الشرقاوي: البحث العلمي الطبي الإفريقي والعربي في خدمة الرياضة الإفريقية

الشرقاوي: البحث العلمي الطبي الإفريقي والعربي في خدمة الرياضة الإفريقية جانب من اللقاء
تحتضن ثانوية التميز بسلا–الرباط، خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 13 دجنبر 2025، أشغال أول مؤتمر إفريقي للطب وعلوم الرياضة، في محطة علمية غير مسبوقة على مستوى القارة.
ويجمع هذا الحدث نخبة واسعة من الأساتذة والأطباء والباحثين وخبراء الرياضة القادمين من إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، في تأكيد عملي على طموح المملكة المغربية في أن تصبح مركزًا قارّيًا للتفكير العلمي المرتبط بالرياضة والأداء البدني.
ويُنظم هذا اللقاء العلمي بمبادرة من الجمعية المغربية للطب وعلوم الرياضة، بشراكة مع الجمعية الإفريقية لعلوم الرياضة، تحت شعار:
« الطب وعلوم الرياضة والأداء في إفريقيا: التحديات، الآفاق والابتكار ».
وهو عنوان يعكس إرادة واضحة لإعادة التفكير في الرياضة الإفريقية من زاوية جديدة، تلتقي فيها الصحة مع الأداء والتنمية.
 
رؤية إفريقية شاملة لصحة الرياضيين 
في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أبرز رئيس الجمعية المغربية للطب وعلوم الرياضة، الدكتور حكيم بلغيتي، البعد الاستراتيجي لهذه الدورة الأولى، معتبرًا إياها تحولًا نوعيًا في مقاربة صحة وأداء الرياضيين الأفارقة.
وبحسب الدكتور بلغيتي، لم تعد الرياضة مجرد واجهة للنتائج والألقاب، بل أصبح رهانًا طبيًا وعلميًا ومجتمعيًا متكاملًا.
الدكتور بلغيتي، وهو طبيب رياضي بالمستشفى العسكري التعليمي محمد الخامس بالرباط وبأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، نوه بالحضور القوي لخبراء من دول من بينها كوت ديفوار والكاميرون وتونس والعراق وفرنسا.
كما خصّ بإشادة خاصة الأستاذ أحمد الصبيحي، أحد الرواد المؤسسين للطب الرياضي بالمغرب، تقديرًا لإسهاماته البارزة في هيكلة هذا التخصص وترسيخ ثقافة علمية قائمة على الجودة والصرامة.
ويعكس البرنامج العلمي للمؤتمر هذه الرؤية الشمولية، من خلال تناوله مجالات متعددة ومتكاملة، تشمل فيزيولوجيا الأداء، وطب الإصابات، وإعادة التأهيل، وأمراض القلب، وعلم النفس الرياضي، إضافة إلى قضايا الحكامة.
 
البحث والابتكار في أفق المواعيد الرياضية الكبرى 
من جانبه، أكد رئيس الجمعية الإفريقية لعلوم الرياضة، الأستاذ حسن زوحال، أستاذ فيزيولوجيا الجهد بمدينة رين الفرنسية، أن هذا المؤتمر يشكل محطة مفصلية في تثمين البحث العلمي الإفريقي في مجال الرياضة.
وشدد على أهمية بناء جسور تعاون مستدامة بين المختصين الأفارقة والمغاربة والأوروبيين، بما يتيح تبادل أحدث المقاربات العلمية وتعزيز الشراكات البحثية.
بدورها، ذكّرت الدكتورة رجاء الصديقي، عضو اللجنة المنظمة وعضو الجمعية المغربية للطب وعلوم الرياضة وطبيبة رياضية، بالدلالة الرمزية لانعقاد هذا المؤتمر في ظرف يستعد فيه المغرب لاحتضان كأس إفريقيا للأمم.
وأشارت إلى أن تطور مستوى الرياضة الوطنية والقارية يفرض مواكبة علمية مستمرة، ورفع كفاءة مهنيي الصحة الرياضية، بما ينسجم مع الطموح الإفريقي للمغرب.
وعلى مدى ثلاثة أيام، يناقش المشاركون محاور أساسية، من بينها الوقاية من الإصابات والتكفل بها، والتغذية، والإعداد البدني والذهني، وعلم نفس الأداء، والقانون والاقتصاد الرياضي، والتدبير والتسويق الرياضي، والابتكار التكنولوجي، ودور النشاط البدني في مواجهة الأمراض المزمنة، إضافة إلى قضايا الرياضة النسوية.
وإلى جانب العروض العلمية، يسعى هذا المؤتمر الأول من نوعه إلى أن يكون فضاءً للحوار بين الخبراء المتمرسين والباحثين الشباب، ووضع اللبنات الأولى لبناء بحث إفريقي قوي ومستدام في مجال الطب وعلوم الرياضة.
وهكذا، توجه الرباط رسالة واضحة: مستقبل الرياضة الإفريقية لن يُصنع في الملاعب فقط، بل أيضًا في المختبرات والمستشفيات وقاعات البحث العلمي.
 
 الدكتور أنور الشرقاوي / خبير في التواصل الطبي والإعلام الصحي