‭ ‬مترسخة‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬العمومية‭ ‬المغربية‭. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الأولوية‭ ‬كانت‭ ‬للاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬الداخلي،‭ ‬ولتدبير‭ ‬التوازنات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬معارك‭ ‬حقوقية‭ ‬دولية‭ ‬طويلة‭ ‬النفس‭ ‬وغير‭ ‬مضمونة‭ ‬النتائج‭. ‬لذلك،‭ ‬ظل‭ ‬ملف‭ ‬المطرودين‭ ‬يُدار‭ ‬ضمنيًا،‭ ‬عبر‭ ‬الاستقبال‭ ‬وإعادة‭ ‬الإدماج،‭ ‬دون‭ ‬تحويله‭ ‬إلى‭ ‬ملف‭ ‬مواجهة‭ ‬قانونية‭ ‬أو‭ ‬سياسية‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭.‬
 
رابعا‭:‬‭ ‬تدويل‭ ‬الملف‭ ‬كان‭ ‬سيعني،‭ ‬عمليا،‭ ‬فتح‭ ‬نقاش‭ ‬قانوني‭ ‬حول‭ ‬المسؤوليات‭ ‬والتعويضات‭ ‬والممتلكات‭ ‬المصادرة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يشوش‭ ‬عن‭ ‬«نزاع‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية»‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعيش‭ ‬لحظة‭ ‬حاسمة،‭ ‬كما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭  ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬الجزائر‭ ‬إلى‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬تصعيدية‭ ‬مضادة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬ميزان‭ ‬قوى‭ ‬دولي‭ ‬داعم‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬لمثل‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬آنذاك‭.‬
 
خامسًا‭:‬‭ ‬التقادم‭ ‬السياسي:‭ ‬أصبح‭ ‬فتح‭ ‬الملف‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدا‭ ‬بعد‭ ‬خمسة‭ ‬عقود،‭ ‬لما‭ ‬يستدعيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬توثيق‭ ‬شامل،‭ ‬وتحديد‭ ‬دقيق‭ ‬للضحايا،‭ ‬وتقدير‭ ‬للخسائر،‭ ‬وهي‭ ‬عملية‭ ‬ثقيلة‭ ‬إداريا‭ ‬وسياسيا‭. ‬
 
المحطة‭ ‬الفاصلة‭ ‬للتدويل
يملك‭ ‬الملف‭ ‬اليوم‭ ‬كل‭ ‬عناصر‭ ‬التدويل:‭ ‬ذاكرة‭ ‬موثقة‭ ‬نسبيا،‭ ‬خطاب‭ ‬حقوقي‭ ‬ناضج،‭ ‬فاعلين‭ ‬مدنيين‭ ‬منظمين،‭ ‬وزخم‭ ‬رمزي‭ ‬قوي‭. ‬لكنه‭ ‬يفتقد‭ ‬بعدُ‭ ‬إلى‭ ‬العتبة‭ ‬المؤسسية:‭ ‬التبنّي‭ ‬الرسمي،‭ ‬أو‭ ‬الرعاية‭ ‬الدولية،‭ ‬أو‭ ‬الإحالة‭ ‬القانونية‭. ‬وهي‭ ‬محطة‭ ‬مفصلية‭.‬
 
لقد‭ ‬بدأ‭ ‬تدويل‭ ‬القضية‭ ‬بشكل‭ ‬متدرّج‭ ‬ومتأخر‭ ‬نسبيًا،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬وليد‭ ‬لحظة‭ ‬واحدة‭ ‬أو‭ ‬قرار‭ ‬مركزي‭ ‬مباشر،‭ ‬بل‭ ‬ثمرة‭ ‬تراكم‭ ‬بطيء‭ ‬للوعي‭ ‬داخل‭ ‬صفوف‭ ‬الضحايا‭ ‬والجالية‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬خصوصًا‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬التسعينيات‭ ‬وبداية‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة‭.‬
 
ففي‭ ‬السنوات‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬طرد‭ ‬1975،‭ ‬ظلّ‭ ‬الملف‭ ‬محصورا‭ ‬تقريبا‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬الصدمة،‭ ‬وكان‭ ‬الهمّ‭ ‬الأساسي‭ ‬للعائلات‭ ‬المطرودة‭ ‬هو‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬المهجر،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬إقليمي‭ ‬متوتر،‭ ‬وهيمنة‭ ‬منطق‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬وغياب‭ ‬ثقافة‭ ‬حقوقية‭ ‬عابرة‭ ‬للحدود‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬المغاربية‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حساسية‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية-الجزائرية‭ ‬جعلت‭ ‬الحديث‭ ‬العلني‭ ‬عن‭ ‬الملف‭ ‬يُنظر‭ ‬إليه،‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة،‭ ‬بوصفه‭ ‬موضوعا‭ ‬سياسيا‭ ‬محظورا،‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬البلدين‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الإقليمي‭.‬
 
ولم‭ ‬يأت‭ ‬التحول‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬بالقضية‭ ‬إلا‭ ‬مع‭ ‬بروز‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المطرودين،‭ ‬خصوصا‭ ‬داخل‭ ‬أوروبا‭. ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬لم‭ ‬يعش‭ ‬تجربة‭ ‬الطرد‭ ‬مباشرة،‭ ‬لكنه‭ ‬ورث‭ ‬آثارها‭ ‬النفسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والمادية،‭ ‬وبدأ‭ ‬يطرح‭ ‬أسئلة‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬مختلف:‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬يُعترف‭ ‬بما‭ ‬حدث؟‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تُدرج‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‭ ‬ضمن‭ ‬أدبيات‭ ‬التهجير‭ ‬القسري؟‭ ‬ولماذا‭ ‬ظل‭ ‬الضحايا‭ ‬خارج‭ ‬أي‭ ‬مسار‭ ‬للإنصاف؟‭ ‬
 
ومع‭ ‬مطلع‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة،‭ ‬وتحديدا‭ ‬بعد‭ ‬توسع‭ ‬الخطاب‭ ‬الدولي‭ ‬حول‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والعدالة‭ ‬الانتقالية‭ ‬وجرائم‭ ‬التهجير‭ ‬الجماعي،‭ ‬بدأ‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬تدويل‭ ‬القضية‭ ‬يأخذ‭ ‬شكلًا‭ ‬أوضح‭. ‬إذ‭ ‬ظهرت‭ ‬جمعيات‭ ‬للضحايا‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬وفي‭ ‬بلدان‭ ‬المهجر،‭ ‬وبدأ‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الطرد‭ ‬بوصفه‭ ‬خرقا‭ ‬وتعسفا‭ ‬وانتهاكا‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬ثم‭ ‬مع‭ ‬تصاعد‭ ‬دور‭ ‬الجاليات‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الأوروبي،‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬العقد‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الـ‭ ‬21،‭  ‬بدأ‭ ‬الوعي‭ ‬بضرورة‭ ‬التدويل‭ ‬يتبلور‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬تنظيما‭. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬الهدف‭ ‬فقط‭ ‬هو‭ ‬حفظ‭ ‬الذاكرة،‭ ‬بل‭ ‬إيصالها‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسات‭ ‬دولية‭ ‬ومنظمات‭ ‬حقوقية‭ ‬ووسائل‭ ‬إعلام‭ ‬أجنبية،‭ ‬بلغة‭ ‬قانونية‭ ‬وحقوقية‭ ‬قابلة‭ ‬للفهم‭ ‬والتداول؛‭ ‬فكان‭ ‬أن‭ ‬بدأ‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬التوثيق،‭ ‬والشهادات،‭ ‬والكلفة‭ ‬المادية،‭ ‬وعلى‭ ‬إدراج‭ ‬الطرد‭ ‬ضمن‭ ‬مفهوم‭ ‬«الطرد‭ ‬الجماعي»‭ ‬المحظور‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭.‬
 
أما‭ ‬التحول‭ ‬النوعي‭ ‬الحقيقي،‭ ‬فانطلق‭ ‬مع‭ ‬الذكرى‭ ‬الخمسين،‭ ‬إذ‭ ‬أصبح‭ ‬الصمت‭ ‬أقل‭ ‬قابلية‭ ‬للاستمرار،‭ ‬وأصبح‭ ‬تجاهل‭ ‬القضية‭ ‬دوليا‭ ‬مكلفا‭ ‬أخلاقيا‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التدويل‭ ‬أصبح‭ ‬ضرورة‭ ‬حقوقية‭ ‬وأخلاقية‭. ‬ومن‭ ‬هنا،‭ ‬تأتي‭ ‬مبادرات‭ ‬مثل‭ ‬المسيرة‭ ‬الصامتة‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تصنيف‭ ‬الملف‭ ‬في‭ ‬خانة‭  ‬"إرهاب‭ ‬دولة‭ ‬الجزائر،‭ ‬بوصفها‭ ‬نتيجة‭ ‬حتمية‭ ‬لنضج‭ ‬التفكير،‭ ‬واكتمال‭ ‬الشرط‭ ‬التاريخي‭ ‬لمواجهة‭ ‬دولة‭ ‬العسكر‭ ‬بإحدى‭ ‬جرائمها‭ ‬الأكثر‭ ‬إيلاما‭..‬
 
 تفاصيل أوفى  تجدونها في العدد الجديد من أسبوعية "الوطن الآن"
رابط العدد هنا